شؤون إسبانية

هذا ما ينتظرك إذا كنت تحمل لقباً عربياً وتريد استئجار منزل في برشلونة

في تجربة لمعرفة مدى تقبّل سكان المدينة للتنوع الثقافي والعرقي، أرسلت بلدية برشلونة 1000 عرض إيجار في المدينة بأسماء شركات محلية وعربية وهمية: الأولى تلقت استجابة في 56.6٪، بينما تلقت الثانية استجابة بنسبة 37.8٪ من إجمالي الأشخاص الذين الذي وصلتهم العروض.

وينقل موقع “الدياريو”، شهادة شاب مغربي يدعى سعيد، الذي أكد أنه “من أجل استئجار شقة يجب أن أقول إن اسمي خوسي وليس سعيد”!

سعيد، هو شاب مغربي أراد الانتقال من إييسكاس إلى مدريد في عام 2018. ويهو يشير إلى أنه كلما أعطى اسمه الحقيقي، فلم يكن يتلقى أي رد. فحتى لو رأى المستأجرون وجهه، فسيقولون “لا” أو يطلبوا ضمانات أكثر من أي مستأجر آخر.   

ويذكر الموقع أنه تم الإبلاغ عن هكذا ممارسات في مناسبات عديدة، وقد أكدت دراسة أجرتها بلدية مدينة برشلونة وجود تجارب شخصية في التمييز موضحة أن الباحثين عن إيجار، تحديداً من يحملون ألقاباً عربية هم الأكثر عرضة للرفض أو التجاهل من وكالة العقارات، أكثر من أولئك الذين يحملون اسماً إسبانياً.

وأجرت بلدية برشلونة، إثر الشكاوى التي تلقاها مكتب عدم التمييز (OND) التابع لها في السنوات الأخيرة، تجربة بأسماء وهمية وعربية وإسبانية، للتحقق مما إذا كان مشغلو ومالكي العقارات يميزون حقاً بين الأشخاص من خلال أسمائهم.

وكانت النتيجة صادمة، إذ تلقت 47.2٪ من الرسائل ردوداً من قبل المالكين أو شركات العقار، 56.6٪ منها تحمل أسماء كاتلانية، في حين تلقت رسائل العرب 37.8٪ فقط، أي بفارق 18.8 نقطة مئوية. 

وأعرب مستشار حقوق المواطن، مارك سيرا، عن أسفه قائلا “هذه النتائج تقلقنا لأنها تنتهك مبدأ المساواة وعدم التمييز في مجال حساس مثل الإسكان”.

كما أرسلت البلدية إشعارا إلى الشركات العقارية يتضمن ملخصاً عن التقرير الصادمن كما اجتمع المسؤول البلدي يوم أمس مع جمعية مديري العقارات لمعالجة المشكلة.

وتم إجراء التجربة بدعم من جمعية Brull التعاونية، والتي تضمنت بالإضافة إلى مسألة الأصل أيضاً مسألة متغير التوجه الجنسي، لكنها في هذه الحالة لم تحصل على نتائج ملحوظة.

ولكل تجربة، تم اختيار 500 إعلان شقة للإيجار -من ست بوابات إلكترونية- وتم إرسال إعلانات مماثلة إليها ولكن مع اختلاف الأسماء.

عروض زيارة أقل وشقق أكثر تكلفة

واكتشفت الدراسة أدلة أخرى على التمييز تتمثل في أن العرب أقل عرضة لتلقي عرض لزيارة البيت المعروض للإيجار.

فمن بين جميع الرسائل التي تلقت ردًا، تمت دعوة 17.4٪ من الإسبان لرؤية الشقق. أما في حالة العرب فلم تتجاوز النسبة 9.8٪، أي معاملة تفاضلية بفارق 7.6 نقطة مئوية. 

وقد فوجئ معدو التقرير أيضاً بالاختلاف في أسعار الشقق. مع الأخذ في الاعتبار كل تلك الرسائل التي تم الرد عليها من قبل الشركات العقارية، ففي حالة الألقاب العربية يرتفع السعر بـ 108 يورو مقارنة بحاملي الألقاب الإسبانية.

وتقول مؤلفة الدراسة، أدريانا فيتو: “يبدو أنه إذا كان الاسم عربياً، في حي معين، بدخل أعلى وسعر إيجار أعلى بكثير من المتوسط ، فإن التمييز ينخفض”. ولاحظت سيرا أن “العنصرية لها تجسيد أقوى في تلك الطبقات الاجتماعية الدنيا”.

وأراد المؤلفون أيضاً توضيح أن هذا النوع من التمييز، الذي عادة ما يمر دون أن يلاحظه أحد هو فقط العقبة الأولى التي يواجهها الأشخاص الذين يحملون ألقاباً أجنبية عند البحث عن شقة.

وذكّر التقرير بوجود حالات أخرى يُطلب فيها من المتقدمين المزيد من المتطلبات إذا كانوا أجانب.

وقيل للبعض أن الشقة مستأجرة بالفعل، ولكن عندما يتصلون مرة أخرى بعد وقت قصير من إعطاء اسم إسباني، يتم إخبارهم بخلاف ذلك.

هذا المثال الأخير هو على وجه التحديد إحدى حالتين من الشكاوى التي تلقتها البلدية والتي أدت إلى بدء إجراءات تأديبية، على الرغم من أن البلدية لم تقدم تفاصيل عن العقارات.

الحالة الأخرى، التي أعلنت عنها البلدية قبل أشهر، هي عرض استئجار شقة من The New House من خلال Idealista، حيث يطلب الإعلان أن يكون المستأجر فقط من “الإسبان”.

“الشقة مستأجرة”

وتندد المنظمات المناهضة للعنصرية بالتمييز في إيجار السكن منذ سنوات. وتشرح فاطمة، وهي امرأة من بنغلاديش تعيش مع ابنها، كيف وجدت نفسها في عدة مناسبات خلال بحثها عن شقة العام الماضي، حيث تم اخبارها أن الشقة مستأجرة، لكن لم يكن ذلك صحيحاً.

وتقول فاطمة: “لقد حدث لي ذلك مرات عديدة: رأيت إعلاناً، واتصلت وأخبروني أن الشقة لم تعد للإيجار. لكن الإعلان ظل موجودًا لأسابيع، حتى أنهم خفضوا السعر. يقولون دائماً إنها مستأجرة، لكن هذا مجرد عذر”.

وتضيف فاطمة “تعبت من تلقي إجابة “لا” أو “لقد تم تأجير الشقة”.

لقد تم تأجير الشقة

المغربي سليمان ولاد عيسى، الذي يعيش مع عائلته في موليت ديل فأليس، مثال حي آخر، إذ أكد أنه قد صادف وكالات عقارية أخبرته بالرفض لأنه ليس إسبانياً. “في الطابق الأول الذي ذهبت إليه للزيارة، قالوا لي أني الأول على القائمة، لكن عندما اتصلت لاستئجار الشقة، أجابوا أنه تم تأجيرها بالفعل. حدث هذا لي عدة مرات، ودائماً ما انتهى بهم الأمر بتأجيره من قبل أحد الأقارب أو المعارف من الإسبان. في المرة الأخيرة، أخبرني الوكيل العقاري بصراحة أن “المالك لا يريد الإيجار للأجانب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *