شؤون إسبانية

إسبانيا تسعى لتعزيز وجودها بالساحل الإفريقي بحثا عن النفوذ

تولي الحكومة الإسبانية أولوية قصوى لمنطقة الساحل الإفريقي، أي الشريط المضطرب الذي يمتد إلى جنوب الصحراء الكبرى حيث توجد التهديدات الرئيسية للأمن القومي (الحركات الجهادية والمخدرات وتهريب البشر)، بحسب ما أورد موقع “الباييس”.

وكانت إسبانيا قد شاركت منذ 2014، في بعثة الاتحاد الأوروبي بمالي، وهي البعثة الأوروبية التي تسعى إلى تدريب 5 جيوش لمواجهة التنظيمات الجهادية (موريتانيا، النيجر، تشاد، بوركينا فاسو ومالي). وبذلك تستعد البعثة الأوروبية – التي تشارك فيها إسبانيا – لتحقيق قفزة نوعية.

وأوضحت مصادر وزارة الدفاع الإسبانية، تقول “الباييس”، أن إسبانيا أبدت استعدادها، خلال مؤتمر عقد مؤخرا، للمساهمة بمزيد من القوات وطائرات الهليكوبتر للتحضير لهذه المرحلة الجديدة.

وُيرجّح أن تتمثل الزيادة في عدد المدربين، وتعزيز قوة الحماية ونشر الطيارين والميكانيكيين وموظفي الدعم بنحو 300 موظف إضافي، حيث كان عددهم 278 فردا مطلع هذا العام، قبل أن يتم خفضه لاحقًا إلى 184 بسبب كوفيد 19.

 وفي سنة 2021 ستتولى قيادة هذه المهمة البعثة الأوروبية بمالي، وهي قوة عسكرية مقرها مدينة ستراسبورغ الفرنسية وتخدم الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وقد عينت هذه الهيئة العميد الإسباني، فيرناندو غراثيا، لتولي قيادة العملية.

والأهم من ذلك، أن إسبانيا عرضت نشر طائرتي هليكوبتر للنقل NH90. وعلاوة على ذلك، جعلت إسبانيا إحدى طائرات النقل الجديدة من طراز إيرباص 400M متاحة للبعثة الأوروبية للتدريب، عند الطلب. 

وأخيرا، نشرت إسبانيا في السنغال طائرتي نقل لدعم العملية الفرنسية “برخان”، لمحاربة الحركات الجهادية في منطقة الساحل.

إلى جانب الجناح العسكري، تحاول إسبانيا اكتساب وزن سياسي في المنطقة. وكانت وزيرة الشؤون الخارجية، أرانتشا غوثثاليث لايا، ترأس منذ نهاية يونيو/ حزيران، الجمعية العامة لتحالف الساحل، وهي مبادرة دولية يشارك فيها الاتحاد الأوروبي – فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا كدول منفردة – في محاولة منها لتنسيق أموال التنمية التي تذهب إلى تلك البلدان.

وقد قبلت غونثاليث لايا الدعوة الفرنسية لشغل هذا المنصب في مقابل رفع مكانة إسبانيا في هذا المنتدى، بحسب موقع “الباييس”.

وتحتفظ الدولة بـ 91 مشروعا تعاونيا بقيمة 124 مليون يورو، وخصصت 85 مليون يورو لمالي والنيجر وموريتانيا في إطار استثمارات مجموعة الخمسة .G-5

وبالرغم من أن إسبانيا خصصت أكثر من 650 مليون يورو لتلك البلدان الإفريقية في السنوات العشر الماضية، إلا أن فرنسا وألمانيا تتجاوزان هذه الأرقام بكثير، مما يمنحها المزيد من النفوذ.

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *