شؤون إسبانية

الولايات المتحدة تنافس الجزائر على سوق الغاز الاسبانية

منذ أشهر، تقوم اسبانيا بشكلٍ تدريجي بتغيير موردي الغاز. وسجلت الواردات من الجزائر، الموّرد الرئيسي لإسبانيا منذ عقود، أدنى مستوى لها في السلسلة التاريخية، كما هو مفصل في الإحصائيات الرسمية لشهر مارس الماضي.

وكانت الجزائر هي الموّرد الرئيسي للغاز لإسبانيا وذلك لوجود خطين للأنابيب يربطان البلدين يتم من خلالهما ضخ الغاز، مما يجعل النقل أرخص بكثير. ومع ذلك، فإن انهيار سعر هذه المادة في الأسواق الدولية يتسبب في تغيير هذا الوضع.

الشحن البحري يتفوّق على الأنابيب

وفي مارس، نقلت الولايات المتحدة وروسيا الغاز الطبيعي المسال إلى اسبانيا من خلال سفن الشحن، بكميات أكبر من التي زودتها بها الجزائر عن طريق أنبوب ميدغاز أو خط الأنابيب المغاربي الذي يصل عبر المغرب.

ويرجع هذا التغيير إلى انخفاض أسعار الغاز في السوق، حسبما تنقل صحيفة “الإسبانيول”. وفي الوقت الحالي، يُفضل العديد من المشغلين فسخ عقودهم والتوجه إلى سوق الغاز الفوري، حيث توجد الأسعار عند الحدود الدنيا، لدرجة أن تكلفة إحضار الغاز بالسفن هي أقل منه عن طريق الأنابيب، على الرغم من دفع العقوبات للعقود الموقعة سابقاً.

وللشهر الثاني على التوالي، فاق الغاز الأمريكي نظيره الجزائري في السوق الاسبانية، كما تعكس ذلك البيانات الرسمية. وبذلك، أصبحت الولايات المتحدة في هذه السنة بالفعل أول موّرد للغاز لإسبانيا.

الولايات المتحدة تضاعف مبيعاتها لإسبانيا

وزادت الولايات المتحدة مبيعاتها الغازية بنسبة 467٪ في الشهرين الماضيين، بينما تقلصت صادرات الغاز الجزائري لإسبانيا بنسبة 30٪.

وبين يناير ومارس، تلقت إسبانيا 20251 كيلواط/ ساعة من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي مقارنة بـ 19748 كيلواط/ ساعة من الجزائر.

وإذا استمر هذا الحال مع مرور الوقت، فإنه من المتوقع أن تكون له انعكاسات ليس من الناحية الاقتصادية فقط، ولكن أيضاً من الناحية الجيوسياسية والعلاقات بين البلدين.

وعلى الرغم شيوع أخبار إنهيار أسعار النفط، إلّا أن أسعار الغاز الطبيعي قد إنهارت بشكل أكبر، كما أوضح رئيس شركة ناتورجي، فرانسيسكو رينيس، في فبراير، أن سعر الغاز أصبح أقل ارتباطاً بسعر النفط الخام وهو ينخفض بشكلٍ مستمر.

الغاز الصخري يدخل على الخط

وشهدت الولايات المتحدة زيادة قوية في الإنتاج في السنوات الأخيرة بفضل تقنية استخراج الغاز الصخري، لتصبح بذلك المُصدر الرئيسي للغاز الصخري، متفوقةً على دول مثل روسيا أو قطر، الموردين الرئيسيين إضافة للجزائر للغاز لإسبانيا حتى قبل بضعة أشهر.

وشرعت شركات الطاقة الإسبانية في التحرك بالفعل بسبب هذا الوضع، إذ حذرت “ناتورجي” من أنها ستراجع جميع عقودها نظراً للانخفاض الحاد في أسعار الغاز وأنها ستذهب للتحكيم الدولي إن اقتضت الضرورة.

وللشركة عدة مشاريع وعقود مع عملاق الطاقة الجزائري سوناطراك. وطالبت الشركة الإسبانية مراجعة عقودها كل ستة أشهر إذا استمرت أسعار الغاز في الانخفاض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *