شؤون إسبانية

هذه هي المقاطعات الأندلسية التي قد تخرج قبل غيرها من حالة الطوارئ

كما سبق وأن أعلنت الحكومة الإسبانية، فإن رفع القيود المفروضة بسبب تفشي وباء كورونا، سيكون تدريجي وغير متماثل بين المناطق والمدن والمحافظات، حسب الخطة الحكومية المتكونة من أربعة مراحل تدوم كل واحدة منها حوالي أسبوعين. وإذا كانت بعض الجزر في كناريا والبليار قد دخلت فعلاً يوم 04 ماي في المرحلة الأولى، فإن باقي مناطق إسبانيا لا زالت في المرحلة 0 ولن تدخل المرحلة الأولى حيز التنفيذ قبل 11 ماي. كما أن دخولها سيكون متفاوتاً بين المناطق، بمعنى أن جميع مناطق البلاد لن يتم تخفيف القيود فيها، بل سيعتمد ذلك على نتائج تطور الوباء في كل منطقة.

وفي إقليم الأندلس، الواقع جنوب البلاد، توجد مقاطعتان تسجلان أرقاماً إيجابية طيلة الأسابيع الأخيرة. محافظة ويلبا مثلاً أعلنت أن ثلث بلدياتها خالية تماماً من الفيروس منذ أسابيع، إذ لم تسجل المحافظة سوى حالات عدوى ووفيات قليلة جداً على طول وعرض المحافظة.

وينطبق أمر ويلبا على محافظة آلميريا التي سجلت هي الأخرى أرقاماً منخفضة جداً للوفيات والإصابات ما دفع الحكومة الإقليمية لمطالبة نظيرتها المركزية بدمج هاتين المقاطعتين ضمن قائمة المدن والمحافظات التي تدخل المرحلة الأولى قبل غيرها، على غرار الجزر الكنارية والبليارية.

ويرجع سبب تسجيل محافظتي ويلبا وآلميريا لعدد قليل من الوفيات وحالات العدوى إلى أربعة أسباب رئيسية كما تنقل صحيفة “الموندو” عن، خوان خوسي غارثيا ديل هويو، الأستاذ بجامعة ويلبا. ويوضح الخبير الإسباني أن ارتفاع درجة الحرارة بالمنطقتين ومتوسط أعمار السكان وحركتهم وكذا البنية التحتية للنقل، كلها أسباب ساهمت بشكل أو بآخر في تحقيق المحافظتين لهذه النتائج الإيجابية.

وتؤكد دراسات البروفيسور غارثيا ديل هويو أنه في ألميريا وويلفا كان متوسط درجة الحرارة القصوى المسجلة في شهر مارس أعلى من بقية البلاد، وفوق ذلك، كان شهر مارس مارس في كل الأندلس، وتحديداً في مقاطعاتها الجنوبية، أكثر جفافاً وأقل أمطاراً. هذا الأمر يُفسر تناقص إمكانية الإصابة بالفيروس بنسبة 25٪.

يجب أن نضيف إلى كل ذلك أن السكان في هاتين المقاطعتين لديهم متوسط عمر أقل بكثير من المتوسط الإسباني، حيث يوجد عدد أقل من السكان في كبار السن في دور الرعاية، وقبل كل شيء تم إجراء عدد أقل من الاختبارات التشخيصية مقارنة بباقي مناطق البلاد. أما العامل الثالث فهو حركة السكان.

وأوضح الدكتور ديل هويو أنه المدن والمحافظات ذات البنى التحتية للنقل العام الأكثر تطوراً من تلك الموجودة في ويلبا وألمريا، كان انتشار الفيروس أكبر. ولا تتوفر ويلبا على مطار، كما لا يوجد في أي من المقاطعتين مترو أو ترامواي وتكاد السكك الحديدية تكون منعدمة. لكن سكان هاتين المقاطعتين وتحديداً ويلبا التي تعيش البلدات الجنوبية منها المحاذية للحدود البرتغالية على السياحة، يخشون من عودة السياح إلى مناطقهم ونقل الفيروس بالتالي إليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *