شؤون إسبانية

دراسة جديدة تكشف أن 5 بالمئة فقط من الإسبان تجاوزا كورونا ولا تستبعد موجة ثانية

تُشير النتائج الأولية لدراسة الانتشار المصلي في إسبانيا إلى أن النسبة المنخفضة من السكان الذين تغلبوا على فيروس كورونا تقود إلى احتمالٍ جد مرتفع بعودة موجة ثانية من الوباء.

وتؤكد الدراسة التي نُشرت نتائجها في وقت متأخر هذا الأربعاء أن 5٪ فقط من السكان في إسبانيا خلقوا أجساماً مضادة للفيروس، أي مناعة ذاتية.

ويُؤكد ذلك وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يفتقرون للدفاعات المحددة، وبالتالي يمكنهم تلقّي عدوى فيروس كورونا لأول مرة.

التعايش مع الوباء

ويقول عالم الأوبئة ومدير الطب الوقائي والصحة العامة في الجامعة المستقلة، فيرناندو رودريغيث أرتاليخو، أنه “في غياب لقاح أو علاج جيد، قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للتغلب على تهديد جائحة كورونا”.

ويضيف الخبير في الأوبئة، الذي نقل موقع “إلدياريو” تصريحاته، أن الاستنتاج الرئيسي للدراسة الاستقصائية هو الاحتمال المرتفع لعودة الوباء من جديد.

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت في وقت سابق أنها تتعامل مع هذا السيناريو على أنه “محتمل بالفعل”، وهو ما يتطلب مزيداً من الحذر، لأن الانتشار المنخفض للعدوى يجعل من السهل تفشي الوباء من جديد.

ويعتقد المتخصصون أن هذه النتائج تعزز الحاجة إلى “الحكمة والحذر والحفاظ على الصحة”، كما يذكر، دانييل لوبيث-أكونيا، المدير السابق للأزمات في منظمة الصحة العالمية.

ويعني ذلك أنه على السكان التقيّد بالتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة وشروط النظافة، دون أن نغفل عن واجبات النظام الصحي.

ويتّفق علماء الأوبئة على أنه بمجرد التحقق من مدى انتشار الوباء، فإن إدارة هذه الأزمة قد “تستمر لفترة طويلة”.

وسبق لرئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، أن تحدّث مراراً عن “الوضع الطبيعي الجديد”. ويعني ذلك أنه لن يتم التغلب على الفيروس بشكل نهائي حتى يتوفر اللقاح على نطاق واسع.

وتتحمل الطواقم الطبية الأولية مسؤولية تأكيد حالات الاشتباه بالإصابة بالفيروس. وبعد ذلك يتم التأكد عزل المصاب وتتبّع حلقة اتصالاته لقطعِ سلسلة العدوى.

ومن خلال تتبع تلك السلسة، يمكن احتواء طفرات محتملة في المرض وتجنب تفشي موجة ثانية من الوباء. لذلك، لم تسمح وزارة الصحة الإسبانية للأقاليم بالمرور للمرحلة الأولى قبل تحضير النظام الصحي، وإعداد خطة تضمن الكشف المبكر عن الحالات.

التباين بين المناطق

وسلطت مديرة المركز الوطني لعلم الأوبئة، مارينا بولان، الضوء على “التباين الجغرافي الكبير” الذي قدمته هذه الدراسة. وهناك مناطق أكثر من 10٪ من سكانها لديهم اتصال مع الفيروس، وأخرى بنسبة 1٪ فقط.

وتضيف الخبيرة أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الرجال والنساء، على الرغم من وجود انتشار أقل (بين 1٪ و3٪) لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 إلى 9 سنوات.

وبالنسلة للمقاطعات التي تجاوزت فيها أعداد كبيرة من السكان الوباء توجد مدريد وغوادالاخارا وسيغوفيا وكوينكا والباثيتي وثيوداد ريال وصوريا التي تتراوح النسب فيها بين 10٪ و15٪. هذه القائمة تتصدرها صوريا بنسبة 14.2٪.

مناعة القطيع

ولم يتوقع الخبراء أن تكون لفكرة “مناعة القطيع”، التي تحمي جميع السكان بشكل طبيعي أهمية علمية. فأكثر الدراسات تفاؤلاً في هذا الصدد، مثل دراسة إمبريال كوليدج لندن، وضعت النسبة المئوية من السكان الإسبان المصابين دون 20٪.

بالنسبة لعدوى فيروس كورونا، فإن النسبة يجب أن تصل إلى 60٪ من السكان على الأقل. ولم تتمكن البشرية على مر التاريخ من القضاء على أي مرض في فترة زمنية قصيرة.

وتُشير الجمعية الإسبانية للطب الوقائي والصحة العامة والنظافة إلى أنه في الموجة الأولى من الوباء، مثل التي تضرب البشرية حالياً “لم تتجاوز مناعة السكان 30٪”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *