شؤون إسبانية

على وقع الفضائح والمتابعات القضائية.. ملك إسبانيا السابق يقرر مغادرة البلاد

أبلغ الملك خوان كارلوس نجله، فيليبي السادس، بقراره “مغادرة  إسبانيا” بعد شهور من الأنباء والفضائح التي أثرت عليه وعلى سمعة القصر الملكي الإسباني. جاء ذلك في بيان أصدرته المؤسسة الملكية، مساء اليوم الاثنين، تشرح فيه أن الملك الفخري نفسه خاطب نجله الملك فليبي في رسالة ليبلغه بأنه “بنفس الرغبة في خدمة إسبانيا التي ميزت عهدتي، وفي مواجهة التداعيات العامة الناتجة عن بعض الأحداث الماضية المتعلقة بحياتي الخاصة، أود أن أعرب لكم عن استعدادي المطلق للمساهمة في تسهيل ممارستكم لوظائفكم”.

وتابع الملك السابق قائلا: “مسترشداً بقناعة تقديم أفضل خدمة للأسبان، لمؤسساتهم ولكم كملك، أبلغكم بقراري المدروس بالانتقال، في هذا الوقت، خارج إسبانيا”.

ويقول خوان كارلوس الأول في رسالته: “قرار أتخذه بشعور عميق، ولكن بهدوء كبير. لقد كنت ملك إسبانيا لما يقرب من أربعين عاما، وخلال كل هذه الفترة، كنت دائما أرغب في الحصول على الأفضل لإسبانيا وللمؤسسة الملكية”. ويضيف: “إن تراثي وكرامتي كشخص تتطلب مني ذلك”.

وفي نفس البيان الصادر عن القصر، عبر الملك الحالي، فيليبي السادس “عن احترامه وتقديره للقرار”، مؤكدا على “الأهمية التاريخية لحكم والده، كإرث وعمل سياسي ومؤسسي لخدمة إسبانيا والديمقراطية”، حسب نص البيان.

وبعد رواج شائعات طيلة الأيام الماضية بأن قرارا وشيكا على وشك أن يتم اتخاذه، جاء البيان بعد ظهر يوم الاثنين.

مغاردة على وقع الفضائح

ويضطر ملك إسبانيا السابق لمغادرة البلاد بعد المعلومات التي أصبحت حديث العام والخاص في إسبانيا بشأن مؤسسة التهرب الضريبي البنمية للملك خوان كارلوس وتهريب الأموال من حسابه في سويسرا الذي أخفى فيه الهدية البالغة 65 مليون يورو والتي تلقاها من المملكة العربية السعودية، فضلا عن هدايا أخرى ورشاوى من ملوك عرب كقطعة الأرض التي منحها ملك المغرب لخوان كارلوس أو الأموال التي قدمها ملك البحرين، ضمن عشرات قضايا الفساد المالي والأخلاقي التي تورط فيها الملك خوان كارلوس.

تبرؤ الملك الحالي من والده

وقبل أربعة أشهر من الآن، أصدر القصر بيانا قويا يتزامن مع بداية نشر الصحافة لتفاصيل التحقيق القضائي المفتوح في سويسرا، حيث حذر فيليبي السادس من أنه سيتخلى عن أي ميراث يحق له في المستقبل بسبب الأنشطة غير المشروعة لوالده. بالإضافة إلى ذلك، سحب الملك المخصصات المالية الموجهة للملك الفخري في موازنة الدولة العامة.

الضغط الحكومي على القصر

وطيلة الأسابيع الأخيرة، زادت الحكومة من الضغط على البيت الملكي لاتخاذ قرار في أقرب وقت ممكن.

فقد توالت نداءات الضغط من نائبة رئيس الحكومة، كارمين كالفو، إلى المتحدثة باسم الحكومة، ماريا خيسوس مونتيرو، التي طالبت ضمنيا الملك باتخاذ خطوات عملية تؤكد تباعده عن والده، مؤكدة أنها “تشيد” بالإجراءات “المستقبلية” التي يمكن أن يتخذها الملك ضد والده.

وظل الحزب الاشتراكي يدافع عن شخصية الملك، فيليبي السادس وتوضيح أن دوره كان منفصلا تماما عن سلوك والده، بينما انتقد وزارء الحكومة الائتلافية المنتمين لحزب بوذيموس المؤسسة الملكية، مؤكدين أنها فرصة للسماح للإسبان بالاختيار الديمقراطي بين النظام الجمهوري والملكي.

 تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *