شؤون إسبانية

الحكومة الإسبانية تدرس إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وفرض حظر تجول

أكد وزير الصحة الإسباني، سلفادور إييا، أن الحكومة تدرس إمكانية فرض حظر تجول ليلي في جميع أنحاء إسبانيا. وأشار الوزير إلى أن دولاً أوروبية أخرى تقترح هذا النوع من التدابير وأن السلطة التنفيذية تضعه قيد الدراسة. ومع ذلك، فإن النقاش السياسي مفتوح الآن لأن حزب الشعب، الذي يدافع عن حظر التجول في مدريد، يصر على رفض حالة الطوارئ، ولن تتخذ الحكومة هذا الإجراء إذا لم يكن هناك اتفاق مع جميع الأحزاب السياسية.

ويُستبعد أن يتم يتم إعلان ذلك في مجلس وزراء استثنائي يوم الجمعة لتطبيقه مع نهاية هذا الأسبوع، كما حدث مع حالة الطوارئ في مدريد قبل أسبوعين والتي تنتهي صلاحيتها يوم السبت الساعة 4:48 مساءً والتي لم تبدِ الحكومة أي نية لتمديدها.

 وأوضح وزير الصحة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد مجلس الوزراء، أن حالة الطوارئ ستكون ضرورية لاتخاذ مثل هذا الإجراء القاسي لتقييد الحريات، وأشار إلى أنه لا يمكن القيام بذلك بدون دعم حزب الشعب، أهم أحزاب المعارضة. ويمكن للحكومة إصدار قرار بحالة الطوارئ جديدة لمدة 15 يوماً في جميع أنحاء إسبانيا أو في بعض المناطق، ولكن لتمديدها، ستحتاج إلى تصويت البرلمان.

وسأل الوزير حزب الشعب عما إذا كان على استعداد للالتزام بالتصويت له في البرلمان إذا كان التمديد ضرورياً، لتجنب “الجحيم” البرلماني الذي حدث في ماي الماضي.

“الأسابيع القادمة صعبة جداً”

وكان الوزير قلقاً بشكل خاص بعد مجلس الوزراء وأصر على أن “الأسابيع القادمة صعبة جدًا” ولهذا السبب فقد طلب دعماً جديدًا. واختتم حديثه قائلاً: “إذا مررنا هنا [بشأن حظر التجول]، فنحن بحاجة إلى حالة طوارئ وأريد أن أعرف من الذي يرغب في دعمي”.

وأوضح الوزير أن فيما يتعلق بإمكانية فرض حظر التجول “يتطلب هذا الإجراء حالة طوارئ وسنقوم بتحليله، مع إقليم مدريد ومع الأقاليم الأخرى.. وبالطبع إذا كان هذا الإجراء ناجحاً، فيجب أن نكون متيقنين أنه يحظى بالدعم اللازم في حال تم تمديده لأكثر من 15 يوماً”.

انبثقت المبادرة من مدريد، التي أثارت هذا الاحتمال علناً يوم الثلاثاء رغم إصرارها على أنه يمكن القيام به دون حالة طوارئ.

لم تكن مدريد الوحيدة، حيث قدمت أقاليم أخرى هذا الاقتراح إلى الوزارة وهو أمر مطروح للتحليل غداً، في مجلس الصحة الإقليمي.

وتصر مدريد على أنها لا تريد حالة طوارئ، لكنها تريد حظر تجول. وتعتقد السلطة التنفيذية أن هذا غير ممكن، حيث يمكن أن يُطلب من جميع المواطنين البقاء في منازلهم خلال تلك الساعات، لكن حظر التجول على نحو قيام الشرطة بحراسة الشوارع بأمر صارم بعدم تحرك أحد، غير ممكن دون حالة طوارئ، بحسب ما أورد موقع “الباييس”.

وقد رافع عدد من أعضاء المجلس حول أهمية حظر التجول للسيطرة بشكل خاص على الحفلات الخاصة غير القانونية والتي أصبحت مصدراً رئيسياً للعدوى بين الشباب في الأسابيع الأخيرة. وإذا تم فرض حظر تجول فسيكون من الأسهل على الشرطة السيطرة على هذه التجمعات غير القانونية.

 تقترح مدريد حظراً من منتصف الليل حتى السادسة صباحا.

كما أكد وزير الصحة أن الحكومة لن تسعى إلى تمديد حالة الطوارئ الحالية في مدريد.

ولا تعرف الحكومة المركزية حتى الآن على وجه اليقين ما الذي ستفعله حكومة مدريد لاحتواء الموجة الثانية من الوباء بمجرد انتهاء هذا الإجراء الاستثنائي.

وطرحت مدريد اليوم فكرتين على الطاولة: العودة إلى القيود المفروضة على المجالات الصحية الأساسية التي فعّلها الإقليم في 21 سبتمبر، ومطالبة رئيس الحكومة بيدرو سانتشيث بفرض حظر تجول. وقد تمت صياغة كلا الاقتراحين هذا الصباح من قبل وزير الصحة، إنريكي رويث إسكوديرو.

تريد مدريد بحسب مصادر السلطة التنفيذية الإقليمية أن يكون حظر التجول في كامل أراضي المنطقة، من 00:00 ليلاً حتى 6:00 صباحاً، للحفاظ على نشاط الحانات والمطاعم، ولكن تجنب الحفلات الكبيرة.

 وقال وزير الصحة أن “حظر التجول سيسمح لنا في أوقات معينة بتحديد ما نعرفه جميعاً، (أنه لا يوجد تنقل)، كما هو مطبق في فرنسا، على سبيل المثال. بالأمس عقدنا لقاء مع رئيسة إقليم مدريد، إيسابيل دياث أيوسو، والنقابات المهنية، وكادوا يدرسون هذا الخيار. ولكن من أجل ذلك، يجب أن تكون لديك تغطية قانونية لا تتوفر في إقليم مدريد، يجب أن يكون قراراً من حكومة إسبانيا”.

.المصدر: الباييس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *