شؤون إسبانية

التصاعد في عدد الإصابات.. هل هو مؤشر لموجة ثانية؟

تسبب فيروس كورونا في إصابة أزيد من 20 مليون شخص في العالم، فيما وصل إجمالي عدد الوفيات إلى 735300 حالة وفاة.

وعلى الرغم من أن أزيد من 12 مليون مصاب تماثلوا للشفاء على مستوى 188 دولة في العالم، حسب بيانات جامعة جون هوبكنز يوم الإثنين 10 أغسطس/ آب، إلا أن الحالات الحاملة للفيروس لا زالت تعرف ارتفاعا مخيفا.

الدول الأكثر تأثرا

ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول تضررا من الوباء عقب تسجيل أكثر من 60 ألف إصابة جديدة وأزيد من ألف حالة وفاة، ليرتفع عدد المصابين بالفيروس إلى اكثر من 5 ملايين شخص، أما عدد الوفيات فقد فاق 163 ألفا، تليها البرازيل التي سجلت قرابة 3 ملايين حالة حاملة للفيروس و99702 حالة وفاة.

أما ثالث بلد ضربه الوباء بقوة، فهو الهند التي سجلت أزيد من 2.9 مليون حالة حاملة للفيروس، بينما تم تسجيل 42518 حالة وفاة.

روسيا، وإن لم يتعد عدد الحاملين للفيروس بها سقف 900 ألف حالة، ورغم أن عدد الوفيات لا زال لم يغادر عتبة الآلاف، 14854 حالة وفاة، إلا أن هذه الأرقام تبقى تثير القلق وتسرع من عملية البحث عن العقار الذي بإمكانه أن يحد من انتشار الفيروس.

السباق نحو اللقاح

لقاح استقطب منافسة شرسة بين الصين وروسيا والدول الغربية، إذ دخلت كبريات مختبرات الأدوية في جميع أنحاء العالم في سباق ضد الساعة لتطوير لقاح مضاد لكوفيد -19.

ويجري حاليا تطوير أكثر من 200 لقاح تجريبي، نحو عشرين منها في مرحلة التجارب الإكلينيكية على متطوعين من البشر.

دول تدخل المنافسة بكل ثقلها

وتأمل روسيا في أن تكون السبّاقة في إنتاج اللقاح ابتداء من أيلول/ سبتمبر، والصين بمعية ألمانيا يواصلان عملية تقييم التجارب الإكلينيكية على متطوعين بعد أن أعطت السلطات الصينية الضوء الأخضر.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن المنحى لا يزال في ارتفاع مستمر، وأن الوضع مثير للقلق طالما أن العالم يسجل يوميا حالات إصابات جديدة.

إسبانيا وانتشار البؤر

وسط هذا التخوف، تبقى إسبانيا تصارع البؤر التي باتت تنتشر في معظم الأقاليم الإسبانية، وتهدد السكان بالعودة إلى المرحلة الأولى وحتى الصفر كما جرى في إقليم الباسك الواقع شمال البلاد.

وكان إقليم الباسك أول منطقة في إسبانيا تعلن في 25 ماي/ أيار عودة عدد محدود من الطلاب بعد إعادة فتح الأقسام لتكون بذلك أول منطقة في إسبانيا تسمح بعودة الدراسة، حينها مرت الأمور بسلام لأن الوضع كان مسيطر عليه، لكن سرعان ما انفلتت الأمور عقب عودة الحياة الطبيعية في الإقليم بعد انتهاء مرحلة الحجر الصحي الشامل في 21 يونيو/ حزيران.

بروز البؤر الجديدة  وتفشي العدوى، هو دليل على أن الفيروس لا يزال يعيش بين الناس، بل يجد متعة في الانتشار بين الشباب خاصة عندما يتجمعون بأعداد كبيرة في المدن ليلا.

وبات إقليم الباسك يشكل مصدر قلق للسلطات الصحية، لا سيما بعد ارتفاع عدد الحالات المؤكدة.

وقصد الحد من انتشار الفيروس، أعادت السلطات في منطقة الباسك فرض قيود على الحركة في المنطقة بعد زيادة الإصابات بفيروس كورونا.

ويعود إقليم الباسك إلى حبس أنفاسه بغلق لمدة 14 يوما وسط مخاوف من موجة ثانية، بل تقول عنها مديرية الصحة أنها موجة ثانية فعلا وإن استبعدتها الحكومة الإسبانية.

العودة إلى الوضع الطبيعي رهان قائم

وحسب وزارة الصحة، فقد ارتفع عدد الوفيات في إسبانيا منذ تفشي الوباء في 31 يناير/ كانون الثاني 2020  إلى 28503 حالة وفاة، أما عدد الحالات الحاملة للفيروس فقد فاقت 305767 حالة.

ولا زالت كتالونيا من جهتها تسجل أرقاما جديدة لحاملي الفيروس، فإلى غاية 8 أغسطس/ آب، تم تسجيل أزيد من 1143 حالة إصابة مؤكدة وثلاث وفيات، حسب بيانات قامت بنشرها إدارة الصحة العامة بإقليم كتالونيا.

إصابات كانت وراء ارتفاع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في كتالونيا والمقدرة بـ 85177 حالة .

ومعلوم أن عددا من مناطق كاتالونيا: ريبوييت وساباديل وتيراسا قامت بإجراء فحوصات الكشف عن الفيروس بشكل مكثف، إذ طبقت الإجراء على فئة عمرية تتراوح ما بين 42 سنة و60 سنة، خصت حوالي 9000 شخصا.

ويذكر أنه تم تسجيل ثلاث وفيات، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 12815 شخصا منذ بداية الوباء.

فرض قيود على المسافرين من إسبانيا

وحسب موقع صحيفة “أ ب ث”، وعقب الانتشار الواسع للبؤر الجديدة في إسبانيا، سارعت ألمانيا وسويسرا إلى فرض قيود جديدة على المسافرين القادمين من إسبانيا اعتبارا من يوم السبت 8 أغسطس/ آب الجاري.

وستطلب ألمانيا من العائدين من أراغون وكتالونيا ونافارا تقديم اختبار فيروس كورونا الذي تم إجراؤه في مكان المنشأ، أو الخضوع للاختبار إما عند النزول على الأراضي الألمانية أو خلال الأيام الثلاثة التي تلي وصولهم إليها.
من ناحية أخرى، أعلنت سويسرا ضرورة إخضاع المسافرين القادمين من إسبانيا، باستثناء جزر البليار وجزر الكناري، لحجر صحي إلزامي لمدة 10 أيام.

وكانت فرنسا قد أصدرت تحذيرات نهاية شهر يوليو بشأن السفر إلى إسبانيا، فيما فرضت بريطانيا والنرويج الحجر الصحي على القادمين منها.

بين القلق الأوروبي من الموجة الثانية والعمل لاحتواء الوباء

وتشهد معظم الدول الأوروبية زيادة في حالات الإصابة بوباء كورونا، ومع ذلك تعمل على الحفاظ على تعافي اقتصادها وتأمل في أن تكون الموجة الثانية، إن ضربت المنطقة، مستقبلا أن تكون محدودة وأقل خطورة.

وكان رئيس الحكومة البريطانية، بوريس جونسون، قد حذر من أن الوضع يلوح باقتراب موجة ثانية، فيما أوضحت، مارغريت هاريس، المسؤولة في منظمة الصحة العالمية أن العالم تجتاحه موجة كبيرة للوباء عقب ظهور بؤر جديدة نشطة.

مخاوف من انهيار الاقتصاد

كل هذه التخوفات لم تثن الحكومة الإسبانية عن البحث في طريقة تنقذ بها الاقتصاد الإسباني من التهاوي.

ويكفي أن نذكر بالضربة التي تلقاها قطاع السياحة الإسباني حين خسر هذا العام 83 مليار يورو، وفقا لبيانات قدمها المعهد الوطني للإحصاء.

وكان أرباب العمل قد توقعوا هذه الخسارة بسبب تفشي فيروس كورونا والحجر الصحي الذي تم إعادة فرضه في بعض الأقاليم.

ويُستبعد فرض حجر صحي شامل على إسبانيا في الوقت الحالي، لكن ظهور بؤر جديدة نشطة وإصابة الشباب هذه المرة بالفيروس أخلط أوراق الحكومة الإسبانية.

بقلم: نادية دراجي

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *