شؤون قانونية

متى ستفتح الجزائر حدودها الخارجية؟

في 28 يونيو/ حزيران الماضي، أصدر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أمرا بمواصلة إغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية للبلاد حتى انتهاء الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا، دون تحديد سقف محدد يجب أن تصله أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا لإعادة فتحها.

ماذا عن إسبانيا؟

وفي الرابع من يوليو/ تموز الماضي، أعلنت إسبانيا أنها ستفتح حدودها الخارجية، أمام ما مجموعه 12 دولة خارج الاتحاد الأوروبي، في حين أن الصين والمغرب والجزائر، على الرغم من ظهورها في القائمة، يخضعون لمبدأ المعاملة بالمثل.

ويعني ذلك أن إسبانيا لم تغلق حدودها حينها أمام البلدان الثلاثة، لكنها في المقابل لن تفتحها أيضا ما لم تكن هناك معاملة بالمثل، أي أن تقبل البلدان الثلاثة فتح حدودها أمام المواطنين الإسبان، وهو ما لم يتحقق لتظل الحدود مغلقة إلى يومنا هذا، قبل أن تكشف إسبانيا عن حذف المغرب من قائمة البلدان الثلاثة حتى تاريخ 16 سبمتمبر/ أيلول الجاري.

الحالة الوبائية بدول الجوار

وبالعودة إلى قرار الرئيس الجزائري بخصوص فتح الحدود والذي ربطه بالقضاء على الوباء بشكل نهائي، رغم أن البلاد سجلت سجلت انخفاضا كبيرا جدا، فقد أعلنت يوم أمس عن 8 وفيات 339 حالة إصابة بفيروس كورونا، وهي أرقام جد منخفضة مقارنة بدول مجاورة لإسبانيا كالمغرب مثلا الذي سجل يوم أمس، في رقم قياسي جديد، 42 حالة وفاة و1191 إصابة، أو إسبانيا نفسها التي أعلنت 2731 إصابة مع 141 حالة وفاة.

تخفيف القيود الداخلية

وتوجد الجزائر الآن في وضع مستقر من حيث الحالة الوبائية وهو ما شجع السلطات خلال الأسابيع الماضية على اتخاذ قرارات برفع بعض القيود المفروضة كفتح الشواطئ أمام المصطافين أو المساجد أو العودة للمدارس والجامعات.

التعايش مع الوباء

وبما أن العالم اقتنع اليوم أن إيصال عدّاد الإصابات والوفيات إلى درجة الصفر هو أمر شبه مستحيل حاليا بسبب عدم وجود لقاح لفيروس كورونا، وهو ما يحتم على الدول التعايش مع الوباء مع خفض نسب الإصابة إلى المستويات الدنيا، فإن هذا الوضع هو الذي توجد فيه الجزائر حاليا من خلال نجاحها في خفض أعداد الوفيات والإصابات طيلة الأسابيع الأخيرة، بما قد يسمح لها باتخاذ خطوة فتح الحدود الخارجية وإن بشروط محددة ومع دول بعينها تكون حالتها الوبائية مماثلة أو أقل مما هو موجود في البلاد.

مطالبات برلمانية بفتح الحدود

وقال النائب البرلماني عن الجالية الجزائرية بالخارجة، بلمداح نور الدين، قبل يومين، أنه “سيراسل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ليلتمس منه فتح الحدود لدخول بقية العالقين وجاليتنا لوطنهم”.

وأضاف بلمداح على صفحته الرسمية في فايسبوك: “للأسف لم يتّم التطرق اليوم لموضوع ترتيبات فتح الحدود في اجتماع مجلس الوزراء، وبالتالي وكما وعدتكم فإني سأراسل السيد رئيس الجمهورية والتمس منه فتح الحدود لدخول بقية العالقين وجاليتنا لوطنهم وجاهزون لاحترام كل إجراءات السلامة المطلوبة عند دخول الوطن”.

توقعات بفتح الحدود

وفي ذات السياق، قالت جريدة “الشروق” الجزائرية، في تقرير لها حول ارتفاع أسعار العملات الأجنبية بالسوق الموازية، أن الأمر راجع إلى قرب فتح الحدود الخارجية للجزائر.

وجاء في الصحيفة: “انتعش الطلب على عشر عملات أجنبية على مستوى السوق الموازية للعملة الصعبة بساحة بور سعيد بالعاصمة، الإثنين، مع تداول أنباء عن اقتراب فتح المجال الجوي وعودة حركة النقل عبر الطيران والسفن منتصف سبتمبر الجاري”.

وتورد الصحيفة في تقريرها: “وأفاد صرافون على مستوى سوق العملة الصعبة بـ”السكوار” وسط العاصمة، أمس في تصريح لـ”الشروق” أن انتشار أنباء عن فتح المجال الجوي مجددا بتاريخ 12 سبتمبر الجاري وهي المعلومة التي لم تتأكد بشكل رسمي لحد الساعة، ساهم في عودة الحركية والنشاط لسوق العملة الصعبة الموازية بساحة بور سعيد بولاية الجزائر وغيرها من النقاط السوداء لبيع “الدوفيز” ببقية الولايات، حيث يتوافد الصرافون على مناطق بيع الأورو والدولار منذ الساعات الباكرة ولا يغادرون إلا مساء، في حين تشهد العملة الصعبة إقبالا كبيرا من طرف التجار ورجال الأعمال والراغبين في السفر للخارج بمجرد فتح الحدود البرية والبحرية والجوية”.

الخطوط الجوية توضّح لموقع “إسبانيا بالعربي”

وفي اتصال مع موقع “إسبانيا بالعربي”، أكد مسؤول الإعلام في شركة الخطوط الجوية الجزائرية، أمين أندلسي، أن المرحلة الرابعة من إجلاء الرعايا الجزائريين بالخارج قد اختتمت يوم 31 أغسطس/ آب المنصرم، وأن عمليات الإجلاء التي أجرتها الشركة تدخل في إطار المرحلة الرابعة الهادفة إلى إجلاء كل الرعايا الجزائريين العالقين في مختلف البلدان.

فتح للحدود وفق أية شروط؟

وبما أن المرحلة الرابعة والأخيرة لإجلاء الراعايا قد انتهت، وفي ظل الوضع الوبائي المستقر بالبلاد ومع مناشدات جهات برلمانية وشعبية بإتباع رفع القيود الداخلية بخطوة فتح الحدود الخارجية، فإن كل المؤشرات تؤكد قرب اتخاذ السلطات الجزائرية لقرار فتح الحدود الخارجية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو وفق أية شروط سيتم فت الحدود الخارجية؟ وهل سيتم فتحها مع دول كإسبانيا التي تناهز الإصابات اليومية بها 3000 أو فرنسا التي تناهز 5000 إصابة يومية؟

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *