إسبانيا تعرب عن شجبها التمرد العسكري بمالي
أعربت إسبانيا، الثلاثاء، عن رفضها المطلق للتمرد الذي قاده مجموعة من الجنود في مالي، وكذا رفضها لأي هجوم عنيف ضد مؤسسات وحكومة البلاد، داعية القوات المسلحة المالية إلى احترام النظام الدستوري.
وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية الإسبانية نقلته وكالة الأنباء الرسمية إن الحكومة “تتابع بقلق بالغ الأحداث” في مالي بعد التمرد العسكري الذي وقع في قاعدة (كاتي) شمال غرب العاصمة باماكو.
ودعت الحكومة الإسبانية القوات المسلحة المالية وكذا الحرس الوطني إلى “الاحترام التام للنظام الدستوري والعودة إلى الثكنات“، وشددت التأكيد على تشبثها والتزامها بالسلام والديمقراطية والاستقرار في هذا البلد.
وأكد البيان أن إسبانيا “تؤيد تماما الموقف الذي أعربت عنه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو) في بيانها الذي صدر عقب التمرد العسكري، والداعي إلى ضرورة الاحترام والامتثال الصارمين للمعايير الدستورية في مالي من أجل التوصل إلى حل لجميع النزاعات المحتملة”.
على صعيد متصل، قالت السفارة الإسبانية في مالي أنها تنصح الإسبان بعدم السفر والمكوث بمازلنهم إلى إشعار آخر. وجاء في تغريدة نشرتها السفارة على حسابها في تويتر هذا الثلاثاء: “توصي السفارة جميع الإسبان في مالي، ولا سيما سكان باماكو وكاتي، بالبقاء في منازلهم حتى إشعار آخر”.
ماذا حدث بمالي؟
وأعلن الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كيتا، استقالته رسميا من منصبه بعد احتجازه على يد جنود متمردين يوم الثلاثاء، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي المالي.
وقال كيتا في خطاب متلفز إنه قرر حل الحكومة والبرلمان. مضيفا “لا أريد إراقة دماء لأظل في السلطة”.
وكان متحدث باسم الحكومة المالية قد أكد لـ”بي بي سي” أن الرئيس أبو بكر كيتا اعتقل من قبل جنود متمردين، وتم احتجازه في معسكر تابع للجيش قرب العاصمة باماكو.
كما تم اعتقال رئيس الوزراء، بوبو سيسيه، برغم مناشدات سابقة من أجل “حوار أخوي”.
وتابع الرئيس المستقيل في خطابه: “إذا أرادت بعض عناصر قواتنا المسلحة اليوم التدخل لإنهاء الموقف الحالي، فإني لا أملك خيارات”.
واختتم حديثه بأنه لا يحمل ضغينة لأحد، وقال “حبي لبلدي لا يسمح لي بذلك، حفظنا الله”.
وجاء الانقلاب بعد عامين فقط من إعادة انتخاب كيتا رئيسا للبلاد في 2018، لكن تردي الأوضاع المعيشية والفساد أثار غضب شعبي امتد إلى الجيش.
وسيطر ضباط صغار غاضبون على معسكر كاتي الهام التابع للجيش بالقرب من العاصمة باماكو صباح الثلاثاء.
وفي المدينة أشعل شبان النار في مبنى تملكه الحكومة.
وأثار اعتقال الرئيس كيتا ورئيس وزرائه إدانة دولية واسعة النطاق.
وتتزامن الاضطرابات مع دعوات إلى مزيد من الاحتجاجات للمطالبة باستقالة الرئيس.
كيف بدأ الانقلاب؟
وبدأت محاولة الانقلاب الواضحة في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا بإطلاق النار على معسكر رئيسي تابع للجيش بالقرب من العاصمة باماكو صباح الثلاثاء.
وأثار اعتقال الرئيس كيتا ورئيس وزرائه إدانة دولية واسعة النطاق.
وجاء ذلك بعد ساعات من قيام ضباط صغار ساخطين باحتجاز القادة والسيطرة على معسكر كاتي، على بعد حوالي 15 كيلومترا من باماكو.
وتتزامن الاضطرابات مع دعوات إلى مزيد من الاحتجاجات للمطالبة باستقالة الرئيس.
ويقود التمرد العقيد مالك دياو – نائب القائد العام في معسكر كاتي – وقائد آخر هو الجنرال ساديو كامارا، بحسب ما أفاد به مراسل “بي بي سي” في إفريقيا من باماكو.
وبعد الاستيلاء على المعسكر، توجه المتمردون نحو العاصمة.
وفي فترة ما بعد الظهر، اقتحموا منزل كيتا واعتقلوه صحبة رئيس وزرائه الذي كان معه.
سبب هذه الخطوة غير واضح وكذلك عدد الجنود المشاركين في التمرد.
وتقول بعض التقارير إن تدني معدلات الأجور قد أدت إلى تغذية هذا النزاع.
وكان معسكر كاتي أيضا محور تمرد في عام 2012 من قبل الجنود الغاضبين من عجز كبار القادة عن منع الجهاديين والمتمردين الطوارق من السيطرة على شمال مالي.
وأظهرت لقطات من وكالة “فرانس برس” مبنى تابعا لوزارة العدل في باماكو، اشتعلت فيه النيران.
يبدو أن ما بدأ كتمرد تحول إلى انقلاب سيرحب به العدد الهائل من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع منذ شهور مطالبين الرئيس كيتا بالتنحي.
وسيتم رسم أوجه تشابه بين هذه الأحداث وبين أحداث عام 2012 عندما أدى سوء تعامل الحكومة مع التمرد إلى انقلاب آخر.
وقد استغل الجهاديون تلك الفوضى للاستيلاء على شمال مالي. وهم يواصلون نشاطهم في جميع أنحاء المنطقة.
لماذا لا يحظى الرئيس بشعبية؟
وفاز إبراهيم أبو بكر كيتا بولاية ثانية في انتخابات 2018، لكن هناك غضب واسع النطاق بسبب الفساد وسوء إدارة الاقتصاد وتدهور الوضع الأمني مع تصاعد العنف الجهادي والطائفي.
وفي الأشهر الأخيرة، دعت حشود ضخمة بقيادة الإمام محمود ديكو الرئيس كيتا إلى التنحي.
وبحسب تقارير، تجمعت حشود أصغر بكثير في العاصمة يوم الثلاثاء لدعم الجنود.
تابعونا على
إنستغرام