شؤون إسبانية

في تقرير صادم.. كاتالونيا تتحوّل إلى سوق ومزرعة أوروبا للماريجوانا

نشرت صحيفة “الباييس” اليوم تحقيقا مطولا تناولت فيه زراعة المخدرات بمدينة برشلونة. وتبدأ الصحيفة تحقيقها باعترف مصدر في الشرطة بأن العنف المرتبط بسوق المخدرات قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة. وتحذر الشرطة من خطر زراعة مخدرات الماريجوانا في إسبانيا، ولكن في كاتالونيا بشكل خاص، وهي الإقليم الذي تمّت به مصادرة أكبر كمية من الماريجوانا المقدرة بـ 12398 كيلوغراما، تليها الأندلس بـ 9565 كيلوغراما، و4694 كيلوغراما في فالنسيا، وفقا لبيانات 2018 الصادرة من وزارة الداخلية.

النظام الموازي

وتُشير الصحيفة إلى تقرير صادر عن جهاز شرطة إقليم كاتالونيا (موسوس ديسكواذرا) شهر مارس/ آذار الماضي، مكون من 72 صفحة، يحذر من خطر نمو وتماسك الترويج للمخدرات، وبالتالي خلق “نظام مواز” في كاتالونيا.

ويرسم التقرير صورة قاتمة عن ازدهار “اقتصاد المخدرات” الذي يتعزز ويتجذر في المستقبل، مع “الاستبعاد الطوعي من النظام القانوني” لأولئك الذين يستفيدون من تجارة الماريجوانا، و”إنشاء ثقافة وهوية القنب”. ويُذكر تقرير الشرطة، على سبيل المثال، بتقنين المخدرات في جبل طارق أو هولندا.

مزرعة أوروبا

ويبدأ التقرير، الذي يستند إلى بيانات الشرطة والدراسات الإسبانية والأوروبية، بتأكيد قاطع: “كاتالونيا هي مركز سوق الماريجوانا غير القانوني في أوروبا”.

ويشير التقرير إلى أنه لا توجد عملية تتدخل فيها الشرطة، من أي نوع كانت، دون أن تكون فيها الماريجوانا أيضا.

الأرقام المقلقة

وبين عامي 2013 و2017، نمت مضبوطات نبات القنب بنسبة 538٪ (من 176165 إلى 1124674)، مما وضع إسبانيا في المرتبة الأولى بين الدول الأوروبية المنتجة لهذا المخدر.

مزارع في كل مكان

وفي كاتالونيا، كانت الماريجوانا أكثر المخدرات استخداما منذ ثماني سنوات. وفي عام 2019 وحده، كشفت شرطة الإقليم عن وجود 368 مزرعة ماريجوانا.

وتُعزى أحد أسباب هذا الزدهار إلى الفساد. وتؤكد مصادر الشرطة أن “هناك الكثير من ضباط الشرطة الذين يظهرون في التحقيقات”.

القبول الاجتماعي للماريجوانا

ويشير التقرير إلى القبول الاجتماعي لهذا المخدر الذي يعتبر ضعيفا في أوساط متناوليه.

ويضيف أن “الجاني لا يأتي دائما من محيط المخدرات الكلاسيكي، فهناك جهود مكافحة قليلة، ناهيك عن المال الكثير الذي يعود يجنيه المروجون”.

ويتساءل التقرير أيضا بخصوص القيود المفروضة على الصناعة القانونية التي تحيط بالماريجوانا، والتي تشهد زيادة في أرباحها والتي تخصص جزءً منها للابتكار لتحسين الزراعة.

فمزرعة داخلية (تشكل نسبة 65٪ من تلك التي تم اكتشافها بواسطة شرطة الإقليم)، والتي عادة ما تكون الأكثر احترافا، تستخدم الأسمدة، ومسرعات النمو، ومنظمات شدة الضوء، وأنظمة الري الآلي، وأنظمة التهوية…

تطور زراعة الماريجوانا

واكتشفت شرطة الإقليم مصابيح ذات محركات كهربائية تتحرك لزيادة السطح المضيء، والمحاصيل المحلية التي يتحكم فيها الكمبيوتر، والمحاصيل التي تحتوي على ركيزة جوز الهند، أو ألف طريقة لتجنب الروائح التي قد تنبعث: مثل البذور عديمة الرائحة، والجدران، والمرشحات أو أنظمة تجميد الماريجوانا المزروعة بالفعل.

واكتشفت الشرطة وجود مهندسين وكهربائيين في مجمعات مزارع الماريجوانا في جيرونا.

وفي تحقيق آخر في تاراغونا، حددوا مواقع وكالات عقارية توفر أماكن لزراعة الماريجوانا في الأماكن المغلقة.

يضاف إلى كل ذلك المتاجر التي تبيع البذور والأسمدة بشكل قانوني (في عام 2016، كشفت موسوس عن وجود 122 متجرا نشطا)، وجمعيات القنب، التي تستخدمها الجماعات الإجرامية أحيانا لترويج المخدرات.

خلفية المزارعين

وتتنوع خلفية المُزارعين بين غير المهرة المبتدئين إلى الجريمة المنظمة، لأن الإنتاج يوفر الطلب. لكن الشرطة تحذر من خطورة أنه مع زيادة الطلب ستحاول الجريمة المنظمة السيطرة على السوق وجودة وسعر المخدرات الذي يعد في إسبانيا من أدنى الأسعار في أوروبا (5.66 يورو للغرام الواحد في برشلونة)، بينما المتوسط ​​الأوروبي يتراوح بين 7 و13 يورو. وتذهب مصادر في الشرطة إلى أن “هذا لا يمكن تحقيقه إلا بالعنف”.

وحول ذلك العنف، تقول الشرطة أنه أدى إلى مقتل شخصان الأسبوع الماضي في يوريت دي مار (جيرونا) وفليكس (تاراغونا) في نزاعات تتعلق بالماريجوانا.

جرائم القتل المرتبطة بالمخدرات

وتضاف تلك التصفيات إلى الجرائم التسع المتراكمة منذ عام 2016. ويرتكب معظمها في اعتداءات متعلقة بالمخدرات على البائعين الذين يريدون سرقة المحاصيل المزروعة بالفعل.

ويستخدم بعض المعتدين على مزارع الماريجوانا طائرات بدون طيار لتحديد مواقعها قبل تنفيذ عملية السطو.

ويلجأ المزارعون إلى تسليح أنفسهم لتجنب التعرض للسرقة، وهو الأمر الذي يتحول إلى مزيد من العنف.

وفي مارس/ آذار الماضي، تم استقبال الحرس المدني بالرصاص الحي في ريودومس (تاراغونا) عندما حاولوا تفتيش مستودع لزراعة الماريجوانا.

أين تنتهي أموال المخدرات؟

وفي غضون ست سنوات، قامت شرطة كاتالونيا (موسوس ديسكواذرا) بتفكيك 150 جماعة إجرامية متهمة بالاتجار بهذا المخدر، ولكن في أربع حالات فقط تمكنوا من تطبيق غسيل الأموال.

ونددت الشرطة الكتالونية في تقريرها بعدم وجود وسائل لإجراء تحقيقات معمقة لإثبات مصير تلك الأموال.

ويتم توجيه الأرباح المرتفعة إلى قطاع العقارات، بينما تستثمر الشبكات الإجرامية الأكثر تطورا في شركات الفندقة والمنتجات المالية.

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *