شؤون إسبانية

صيف كارثي لقطاع السياحة الإسباني

تستعد إسبانيا لمواجهة صيف أسود لم يسبق أن واجهت مثيلا له منذ عقود بسبب وباء فيروس كورونا، الذي كبّد قطاع السياحة العالمي خسائر بنحو 320 مليار دولار منذ يناير/ كانون الثاني وحتى ماي/ آيار الماضي وفق منظمة السياحة العالمية، لكن يبدو وفق تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أن إسبانيا هي الأكثر تضررا بين الدول الأوروبية.

مقاطعة أوروبية

وبعد تحذيرات باريس والحجر الصحي المفروض من قبل المملكة المتحدة، أوصت ألمانيا مواطنيها بعدم السفر إلى كاتالونيا وأراغون ونافارا، في ضربة قاصمة لقطاع السياحة الأسباني، الذي كان يأمل استعادة توازنه مع بداية الموسم، لكن الأمور انقلبت على عقبها بشكل يهدد بانهيار القطاع.

استياء إسباني

ولم تستسغ مدريد قرار لندن إعادة فرض الحجر الصحي لمدة أسبوعين على المسافرين القادمين من إسبانيا. وقال رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، إن هذا الإجراء غير ملائم ولا يتناسب مع الوضع الصحي في البلاد. من جانبها، قالت الناطقة باسم الحكومة، ماريا خيسوس مونتيرو، إن بلادها هي وجهة آمنة استعدت وعززت جهودها لمواجهة المرض وظهور أي بؤر جديدة.

مناشدة إسبانية لاستثناء الجزر

ولتفادي الأسوأ، تحاول إسبانيا التفاوض عبثا، للحصول على استثناء يخص جزر الكناري والبليار، لكن المملكة المتحدة لا ترغب في منح هذا الاستثناء. وقال سيمون كليرك، كاتب الدولة المكلف بالنمو الجهوي في الحكومة المحلية، لبي بي سي الثلاثاء الماضي: إن المملكة تتخذ قرارات تخص دولة كاملة لأن السياح يمكن أن ينتقلوا إلى مناطق إسبانية أخرى.

موجة إلغاءات

وتمثل أسبانيا الوجهة الأولى بالنسبة للبريطانيين، إذ زار 18 مليون بريطاني إسبانيا في 2019 من مجموع 83.7 مليون سائح.

وبالنسبة لكوستا ديل سول في الأندلس جنوبي إسبانيا، التي تعتمد في الأساس على هؤلاء السياح، فإن الموسم كارثة بالنسبة للعاملين في القطاع.

ويقول لويس كاليخون، رئيس جمعية ملاك الفنادق المحلية: إن الفنادق اتخذت العديد من الإجراءات لطمأنة السياح وتوفير ظروف آمنة لاستقبالهم.

وأضاف: “لقد أضفنا تأمينا يوفر التغطية الصحية في حال الحاجة إلى الرعاية الطبية في المستشفى أو الرغبة في العودة، ونحن أيضا لا نرغب في انتشار العدوى، كما أن الاتحاد الإسباني للفنادق والشقق الفندقية اقترح أيضا إجراء فحوصات مجانية للسياح قبل عودتهم الى ديارهم”.

وأما ماريا فرونتيرا، رئيسة اتحاد الشركات الفندقية في ماريوركا، فأعلنت عن موجة إلغاءات للحجوزات خلال الأسابيع المقبلة، كما طلبت من رئيس الحكومة سانتشيث تفسير تطور الوضع الصحي والإجراءات التي تم اتخاذها في المطارات، مثل قياس درجة حرارة كل المسافرين القادمين من الخارج لتفادي العدوى.

إجراءات وقائية

ومنذ 13 يوليو/ تموز الجاري، فرضت الحكومة المحلية ارتداء الكمامات في الفضاءات العامة ما عدا الشواطئ. ويتباين تطور الوباء بين المناطق في البلاد. ووفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة الإسبانية، فقد تم تسجيل معدل يومي يصل إلى 1800 حالة إصابة جديدة خلال الأيام الستة الأخيرة، وثلثي الإصابات في كل من إقليمي أراغون وكاتالونيا.

زيادة الحالات اليومية

وقد تضاعف العدد ثلاث مرات في ظرف أسبوعين مع 905 إصابات إضافية سجلت في 28 يوليو لتتجاوز إسبانيا حاجز 280 ألف حالة.

فزع عام وفي كاتالونيا، حيث زاد عدد الإصابات الجديدة. وأمرت الحكومة المحلية بإغلاق الملاهي الليلية والحانات، وفرضت حظر تجوال عند منتصف الليل على نوادي اللعب والكازينوهات والحانات والمطاعم.

وفي خضم هذه الأجواء، ارتفع صوت معارض هو صوت استشاري الأمراض المعدية في وزارة الصحة الأسبانية ورئيس مركز الطوارئ الصحية، فيرناندو سيمون، الذي عبّر عن امتنانه للحكومتين البلجيكية والبريطانية، بعد أن نصحتا مواطنيهما بعدم السفر إلى إسبانيا، وقال إن بلاده تخلصت من مشكلة على الأقل.

هجوم شرس لأرباب العمل

وأدان الفاعلون في قطاع السياحة الإسباني هذه التصريحات، التي وصفتها جمعية أرباب العمل في قطاع السياحة أكزيسيلتور “بغير المقبولة”.

وأشارت هذه الجمعية الى أن الحجر الصحي البريطاني يمكن أن يكلف القطاع 8.7 مليارات يورو في أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول، فيما ينتظر أن يقسم رقم الأعمال على اثنين في 2020.

عمود الاقتصاد

ويعد انهيار السياحة أسوأ خبر في إسبانيا التي تعتمد على هذا القطاع في اقتصادها، إذ يمثل 12.5 من الناتج المحلي الإجمالي و13 في المئة من سوق التشغيل.

ووفق لوموند، فقد دمر وباء كورونا أكثر من مليون وظيفة في البلاد في الفصل الثاني من السنة الجارية، وينتظر أن ترتفع نسبة البطالة إلى 15.3 في المئة وفق المعهد الوطني للإحصائيات.

ووفق لويس كاليخون، فإن الموسم انتهى، وكان يجب على قطاع السياحة أن ينتظر فيروسا يقتل البشر ويحرم من نجا منهم من فرحة الإجازة”.

المصدر: القبس

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *