موجّه نحو مكة وفي حالة جيدة.. العثور على مسجد يعود لبدايات الوجود الإسلامي بإسبانيا

اخبار اسبانيا بالعربي/ أكدت حكومة إقليم كاستيا لا مانتشا التزامها بالبحث عن التراث والحفاظ عليه من خلال البرامج التي تمولها، وأبرزت أنه بفضل مساعداتها تظهر نتائج مهمة وذات قيمة تاريخية قيمة، على غرار المسجد الأثري الذي تم اكتشافه مؤخرا، والذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر والذي تم اكتشافه في الموقع الأثري “لا غراخا”، التابعة لبلدية هيغيرويلا، بمحافظة ألباثيطي (البسيط).

طالع أيضا: ما الذي تبقّى من جينات المسلمين في إسبانيا اليوم؟ إجابة صادمة

وأدلت مستشارة التعليم والثقافة والرياضة بالحكومة الإقليمية، روسا آنا رودريغيث، بهذه التصريحات في زيارة قامت بها مؤخرا للموقع الأثري الذي اكتشف فيه المسجد رفقة نائبة مديرة الثقافة والرياضة، آنا مونيوث. ومندوب الحكومة الإقليمية في المقاطعة، بيدرو أنطونيو رويث؛ رئيس المجلس الإقليمي، سانتياغو كابانييرو؛ وعمدة البلدة، إيسابيل مارتينيث، من بين وفود أخرى، وفق ما جاء في بيان صحفي.

طالع أيضا: 8 عادات إسبانية غريبة تفاجئ الأجانب والسياح أثناء زيارتهم البلد

وأوضحت روسا آنا رودريغيث في تصريحاتها للصحفيين أن الأمر يتعلق بـ”اكتشاف استثنائي وتاريخي بسبب حالة الحفاظ عليه الجيدة، وهو مسجد وفريد من نوعه في مقاطعة الباسيتي”، حيث لا توجد في إقليم كاستيا لامانتشا مساجد مكتشفة سوى في مدينة توليدو (طليطلة)، والتي من بينها مساجد  تورنيرياس وكريستو دي لا كروث، ومسجدان تم اكتشافهما في مدينة فاسكوس (توليدو).

طالع أيضا: إسبانيا تقلص ساعات تدريس الدين وتزيد الرياضيات واللغات والفنون: ماذا عن تدريس التربية الإسلامية؟

من جانبه، سلط كابانييرو الضوء على “الالتزام الكامل” لمجلس المقاطعة بمواصلة دعم البحث الأثري باعتباره “أداة قيمة نقدر بواسطتها تاريخنا وجذورنا وتراثنا، يمكننا الحديث عن المزيد من الفرص في هذا المجال في المستقبل والتي بدون شك ستتجاوزو ألباسيتي و كاستيا لا مانتشا”.

طالع أيضا: خايين: إطلاق مشروع لترميم الحمامات العربية

الموقع الأثري

وأكد عمدة المدينة أن هذا الموقع يعزز أيضا حماس جميع سكان هيغيرويلا، مع العلم أنه مع تقدم الحفريات، يتم الكشف عن “كنوز” مثل هذا المسجد، والفرص السياحية التي يمكن أن تصل إلى البلدية مع تقدم أشغال الحفر.

ويقع مسجد لا غراخا في وسط مساحة فارغة كبيرة على شكل مربع يفتح في وسط المنطقة غير المأهولة بالسكان، حيث تلتقي بعض الشوارع التي تعبر النسيج الحضري. لذلك، يمكن استنتاج أن بنائه يعود إلى مرحلة مبكرة في تاريخ وجود المسلمين بإسبانيا.

طالع أيضا: كيف عاش الأندلسيون في عصر أمراء الطوائف؟ إليك التفاصيل

مسجد موجه إلى مكة

ويتعلق الأمر بمسجد مشابه لأنواع المساجد الأندلسية الريفية المعروفة في المنطقة. ويتكون الجامع المكتشف من غرفة صلاة ذات مخطط أرضي مستطيل، تبلغ مساحتها تسعة أمتار في ثلاثة أمتار.

ويعتد علماء الآثار أن أحد الجدران الطويلة هو جدار القبلة حيث يواجه الجنوب الشرقي، وهو اتجاه مكة المكرمة الذي يجب على المسلمين أن يولوا وجوههم صوبه أثناء الصلاة، وتم تحديده من خلال وجود محراب، وبجانبه يوجد باب المدخل لخروج ودخول المسجد.

طالع أيضا: إسبانيا تعثر على 400 قبر لمسلمي الأندلس قبل 1300 عام

مواصفات المسجد

وتم بناء المبنى بالكامل من حجارة مرصعة بملاط ترابي، والذي كان يهدف إلى إعطاء الأهمية من خلال استخدام كتل حجرية عمودية كبيرة أو أورتوستات موجودة في الزوايا، وعلى القوائم وكذلك في منتصف الجدران، بين الجوانب، وفي الألواح، وبالتالي تشكل منصة تذكير بالتأليف الأفريقي الكلاسيكي والتي تم توثيقها في الأندلس في المراحل التاريخية المبكرة للوجود الإسلامي.

طالع أيضا: الاستعراب الإسباني.. قراءة التاريخ بعيون غربية أم استرجاع لزمن التعايش الحضاري الأندلسي؟

احتمال وجود مقبرة

على الرغم من عدم البدء بعد في التنقيب في محيط المسجد، إلا أن المسح السطحي يكشف عن وجود غرفة ملحقة بالجدار الغربي للمصلى، كما يوجد فناء مسور، أمام باب الوصول من الشارع. زمن المحتمل أن تكون المقابر موجودة في جوار الجامع، كما يحدث في المساجد الأخرى التي تم الكشف عنها في مناطق مختلفة من إسبانيا، والتي سيتعين التحقق منها في عمليات الحفر المستقبلية.

طالع أيضا: ماذا تعني كلمة الأندلس؟

جوامع هدمت وأخرى تحولت إلى كنائس

كان هذا النوع من المباني منتشرا في الأندلس لأن وجود مجتمعات إسلامية يعني بالضرورة وجود مكان مخصص للصلاة من أجل القيام بالتعاليم الدينية.

ولكن، على وجه التحديد، بسبب ارتباطها بالعقيدة الإسلامية، بعد انهزام المسلمين وانتصار الحملات المسيحية، تم هدم معظم المساجد والقليل منها الذي تم الحفاظ عليه نجت في بعض المدن ليتم تحويلها إلى كنائس، وهي ظاهرة تتضح أكثر مع جامع قرطبة. لكن المساجد الريفية التي تركها المسلمون في إسبانيا اختفت تماما تقريبا.

طالع أيضا: السمح بن مالك.. لماذا هاجم أمير الأندلس جنوب فرنسا؟

حول المشروع

تم تطوير هذا المشروع في إطار مشروع بحثي مرخص وممول من قبل حكومة إقليم كاستيا لامانتشا ومعهد دراسات الباسيتي “دون خوان مانويل”، تحت إشراف مدرسة الدراسات العربية، وخوسيه لويس سيمون غارسيا (معهد دراسات الباسيتي) وخوسيه ماريا مورينو نارجانيس (جامعة أليكانتي).

المصدر: 20 مينوتوس/ موقع إسبانيا بالعربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *