شؤون إسبانية

علماء إسبان يدعون الحكومة إلى إجراء تقييم مستقل لإدارة جائحة كورونا

طالب عشرون من العلماء المرموقين في إسبانيا بإجراء “تقييم مستقل ونزيه” من قبل مجموعة من الخبراء الدوليين والوطنيين حول أداء الحكومة الإسبانية والأقاليم الـ 17 المستقلة ذاتيا في إدارة جائحة كوفيد 19.

تساؤلات بلا أجوبة

وجاء في مقال نشره العلماء في مجلة “ذا لاسنت” العلمية، يوم الجمعة، أن “إسبانيا تضررت بشدة من فيروس كورونا، مع أكثر من 300000 حالة إصابة، و28498 حالة وفاة مؤكدة، ونحو 44000 حالة وفاة في المجمل، حتى 4 أغسطس/ آب”.

كما “أصيب أكثر من 50000 من الأطقم الطبية، وحوالي 20000 حالة وفاة في المساكن لكبار السن. وتضع هذه البيانات إسبانيا من بين البلدان الأكثر تضررا. وتمتلك إسبانيا أحد أفضل الأنظمة الصحية أداءً في العالم. لذا، كيف يمكن أن تكون إسبانيا الآن في هذا الوضع؟”، يتساءل العلماء في مقالهم.

أسماء وازنة

ومن بين الموقعين على الرسالة: مارغريتا ديل فال، عالمة الفيروسات والمناعة في مركز سيفيرو أوتشوا للبيولوجيا الجزيئية، ورافائيل بينغوا، مدير الصحة السابق في إقليم الباسك ومستشار الإصلاح الصحي لرئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما؛ كارمي بوريل، مدير وكالة الصحة العامة في برشلونة؛ أو دانييل برييتو-ألهامبرا، أخصائي في وبائيات الأدوية بجامعة أكسفورد (المملكة المتحدة).

تشخيص دقيق لمكامن القصور

ووفقا للعلماء، فإن “التفسيرات المحتملة” للوضع الصحي السيئ في إسبانيا، على الرغم من قوة نظامها الصحي هو “الافتقار إلى التأهب للوباء (أي أن أنظمة المراقبة قاصرة، والقدرة محدودة على إجراء اختبارات PCR والنقص في معدات الحماية الشخصية والرعاية الحرجة)، إضافة إلى رد فعل متأخر من السلطات المركزية والإقليمية، وبطء عمليات صنع القرار، ووجود مستويات عالية من التنقل وهجرة السكان، وضعف التنسيق بين السلطات المركزية والإقليمية، وقلة الاعتماد على المشورة العلمية، وشيخوخة السكان، وكذا الفئات الضعيفة التي تعاني من التفاوتات الصحية والاجتماعية ونقص الاستعداد في دور رعاية المسنين”.

مخلفات التقشف

وأضاف العلماء أن “هذه المشاكل تفاقمت بسبب آثار عقد من التقشف أنهك العاملين الصحيين وقلل من قدرة الصحة العامة والنظام الصحي”. ويُلفت العلماء إلى ضرورة “إجراء تقييم شامل لأنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية لإعداد البلاد لموجات جديدة من كوفيد 19 أو الأوبئة المستقبلية، وتحديد نقاط القوة والضعف والدروس المستفادة”.

الدعوة إلى إجراء تقييم شامل

وفي هذا السياق، دعا العلماء إلى “تقييم مستقل وغير متحيز” في ثلاث مجالات: الحكم وصنع القرار، والمشورة العلمية والتقنية، والقدرة التشغيلية. ويضيفون: “بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي ساهمت في زيادة ضعف إسبانيا، بما في ذلك زيادة عدم المساواة”.

وركز العلماء على وجه التحديد على أهمية مراجعة “وظائف الصحة العامة، والقيادة والحوكمة، والتمويل، والقوى العاملة الصحية والاجتماعية، وأنظمة المعلومات الصحية، وتقديم الخدمات، والوصول إلى التشخيص والعلاج، ودور البحث العلمي وتجربة وقيم الأفراد والأقاليم والجماعات الضعيفة”.

الهدف من التقييم

ويشير المؤلفون إلى أن هذا التقييم “لا ينبغي اعتباره أداة لتوزيع اللوم”. “بدلا من ذلك، ينبغي تحديد المجالات التي يلزم فيها تحسين الصحة العامة ونظام الرعاية الصحية والاجتماعية. وعلى الرغم من أن هذا النوع من التقييم غير شائع في إسبانيا، فإن العديد من المؤسسات والبلدان، مثل منظمة الصحة العالمية والسويد أكدوا الحاجة إلى مثل هذا الاختبار كوسيلة للتعلم من الماضي والاستعداد للمستقبل”.

وخلص العلماء في رسالتهم إلى حث الحكومة الإسبانية على اعتبار هذا التقييم “فرصة يمكن أن تؤدي إلى إعداد أفضل للوباء، والوقاية من الوفيات المبكرة، وبناء نظام صحي مرن، مع البحث العلمي باعتباره المحور المركزي”.

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *