آلاف فرص العمل في الفنادق في إسبانيا: بناء 775 منشأة سياحية جديدة بحلول عام 2028

إسبانيا لا تبلغ سقفها في قطاعها الفندقي. من المتوقع بناء 775 منشأة سياحية من الفنادق الجديدة حتى عام 2028، مع قدرة استيعابية تصل إلى 51,995 غرفة إضافية من خلال الافتتاحات أو التجديدات، وفقا لدراسة أجرتها شركة الاستشارات EY-Parthenon. في هذه العروض المستقبلية، سيكون للمنشآت الفندقية ذات الأربع والخمس نجوم أهمية خاصة، حيث ستشكل 67% من هذه المنشآت الجديدة.

“على الرغم من عدم اليقين وتعقيد السياق الحالي، لا شك في أن بلدنا لا يزال وجهة تنافسية للغاية، وأن ديناميكية السياحة مستمرة، مما يثبت مرونة وجاذبية القطاع”، كما يرى غابرييل إسكرار، الرئيس والمدير التنفيذي لسلسلة مليا الفندقية. “في السنوات الأخيرة، زاد اهتمام صناديق الاستثمار واللاعبين العقاريين الآخرين بالأصول الفندقية، مما يظهر أن صناعتنا قوية وتوفر توقعات جيدة للربح للمستثمرين المؤهلين”.

حاليا، يوجد في إسبانيا 16,493 منشأة سياحية، وفقا لبيانات المعهد الوطني للإحصاء (INE) حتى يونيو، مما يعني أن العرض الجديد سيضيف 4.7% من الفنادق خلال أربع سنوات. أما بالنسبة للغرف، فإن العدد الحالي يبلغ 890,601 غرفة، لذا فإن المشاريع الجديدة ستزيد الإتاحة بنسبة 5.8%.

وتوضح EY أن تطوير هذا العرض المستقبلي في جميع أنحاء إسبانيا سيتطلب استثمارات تصل إلى 7.8 مليار يورو، منها 5.3 مليار مخصصة لمشاريع جديدة من فئة الأربع والخمس نجوم، “وهو دليل إضافي على رهان القطاع على الجودة وتحسين العرض الفندقي”.

ويذكر ريتو ستوكينيوس، مدير التوسع في RIU Hoteles، أن إسبانيا تُعد قوة سياحية عالمية، وهي من بين أكثر الدول زيارةً في العالم، بمعدل 90 مليون سائح دولي سنويا، مما يخلق طلبا مستمرا على الإقامة. “في هذا السيناريو، يُعد القطاع الفندقي جذابا جدا للمستثمرين”.

من جانبه، يوضح خافيير غارسيا-ماتيو، الشريك المسؤول عن القطاع العقاري في EY-Parthenon، أن هناك مشاريع إقامة قيد التنفيذ أكثر من العام الماضي، “مما يعني تسارعا في إنشاء وتجديد العرض الجديد”.

في عام 2024، تم افتتاح 152 منشأة، نصفها جديد والنصف الآخر نتيجة تجديدات. “العرض المستقبلي المحدد في التحليل، والمتوقع افتتاحه خلال السنوات الأربع المقبلة، يعكس تسارعا ناتجا عن الحاجة لتحديث البنية الفندقية القديمة وزيادة الطلب، بالإضافة إلى تحسن الوضع المالي للقطاع وظروف التمويل بفضل اهتمام البنوك وصناديق الاستثمار”، كما يشرح غارسيا-ماتيو.

ويرى هوغو روفيرا، المدير العام لـ Minor Hotels في جنوب أوروبا (المجموعة التي تملك علامات مثل NH)، أن افتتاح فنادق جديدة في إسبانيا هو نتيجة طبيعية لجاذبية البلاد كوجهة سياحية. “البنية التحتية الحديثة، والمناخ الجيد، والثراء الثقافي والفني، والمطبخ المتميز، كلها عوامل إيجابية”.

لكن كارلوس أورتيغا، مسؤول التطوير في Palladium Hotel Group (المملوكة لعائلة ماتوتيس)، يعتقد أن الحفاظ على الريادة يتطلب القدرة على التطور. “في السنوات الأخيرة، تغيرت عادات وتوقعات السياح بشكل كبير. يبحثون عن تجارب أكثر تخصيصا واستدامة وابتكارا وجودةً. بالإضافة إلى افتتاح منشآت جديدة، من المهم تجديد القائمة لتلبية هذه المتطلبات”.

أرقام النمو

من بين 775 فندقا سيتم تجديدها أو افتتاحها حتى 2028، يوجد 34% في أندلوسيا، أي 260 فندقا و18,115 غرفة، متقدمة بفارق كبير على أي منطقة أخرى.

ويوضح غارسيا-ماتيو أن أندلوسيا تُعد من الوجهات السياحية الرئيسية، مع عرض مشابه لمناطق مثل جزر الكناري وكاتالونيا، وإن كان أقل من جزر البليار. “بدأت الكناري والبليار قبل عقد تقريبا في تحويل بنيتها الفندقية، مما يفسر وجود مشاريع أقل نسبيًا اليوم. بينما فقدت كاتالونيا زخم الاستثمار الدولي في السنوات الأخيرة. أما أندلوسيا، التي تأخرت في الماضي، فقد جذبت اهتمام المستثمرين المحليين والدوليين بشكل كبير”.

وتأتي منطقة فالنسيا في المرتبة الثانية، مع 126 فندقًا و9,059 غرفة، تليها مدريد (66 فندقا، 5,284 غرفة)، وجزر الكناري (44 فندقا، 6,395 غرفة)، وكاتالونيا (41 فندقا، 3,074 غرفة)، وغاليسيا (33 فندقا، 1,148 غرفة).

التركيز على الفنادق الفاخرة

من بين المشاريع الجديدة، تمثل الفنادق ذات الأربع والخمس نجوم 340 فندقا (44% من الإجمالي) و32,605 غرفة (63% من العرض الجديد). ويُرجع غارسيا-ماتيو ذلك إلى حاجة القطاع لمنشآت أعلى جودة، وهو ما يجذب المستثمرين بسبب العوائد المتوقعة الأفضل مقارنة بالفنادق الاقتصادية.

التوزيع الزمني والاستثمارات

سيكون عام 2025 هو الأبرز، حيث سيشهد افتتاح 453 فندقا (58% من الإجمالي) و26,661 غرفة (51%).

ويشير إسكرار من شركة مليا إلى أن المجموعة استثمرت 235 مليون يورو بين 2023-2024 لتجديد 25 فندقا في إسبانيا، مما أدى إلى زيادة متوسط الأسعار بنسبة 70% في الفنادق السياحية مقارنة بعام 2019، و40% في الفنادق الحضرية.

أمثلة على التجديدات

• RIU: تجدد فنادقها كل 10 سنوات، مثل فندق Calypso في فويرتيفنتورا وNautilus في توريمولينوس، اللذين سينتقلان إلى فئة RIU Palace.
• مليا: تستثمر 160 مليون يورو هذا العام في تجديد 15 فندقا، بما في ذلك ME Puerto Banús وParadisus Fuerteventura.
• NH: حولت فندق NH Collection Marbella إلى فئة أعلى وافتتحت NH Collection Ibiza.
• بالاديوم: أطلقت علامة The Unexpected Hotels في إيبيزا.

استثمارات القطاع السياحي

يؤكد أورتيغا من Palladium أن “الفنادق لا تزال النجم الرئيسي في القطاع العقاري”، حيث تجتذب استثمارات أكبر من المكاتب أو المراكز التجارية. “هذا القطاع يجذب رؤوس أموال ضخمة، مما يعزز الصفقات التي تعتمد على التجديد والتحسين كرافعة للقيمة”. ويعني بناء هذا العدد الهائل من المنشآت الفندقية توفير آلاف فرص الشغلة في قطاع قيد النمو ولا يتوقف عن خلق فرص العمل حيث لا يكاد أصحاب العمل يجدون حاليا عمالا لتغطية العجز.

بهذا، يُظهر القطاع الفندقي الإسباني مرونة وقدرة على التكيف، مع تركيز واضح على الجودة والاستدامة والتجارب الفريدة، مما يجعله وجهة جذابة للمستثمرين والسياح على حد سواء.

إسبانيا بالعربي.