شؤون إسبانية

الكشف عن مخطط سرّي لفرانكو لاحتلال بلد مجاور لإسبانيا

نشرت إذاعة “كوبي” الإسبانية على موقعها الإلكتروتي محتويات وثائق تعود لجهاز المخابرات في حقبة الدكتاتور، فرانثيسكو فرانكو، الذي حكم إسبانيا في الفترة الممتدة ما بين 1939 و1975. وتتكون الوثائق من 99 صفحة والتي تم فيها وضع سيناريو تفصيلي لغزو دولة مجاورة لإسبانيا ضمن سياق الحرب العالمية الثانية. وتوجد الوثيقة في أرشيف مؤسسة، فرانثيسكو فرانكو، مصنفة تحت الرقم 2809.

ولم تكن عملية معروفة على نطاق واسع حتى اليوم، بما في ذلك بين أوساط كبار المسؤولين العسكريين أو الأمنيين، باستثناء الدائرة الضيقة المحيطة بالدكتاتور من قادة المخابرات والجيش.

انتشال الوثيقة

وكان المؤرخ الإسباني، مانويل روس أغودو، هو من وصل إلى هذه الوثيقة لأول مرة، وهي الوثائق التي أكملت قطعة اللغز التي تمثل صورة كاملة لنوايا فرانكو في نهاية عام 1940 والمتمثلة في غزو دولة البرتغال المجاورة.

وقبل أن ينتشل المؤرخ أغودو هذه الوثائق من غياب النسيان، كانت ولسنوات عديدة، مجرد أرشيف عسكري ضمن آلاف الوثائق التي لم يعطها أحد أهمية.

وكانت الوثائق المكونة من 99 صفحة مليئة بالتفاصيل الدقيقة، والأوصاف المحددة – للعدو وموارده ونقاط ضعفه -، لذلك يؤكد المؤرخ أنه شعر أنه كان أمام وثيقة عسكرية بالغة الأهمية، بل على الأرجح استراتيجية يمكن أن تغيّر إلى الأبد العلاقة الودية والوثيقة التي ظلت قائمة دائما بين البرتغاليين والإسبان.

لماذا أراد فرانكو غزو البرتغال؟

في ذلك الوقت، كانت البرتغال دولة شمولية محافظة تحت قيادة، أوليفيرا سالازار، وكانت تتمتع بالحماية البريطانية الكاملة. ولم يكن هدف فرانكون سوى منع الشيوعية من الظهور في البلاد.

وعندما بدأت الحرب الأهلية في إسبانيا عام 1936، دعمت الحكومة البرتغالية بقيادة سالازار اليمين الإسباني الذي تزعمه فرانكو بإرسال آلاف المتطوعين البرتغاليين للقتال إلى جانبه.

وفي نفس الفترة الزمنية، بدأت البرتغال في شراء أسلحة من ألمانيا وإيطاليا، وهو القرار الذي لم يعجب بريطانيا، التي بدأت حينها في الابتعاد عن أفكار الرايخ الثالث وإيطاليا الفاشية.

نكران فرانكو لجميل البرتغال

وعندما بدأ يظهر تفوّق المعسكر الوطني وانتصار فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، وجهت بريطانيا إنذارا نهائيا للبرتغال: إما اقتناء السلاح من الإمبراطورية البريطانية أو أنها لن تضمن أمن البرتغال في حال قررت إسبانيا غزوها.

وحسب الوثائق التي أعدها فرانكو وفريقه المقرب، كانت هناك خطط لنقل القوات الإسبانية بهدف احتلال الأراضي البرتغالية حتى تصل الجحافل، في أسرع وقت ممكن، إلى العاصمة لشبونة، ولكن ما هو الهدف الذي من وضع فرانكو من أجله هذه المخطط؟ الجواب بسيط جدا.

أراد فرانكو منع إنجلترا من أن تكون أول الواصلين إلى هناك. أي أن تستولي قواته على معظم الأراضي البرتغالية في ظرف وجيز. وهكذا، يمكن للإنجليز أن يغزوا بقية الأراضي في حالة دخولهم الحرب العالمية الثانية.

علاقات البرتغال وبريطانيا

ولطالما كانت العلاقات بين البرتغال وإنجلترا وثيقة جدا، حسب المؤرخ، كارلوس أبيلا، الذي أضاف أن “كلا البلدين كانا دائما حليفين عظيمين في أعماقهما، حيث كان البرتغاليون لا يثقون في دولة إسبانيا المجاورة التي يحكمها العسكر”.

ولهذا السبب، يذكر المؤرخ بأن “البرتغال كانت تسعى دائما للحصول على دعم قوة أوروبية كبيرة، ونظرا لصغر حجمها، فقد سعت للحصول على دعم إنجلترا لحماية نفسها”.

طبيعة الوثائق

هي عبارة عن مشروع لغزو الدولة المجاورة والذي كان تحت عنوان: “توجيه لجيوش البر والبحر والجو”.

وتوضح الوثائق بالتفصيل أن البرتغال، في وضع حساس، وبالنظر إلى إمكاناتها المحدودة ولكن المكانة الكبيرة لسواحلها، هي إحدى النقاط الجغرافية التي يمكن أن تشكل عامل جذب في العلاقات البحرية الدولية، وبالتالي يمكنها جذب الإنجليز لاحتلال القواعد البحرية في البلاد.

تدخل فرانكو بنفسه

وبعد ذلك السرد، يتغير شكل النص فجأة ليعلن فرانكو، بصيغة المتكلم، أنه قرر التحضير لغزو البرتغال لاحتلال مدينة لشبونة والساحل البرتغالي.

وهي عملية عسكرية كان من الممكن، حسب النص، أن تحدث بعد غزو جبل طارق.

ولم يتم تنفيذ خطة فرانكو لغزو الدولة البرتغالية خلال الحرب العالمية الثانية. ولو حدث وأن تم ذلك فإنه، بلا شك، سيغير العلاقات مع الإسبانية البرتغالية إلى الأبد.

C0C54FEE 8510 4B99 ADE7 CE9044555AFD 7

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *