شؤون إسبانية

خمس خرافات شائعة ومغلوطة يحملها الأجانب عن إسبانيا

هناك العديد من الخرافات، والصور النمطية والمفاهيم المغلوطة الشائعة عن إسبانيا ومواطنيها. وبعض تلك الصور النمطية تنتشر بشكل كبير بين الأجانب، ومنها ما يصعب تصديقه، على الرغم من صحة وجود بعض تلك التصورات. وهنا نورد خمس خرافات شائعة يحملها السواح والأجانب عن الاسبان وبلدهم.

رقصة الفلامنكو

رقصة الفلامنكو تعتبر من الأمور التي يفكر فيها الكثيرين عندما يتم الحديث عن إسبانيا. وعلى الرغم من أنه يمكن مشاهدة عروض الفلامنكو بمناطق عدة بإسبانيا والتي يشارك فيها الكثير من طلاب مدرسة الفلامنكو الأندلسية، إلا أن تلك الرقصة لا تشغل الكثير من أوقات فراغ الإسبان. وباستثناء الأندلس، تحتفي باقي المناطق بموسيقاها ورقصاتها التقليدية الخاصة بها، مثل الرقصة الفلكلورية الكتالونية: السردانة. ويبدو الأمر كما لو كنا نقارن موسيقى الريف بالولايات المتحدة، وهي الموسيقى الشائعة في جميع انحاء أمريكا، إلا أنها تحظى بشعبية أكبر وسط الولايات الجنوبية التي ظهرت بها أولا. وكلا الفنين الموسيقيين هما نوع من الموسيقى الشعبية التي غالبا ما تنسب الى أطياف الموسيقى التقليدية الرئيسة في بلدانها.

لذلك، قد يأتي الأجنبي بفكرة أو تصور مسبق عن إسبانيا أنه سيجد في كل الأزقة والشوارع الناس يرقصون الفلامنكو بأزيائه الخاصة، لكن ذلك مشهد قد يوجد في الأفلام أو المخيلة أكثر منه في الواقع.

كما أن أذواق الإسبان تختلف وهناك من لا يحب موسيقى الفلامنكو، بل ربما هم الغالبية، إذ تنتشر أنواع موسيقية أخرى مثلا الروك والراب أكثر من الفلامنكو الذي يوجد غالبا في مناطق الأندلس وجنوب إسبانيا.

الأجواء الدافئة

تشتهر إسبانيا عموما بمناخها المشمس وسياحة ارتياد الشواطئ التي ظهرت أولا بمنطقة بلنسية، إلا أن ذلك الجو المستقر والشاعري لا يشمل عموم المناطق بالبلاد، حيث تشهد كافة الأقاليم الإسبانية تهاطلا للأمطار. وتتمتع معظم المناطق بالبلاد بشتاء يختلف تماما عن فصل الصيف، أين يحل البرد القارس وتتساقط الثلوج.

وفي الواقع، يمكن الاستمتاع بتساقط الثلوج في بعض المناطق مع إمكانية ممارسة أنشطة مسلية ورائعة كما يبين ذلك مقال نشر بموقع “تريب ادفايزر”، والذي لا يقصى ممارسة الأنشطة الشتوية للسياحة في إسبانيا. وهذا ليس معناه أن الجو يظل ماطرا في شمال البلاد، فبمنطقة غاليثيا على سبيل المثال عادة ما يكون الطقس رائعا عندما يحل فصل الصيف. على الرغم أن ذلك لا يعني أنها منطقة ماطرة أكثر من غيرها من المناطق بسبب موقعها الجغرافي. وفي إقليم الباسك أو كانتابريا، لا ترتفع درجات الحرارة حتى في فصل الصيف ويكون الشتاء باردا وماطرا.

لعبة الورق الإسباني

تشتهر لعبة الورق رقم 21 كواحدة من العاب القمار المختلفة بإسبانيا، وتعرف ببعض البلدان الانجلوسكسونية بلعبة “الإسباني 21″، إلا أن ذلك لا يعكس أصل اللعبة، والتي لا تحتوي على إشارات معينة تشير إلى أصلها، على الرغم من الإشارة إليها في إحدى الروايات التي صدرت لسرفانتيس في القرن السابع عشر.

وبعد قرون، اشتهرت لعبة القمار تلك بأشكالها المختلفة والتي من بينها “ورق 21”. علاوة على وجود أنواع أخرى من بينها الكلاسيكية وال “اتلانتيك سيتي” والأوروبية. ولكل نوع من ألعاب الورق تلك قواعد أساسية مشتركة: عليك مثلا أن تحسب بطاقات الموزع، وعليك التغلب على الموزع بأقل بطاقات ممكنة. ويبقى المهم هو الاقتراب من الرقم 21، وإذا تخطينا الرقم 21 يتوقف توزيع الورق. وإذا قررت مواصلة التمرير فسيحتفظ اللاعب بالبطاقات الموزعة وهي إستراتيجية جيدة لا تسمح بتجاوز الرقم 21، ويظهر ذلك عادة في الأفلام التي تتحدث عن تلك اللعبة. وباستثناء بعض كبار السن المتقاعدين الذين يلعبونها بالمقاهي، قد لا تجد من يلعب تلك اللعبة.

مصارعة الثيران

على خلاف الاعتقاد الشائع، إلا أن ارتياد مصارعة الثيران ليس منتشرا بإسبانيا. وعلى الرغم من سهولة حجز تذكرة لمشاهدة مصارعة الثيران بمختلف المدن الإسبانية، إلا أن تلك العادة الشعبية لا تتمتع بنفس الوهج والحماسة التي تحظى بها كرة القدم. فعلى سبيل المثال، حظرت سلطات إقليم كاتالونيا مصارعة الثيران منذ بضع سنوات، وتريد أقاليم أخرى أن تحذو حذوها. لذلك يتناقص في كل مرة عدد الإسبان الذين يحضرون تلك العروض في حلبات الثيران. وجدير بالذكر أن هناك قطاع واسع من المجتمع الإسباني يعارض هذا النوع من المبارزات، وبخاصة الأجيال الشابة. ويشير موقع “أروبا بريس” إلى أن معدل مصارعة الثيران قد انخفض بنسبة 60% منذ العام 2007. وهناك وعي متزايد لدى الإسبان بضرورة مقاطعة هذا النوع من العروض الذي يعتبرونه تعذيبا للحيوان.

طالع أيضا: مصارعة الثيران في إسبانيا: هل هي تراث عريق أم مجرد إساءة معاملة الحيوان؟

قدسية فترة القيلولة

ترتبط إسبانيا في أذهان سكان أمريكا الشمالية بالقيلولة، وعموما يشيع الاعتقاد القائل بأن الإسبان ينامون القيلولة كل يوم بعيد أو أثناء فترة العمل اليومي.

ويتعلق الأمر بتقليد قديم لا زال قائما إلى اليوم، وخاصة في أوساط المسنين وبالقرى والمداشر الصغيرة، إلا أنها ومع وتيرة الحياة التي نواجهها اليوم، لم يعد للكثيرين وقت لقضاء القيلولة، وبخاصة في المدن الكبرى كمدريد، أو برشلونة أو بلنسية. ومع ذلك، تحتفظ العديد من المتاجر والمطاعم والمصارف بتقليد الإغلاق من الساعة 14.00 ظهرا إلى 17.00 عصرا بسبب ذلك التقليد الإسباني.

ويساهم المناخ في انتشار تلك العادة في الجنوب الإسباني بشكل أكثر، ففي مناطق الأندلس ومورثيا وأكستريماذورا تنتشر أكثر من بلاد الباسك وغاليثيا ومدريد مثلا.

وبغض النظر عن تلك الأفكار المبتذلة والمفاهيم المغلوطة التي يخلقها الأجانب والسواح عن الإسبان وبلدهم، يبقى من المنصف القول أن هناك حقيقة ثابتة هي أنه في إسبانيا يوجد تنوع غني وفريد للثقافات والفنون الشعبية التراث والعادات والتقاليد بمختلف أنواعها.

المصدر: ذاديبلوماتيك سبين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *