شؤون إسبانية

كيف يؤثر إغلاق قناة السويس على إسبانيا وجيوب الإسبان؟

تسبب إغلاق قناة السويس، والذي يمر من خلاله ما يقدر بنحو 12٪ من حركة سفن الشحن وناقلات النفط في العالم، في اصطفاف عشرات السفن التي تنتظر عبور القناة وهو ما قد ينتهي به الأمر إلى التأثير على جيوب الإسبان، إن لم يكن على الفور، فعلى المدى المتوسط.

وأشار جوردي إسبين فالبونا، الأمين العام للرابطة الإسبانية لشركات الشحن البحري، ومدير سياسة النقل البحري في مجلس الشاحنين الأوروبي، إلى أن إسبانيا مندمجة تماما في الحركة التجارية التي تمر عبر القناة، و أن هذا الغلق يؤثر بشكل مباشر على واردات وصادرات البلاد.

الدوران عبر إفريقيا

نظرا لأن سفن الشحن لا يمكنها المرور عبر القناة في هذا الوقت، فسيتعين عليهت الاتجاه نحو رأس الرجاء الصالح، الطرف الجنوبي من إفريقيا، للوصول إلى الموانئ الأوروبية.

وسيشمل هذا الانعطاف أسبوعا إضافيا في الطريق واستخدام المزيد من الوقود، وهو أمر لن تتحمل شركات الشحن تكاليفه، بل ستفرض رسوما على عملائها الأوروبيين في شكل عمولات أو رسوم إضافية، كما يشير إسبين.

ويضيف أن “الرسوم الإضافية، بطريقة أو بأخرى، تنتهي دائما بتأثيرها على العميل النهائي، أي جيوب الإسبان. المشكلة هي عدم توقع المعلومات لنكون قادرين على مواجهتها وتقدير تأثيرها”.

وسينتهي الأمر بالعديد من هذه التكاليف الإضافية إلى التأثير على جيوب المواطنين العاديين. يقول الخير: “لن يلاحظ المستهلك ذلك بشكل مباشر وفوري، لكنه سيلاحظ ذلك على المدى المتوسط ​​عندما تتجاوز التكلفة جميع أنحاء سلسلة التوريد”.

هناك بعض المواقف في النقل البحري التي يمكن توقعها ومن ثم يمكن أخذها في الاعتبار بالفعل في عقود النقل. لكن حوادث مثل الإغلاق العرضي للقناة ليست شائعة جدا. “كما لم يتوقع أحد، في الخيارين، سواء بالنسبة للوقت الإضافي أو الوقود، ستكون هناك، للأسف، رسوم إضافية وزيادة في الأسعار”.

توقف في البحر الأبيض المتوسط

يشير الأمين العام لشركة Transprime إلى احتمال حدوث مشكلة أخرى. وهي أن معظم السفن التي تمر عبر القناة تتجه إلى موانئ شمال أوروبا (حسب إحصائيات هيئة القناة، الوجهة الرئيسية هي هولندا) ولكن في طريقها تتوقف في موانئ البحر الأبيض المتوسط​​، بما في ذلك الإسبانية، وهذا يمكن أن يغير برنامج التوقفات في موانئ البحر الأبيض المتوسط.

ويضيف إسبين أن هذه الأزمة برمتها تسلط الضوء على الوضع السيئ لنقل البضائع البحرية. ويقدر حاليا أن 85٪ من السفن لا تصل في الوقت المحدد، ويحتاج القطاع إلى مزيد من الشفافية في كل من التكاليف وإدارة العمليات.

ويختم الخبير في النقل البحري بالقول أن هذا الإغلاق سيؤثر على أسعار المحروقات إذا لم تستطع سفن شحنه المرور وظلت محتجزة لفترة طويلة، حيث ستشهد محطات البنزين في إسبانيا ارتفاعا في الأسعار.

إغلاق المصانع

وتسببت أزمة السويس في مشكلة خطيرة في مصانع السيارات في إسبانيا. أحد أكثرها تضررا هو مصنع Stellantis في محافظة فيغو، حيث قررت الإدارة تسريح العمال في إطار نظام (ERTE) لمدة 60 يوما وسيؤثر ذلك على 3749 عاملا.

بالإضافة إلى الأزمة في قناة السويس، التي تستمر منذ يوم الثلاثاء الماضي، يعاني مصنع سيتروين الشهير في المحافظة من نقص حاد في إمدادات الأجزاء التي تحمل الرقائق الدقيقة ومختلف قطع الغيار، الأمر الذي أدى إلى تقليص نوبات العمل.

وبسبب ذلك تم إيقاف الخطوط التي تم فيها تجميع طرازات Peugeot 2008 وCitroën C-Elysee وPeugeot 301.

المصدر: الصحافة الإسبانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *