شؤون إسبانية

الطوارئ بإسبانيا.. هل يمكن السفر خارج البلاد وهل هناك قيود على الحدود الإسبانية الفرنسية؟

صادق البرلمان الإسباني يوم أمس على حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة، والتي تدوم حتى 09 ماي المقبل. وفي مقابل ذلك، أعلنت العديد من الأقاليم الإسبانية إغلاق حدودها سواءً في بعض المحافظات فقط مثل الأندلس (قرطبة وإشبيلية وخايين) أو نافارا أو بلاد الباسك وأراغون. ولعل جديد حالة الطوارئ هذه المرة هو كونها محلية، أي أنها موجهة للحدود الداخلية بين الأقاليم وليس للحدود الخارجية لإسبانيا. كما أنها ليست شاملة لكل أراضي الدولة الإسبانية بشكل متجانس، أي أن الإغلاق لن يكون شاملاً لكل الأقاليم الإسبانية بدليل أن أربع أقاليم (إكستريماذورا، جزر البليار، كناريا وغاليثيا) لم تتخذ أي إجراءات أو قيود واقتصرت إجراءاتها على الحظر الليلي المطبق في عموم إسبانيا من 23:00 ليلاً إلى 06:00 صباحاً.

ماذا عن الحدود الخارجية لإسبانيا؟

ولم تتخذ الحكومة الإسبانية أي قرار بخصوص الحدود الخارجية للدولة، إذ لا تزال المطارات تسيّر رحلاتها القادمة من الخارج أو المغادرة للتراب الإسباني بشكل عادي، ولن تؤثر عمليات إغلاق الحدود هذه على الحدود الدولية وتظل مطارات البلاد مفتوحة والرحلات تسير بشكل منتظم.

وبالتزامن مع إعلان حالة الطوارئ في إسبانيا، تستعد جزر الكناري لاستقبال آلاف السياح القادمين من دول شمال أوروبا ضمن رحلات تمت برمجتها مع حكومة الإقليم. هذا فضلاً عن أن مطار باراخاس بالعاصمة مدريد لا يزال يعمل بشكل منتظم.

وكانت نافارا هي أولى الأقاليم الإسبانية، إلى جانب لاريوخا، التي أصدرت قراراً بإغلاق محيطها الأسبوع الماضي. وأصدر رئيس إقليم أراغون، خابيير لامبان، هذا الثلاثاء، قراراً أيضاً بالحجز وأضاف أنه سيمدده حتى 9 نوفمبر. من جانبها، لم تغلق بلاد الباسك حدودها هذا الثلاثاء فحسب، بل ستمنع أيضاً دخول وخروج بلدياتها، باستثناء الأسباب التي يتم تبريرها.

الحدود الفرنسية الإسبانية

لكن مع كل هذه الإجراءات التي تم اتخاذها، لا تملك الحكومات الإقليمية المحاذية للحدود الفرنسية صلاحيات إغلاق الحدود مع دولة أخرى. وبعد إعلان الطوارئ في فرنسا، تدفق آلاف الفرنسيين إلى إسبانيا عن طريق المعابر الحدودية الأربعة لجبال البرينيه (نفق وميناءSomport ، Portalet ونفق Bielsa)، وهي النقاط الحدودية التي لا تزال مفتوحة أمام المسافرين القادمين من فرنسا أو المغادرين إليها.

وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة “هيرالدو دي أراغون”، أوضح أندريس أولوكي، مدير شركة تسيير نفق بيلسا – أراغونيت: “الأمر بسيط للغاية. إنها مسألة صلاحيات. يمكن لأراغون منع المرور إلى بقية الأقاليم الإسبانية الأخرى ولكن لا يمكنها إغلاق حدود دولية لأن ذلك من صلاحيات الدولة فقط، لذا فإن الحركة بين كلا الاتجاهين مسموح بها”.

ولم تطلب أي من الأقاليم التي لها حدود مع فرنسا من الحكومة الإسبانية إغلاق الحدود، كما لم تشر فرنسا إلى أنها قد تغلق الحدود مع إسبانيا، وهو ما يعني أن الحدود ستظل مفتوحة بين البلدين.

ولعل ما يجعل قرار إغلاق الحدود الخارجية لإسبانيا مستبعداً هو أن البلدان الأوروبية قد استفادت من درس الإغلاق الشامل الذي طبقته خلال الموجة الأولى ابتداءً من مارس الماضي، وهو ما خلف آثاراً كارثية قد لا تقل عن آثار الوباء نفسه. لذلك، قد لن يكون هناك إغلاق للحدود وحتى القيود سيتم تطبيقها بشكل لا يضر بالاقتصاد بشكل كامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *