متفرقات

الدورة الشهرية: تقنيات جديدة للتخفيف من آلامها

اخبارإسبانيا بالعربي/ عندما قرأت بولا فيشر البالغة من العمر 33 عاما للمرة الأولى عن تطوير لباس خاص ترتديه المرأة للمساعدة في تخفيف آلام الدورة الشهرية، تحمست بشكل كبير لتجريبه.

كغيرها من الكثير من النساء، تعاني بولا من آلام حادة أثناء فترة الطمث، وكانت تأمل في العثور على حل بديل للأقراص المسكنة التي تخفف تلك الآلام لمدة ساعتين فقط.

تقول بولا، التي تعيش في العاصمة المجرية بودابست: “عادة ما كنت أعاني من آلام شديدة للغاية، لدرجة جعلتني غير قادرة على النهوض من أريكتي لمباشرة عملي .. كان ذلك يؤثر على كل شيء – على مزاجي، على حماسي للعمل وعلى قدرتي على الإنجاز”.

وقبل عامين، رأت بولا إخطارا على وسائل التواصل الإعلامي نشرته شركة مجرية حديثة الإنشاء تدعى “ألفا فَمتيك” (Alpha Femtech) تطلب فيه متطوعات للمساعدة في اختبار وتطوير لباس جديد يهدف إلى تقليل آلام الدورة الشهرية.

سبب رفض السفير الإيراني مصافحة ملكة اسبانيا (فيديو)

كان يتعين على المتقدمات تعبئة استبيان عن دورة حيضهن، ثم يختار طبيب متخصص في صحة المرأة المشاركات الأكثر ملاءمة، وكانت بولا واحدة من هؤلاء.

اللباس الذي تم تطويره، والمسمى “أرتميس” (Artemis)، سوف يطرح للبيع في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي للمرة الأولى في وقت لاحق من العام الحالي، ويحتوي اللباس على ألواح حرارية وجهاز تحفيز العصب كهربائيا عبر الجلد (أو ما يعرف بجهاز “تنز” TENS).

عروض العمل في إسبانيا: هناك حاجة إلى 178 شخصًا للعمل في فودافون

تقنية جهاز تنز، التي عادة ما تستخدمه النساء لتخفيف آلام المخاض، تعمل من خلال إرسال نبضات كهربائية، يُفترض أن تمنع وصول إشارات الألم إلى الدماغ. أما الألواح الحرارية فتسكّن الرحم والعضلات المحيطة به.

ولتشغيل اللباس، يتم توصيله بعلبة صغيرة بحجم راحة اليد تحتوي على بطارية وعلى جهاز تنز، ويمكن وضعها في جيب صغير موجود باللباس نفسه، أو شبكه بسروال المرأة أو تنورتها. يتصل الجهاز لاسلكيا من خلال تقنية البلوتوث بتطبيق تحمّله المستخدِمة على هاتفها، ويمكن ضبط مستويات الحرارة والكهرباء عبر ذلك التطبيق.

تقول بولا إنها عندما ارتدت اللباس أثناء فترة الاختبار، كانت دوراتها الشهرية بمثابة “تجربة مختلفة تماما” عما اعتادت عليه، إذ كانت تشعر بألم خفيف فقط، وأحيانا لم تكن تشعر بأي ألم على الإطلاق. تضيف أن اللباس، المصنوع من مزيج من صوف المرينو الناعم وألياف صناعية، “مريح ولطيف”.

وتشير إلى أن الأثر الجانبي الوحيد الذي لاحظته هو غزارة الطمث أكثر من المعتاد. “أفترض أن السبب يرجع إلى ارتخاء العضلات”.

اللباس من بنات أفكار مؤسِسة ألفا فمتيك المشاركة، آنا زوفيا كورموس، الحاصلة على درجة الدكتوراة في تقنية الملابس الذكية التي تركز بشكل خاص على صحة المرأة أثناء دورة الطمث. أما شريكتها في المشروع، دورا بلتزر، فمجال عملها الأساسي هو التسويق.

تقول بلتزر: “تحدثنا إلى 350 سيدة عن عاداتهن خلال دورة الطمث حتى نتمكن من تطوير منتج سهل الاستخدام إلى أقصى درجة ممكنة”. وتضيف أنها أرادت هي وشريكتها كورموس أن يبدو اللباس الذي يبلغ سعره 220 يورو (240 دولار أمريكي، و194 جنيه إسترليني) وكأنه رداء أنيق وليس جهازا طبيا.

ربيكا باودرلي، من دبلين بأيرلندا، لا تعاني فقط من آلام الدورة الشهرية، بل أيضا من الآلام الناتجة عن إصابتها بحالة مرضية هي اضطراب بطانة الرحم المهاجرة.

يعتقد أن تلك الحالة تصيب واحدة من بين كل 10 نساء، وتحدث عندما تنمو أنسجة شبيهة بأنسجة بطانة الرحم في مكان آخر من الجسم، كأن تنمو حول المبيضين أو المثانة على سبيل المثال. يؤدي ذلك إلى جروح وندب داخلية، وينتج عنه آلام قد تكون مبرحة في بعض الأحيان.

ما هي أكبر بحيرة في إسبانيا؟

ولمحاولة تخفيف حدة تلك الآلام، تقول ربيكا إنها اعتادت أن تسير وهي تحمل قربة ماء ساخن طوال الوقت. بل كانت الشابة البالغة من العمر 28 عاما تأخذ معها تلك القربة عندما تخرج لقضاء أمسيات أو حضور حفلات خارج منزلها، وتقول إن ذلك كان يتسبب في “بضع نظرات مستغربة”.

لكن منذ سبتمبر ، استبدلت ربيكا قربة الماء الساخن بمنتج تقني آخر ترتديه لتخفيف آلام الدورة.

هذا المنتج اسمه “مايوفي” (Myoovi)، وهو عبارة عن جهاز تنز لاسلكي صغير يلتصق بالجلد إما أسفل السرة أو أسفل الظهر.

يحتوي الجهاز على وحدة مركزية على شكل قرص يبلغ قطره 8 سنتيمترات (3 بوصات) بها ضمادة هلامية “جل” وبطارية يمكن شحنها من خلال موصل يو إس بي، وأزرار للتشغيل والتحكم. توجد هذه الوحدة داخل شريط قابل للاستبدال على شكل فراشة يلتصق بالجلد من أحد جانبيه، ويفترض أن الشريط صالح للاستخدام 20 إلى 30 مرة قبل الحاجة لاستبداله.

هل يمكنني طلب الجنسية الإسبانية بعد عام واحد من الإقامة القانونية إذا كنت شريكا لإسباني Pareja de Hecho؟

تقول ربيكا: “يتسبب جهاز تنز في إحساس غريب يصعب وصفه. عند ضبط الإعدادات بحيث يعمل الجهاز بسعته القصوى، تتكثف النبضات بشكل كبير، لكنه ينجح في تخفيف آلامي.

“بمجرد أن أبدأ في استعمال الجهاز، تخف حدة الألم على الفور. إنه لا يتخلص تماما من وخز آلام بطانة الرحم المهاجرة، ولكنه يقللها. أكثر ما ينجح الجهاز في تحقيقه هو تخفيف آلام التقلصات المتواصلة التي أعاني منها”.

طرح جهاز مايوفي للبيع في الأسواق في أكتوبر عام 2021، ويبدأ سعره من 60 جنيها إسترلينيا. مقابل هذا السعر تحصل على قرص واحد، واثنين من الشرائط اللاصقة.

المنتج تصنعه شركة حديثة الإنتاج تحمل نفس الاسم. مدير الشركة التنفيذي هو الدكتور آدام حمدي، الذي جاءته الفكرة عندما شاهد فعالية أجهزة تنز على الطبيعة أثناء عمله بالمستشفيات التابعة لهيئة الرعاية الصحية الوطنية في بريطانيا.

“آلية التضامن الأوروبي الطوعي”.. ألمانيا تنقل المزيد من طالبي اللجوء من إيطاليا

كان يرغب في تطوير نسخة محمولة يمكن ارتداؤها بشكل غير ظاهر لكي تتمكن النساء اللاتي يعانين من آلام الطمث أو اضطراب بطانة الرحم المهاجرة، أو من حالة أخرى تسمى متلازمة المبيض متعدد التكيسات، من استخدامها في أي مكان.

وتشرح الدكتورة كارين مورتون المتخصصة في أمراض النساء والتوليد ومؤسسة “خط الدكتورة مورتون للمساعدة الطبية”، كيفية عمل أجهزة تنز: “إنها تستخدم ما يعرف بـ ‘نظرية التحكم في بوابة الألم ‘ – فمن خلال تحفيز النخاع الشوكي في نقطة أعلى من المنطقة التي يأتي منها الألم، تعمل تلك الأجهزة على سد الطريق على [إشارة] الألم لكي لا تصل إلى الدماغ..وبإمكان الحرارة فعل الشيء ذاته”.

مدريد: هذه هي المدينة الوحيدة التي انخفض فيها سعر الإيجار

لكنها تشدد على أنه ينبغي على أي سيدة تعاني من آلام الطمث أو غيرها من الآلام النسائية أن تستشير الأطباء أولا لاكتشاف الأسباب.

الدكتور ستيف أولدر استشاري مخ وأعصاب متخصص في معالجة أمراض الدماغ والحبل الشوكي، والجهاز العصبي بشكل عام.

يقول إنه على الرغم من أن الدراسات أثبتت فعالية أجهزة تنز في تخفيف الألم، فإن هناك مشكلات محتملة متعلقة باستخدامها: “ليس واضحا بالضبط طول الفترة وعدد المرات وأنماط تكرار الاستخدام المثالية لها، إذ إن هناك احتمالا للتعود عليها وعدم الاستجابة لها مع الاستخدام المتكرر”.

لكن الدكتور حمدي المدير التنفيذي لمايوفي يؤكد أنه ليس هناك حد أقصى لفترات استخدام أجهزة تنز، لأن ذلك يعتمد على مدى قدرة احتمال كل شخص للنبضات الإلكترونية.

وعودة إلى بودابست، تقول بولا إنها تتوق إلى شراء لباس أرتميس بدون أن يتعين عليها هذه المرة إعادته كما فعلت في أعقاب انتهاء مشاركتها في تجريبه: “لا أطيق الانتظار لرؤيته مطروحا في الأسواق لكي أتمكن أخيرا من استخدامه بانتظام”.

المصدر: بي بي سي عربي/ موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *