متفرقات

لماذا نحتفل بعيد العمال في الأول من ماي؟ قصة «هايماركت» التي ساهمت في تشكيل حياتنا كما نعرفها اليوم

أخبار إسبانيا بالعربي – رغم أن الأحداث وقعت عام 1886 لكن القصة ربما بدأت قبل ذلك بدعوى كارل ماركس «يا عمال العالم اتحدوا» عام 1848، ليتم الاحتفال بعدها بأول عيد عمال في 21 أبريل عام 1851 مع زيادة نشاط الحركات العمالية في أستراليا ثم كندا.

في شيكاجو دعت منظمة «فرسان العمل» إلى إضراب عام يقر حقًّا أصبح هو نظام يومنا حتى اليوم. المطلب كان «8 ساعات عمل، 8 ساعات نوم، 8 ساعات للراحة» وهو ما لم يعجب أصحاب الأعمال حينها خصوصًا أن الدعوة إلى الإضراب قد لاقت نجاحًا كبيرًا بمشاركة آلاف العمال في الإضراب وتعطيل العمل.

الرد كان بإطلاق النيران مباشرة على العمال لتفريقهم، ثم قنبلة ألقيت بين العمال ورجال الشرطة لا يعرف مصدرها حتى اليوم لتقتل وتصيب مجموعة من العمال ورجال الشرطة، وتتحول المشكلة إلى قيام العمال بأعمال شغب ليُلقى القبض على مجموعة من العمال ويحكم عليهم بالإعدام في نوفمبر 1886.

وقد كتب أحدهم خطابًا لولده قال فيه:
«ولدي الصغير، حين تكبر، ستعرف لماذا أعدمت. ليس عندي ما أقوله، أكثر من أنني بريء، وأنني أموت لأجل قضية شريفة، ولذا فأنا لا أخاف الموت. ولدي الصغير، عندما تكبر ستفتخر بوالدك، وستحكي قصتي لأصدقائك».

بلغت أحداث «هايماركت» ومذبحة العمال العالم أجمع، لتقوم الحركات الاحتجاجية التضامنية، وفي عام 1889 دعت الأممية الاشتراكية ببارس إلى إحياء ذكرى اليوم بمظاهرات دولية، وتستمر الدعوات لإحياء ذكرى اليوم حتى أصبحت أغلب دول العالم تحتفل به وأُقر إجازة رسمية.

الآن، تحتفل معظم الدول بالأول من مايو عيدًا للعمَّال. ويُعد إجازة رسمية في أغلبها، بينما تضيق دولٌ أخرى الخناق حول أي مظاهر احتفال بهذه المناسبة. لكن وللآن، تحتفل أمريكا بعيد العمَّال في أول يوم اثنين من شهر سبتمبر! البعض يقول إنها «تقاليد متبعة»، ولكن السبب مختلف

فبعد قضية هايماركت، ظهرت حركة قوية في الولايات المتحدة الأمريكية مناهضة للشيوعية؛ ولم يرغب الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند في اختيار شهر مايو للاحتفالِ بالعمالِ، حتى لا يكون العيد مرتبطًا باحداث هايماركت والمظاهرات العمالية التي قادها اليسار والشيوعيون؛ لذا اختار سبتمبر بديلًا.

«سيأتي اليوم الذي يُصبح فيه صمتنا في القبور، أعلى من أصواتنا» هي من أقوال أحد العمال المقبوض عليهم قبل شنقه، وهي المقولة التي ثبتت صحتها ربما بشكل كامل، فاليوم العالم كله يحتفل بهذه الذكرى، وأصبحت ساعات العمل «الطبيعية» في العالم كله هي 8 ساعات.

المصدر: ساسة بوست/ موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *