شؤون إسبانية

كورونا يودي بحياة أكبر جلاد اسباني على قيد الحياة

توفي في وقت مبكر من صباح اليوم بمدريد ضابط الشرطة السابق، خوان أنطونيو غونثاليث باتشيكو، المعروف أيضاً باسم “بيلي إل نينو”، بعد إصابته بفيروس كورونا.

وقد تم إدخال، غونثاليث باتشيكو، المتهم بارتكاب جرائم التعذيب، إلى عيادة سان فرانسيسكو دي أسيس العاصمة مدريد لعدة أيام قبل أن يُفارق الحياة اليوم.

ويُعرف باتشيكو بكونه أحد رموز القمع ضد المعارضة الديمقراطية خلال حقبة الدكتاتور فرانكو. وبعد وفاة الدكتاتور (1975) ودخول البلاد في مرحلة انتقالية، أفلت باتشيكو من المتابعة القضائية عن جرائم التعذيب التي اقترفها.

تعذيب معارضي النظام الدكتاتوري

وتقدّم عشرات المعارضين اليساريين بشهادات توثّق تعرّضهم للضرب والمضايقة والإهانة والتعذيب على يد باتشيكو عندما تم تعيينه قائداً لشعبة الأمن السياسي في الشرطة. ولم يفقد ضحاياه الأمل في تقديمه للمحاكمة.

ومن أجل جرّه للاستماع إليه بالمحكمة الوطنية، كان على ضحاياه اللجوء إلى العدالة الأرجنتينية. وأصدرت القاضية، ماريا سيرفيني، مذكرة دولية لإلقاء القبض عليه بسبب ارتكابه جرائم ضد الإنسانية لا تسقط متابعتها بالتقادم.

ورغم أنه لم يتم اعتقاله في إسبانيا استجابة لمذكرة الإنتربول، إلّا أنه تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته لتعلن المحكمة الوطنية القضية لاغية بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً.

المحكمة الإسبانية ترفض متابعته

وخلص القسم الثاني من الدائرة الجنائية إلى استحالة اعتبار متابعة باتشيكو جريمة ضد الإنسانية، على الرغم من أن الأحداث الموصوفة تشكل جرائم تعذيب ضد المعتقلين من قبل مجموعة من ضباط الشرطة. وتستند المحكمة إلى أنه لم يثبت لديها ما إذا كان التعذيب ممنهجاً ومنظماً ضد مجموعة محددة من السكان.

ويعتبر ضحايا باتشيكو أن ما تعرضوا له هو جزء من آلية القمع التي انطلقت منذ 17 يوليو 1936، تاريخ تولّي الدكتاتور فرانكو الحكم، بعد انقلابه على النظام الجمهوري القائم آنذاك.

الحكومة تتعهد بسحب الميداليات منه

وتعهّدت الحكومة الحالية بسحب الميداليات التي تم منحها له خلال مسيرته المهنية، والتي كان يتلقى أموالاً مقابلها. لكن الحكومة فشلت في ذلك المسعى لأن بعض الميداليات تم منحها وفقاً للقانون الأساسي لعام 1964 وهو ما يصعب تغييره أو إلغائه بأثر رجعي. وكان باتشيكو يحصل على معلومات سرية من ضابط شرطة معتقل حالياً بسبب تورطه في قضايا فساد. ويملك “بيلي إل نينيو” شركة أمنية، في الوقت ذاته كان بعض الضباط يزودونه بمعلومات مصنفة كسرية. وجنى باتشيكو ما يزيد على 700 ألف يورو من خلال شركته الأمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *