حزب سومار يقدم مقترحا أمام البرلمان لمنح الجنسية الإسبانية لسكان الصحراء الغربية المولودين قبل 1976

إسبانيا بالعربي ـ يقدم حزب سومار الشريك في الحكومة الإسبانية يوم الثلاثاء المقبل اقتراحا للقانون في جلسة مجلس النواب الإسباني يطالب فيه بمنح الجنسية الإسبانية “بموجب رسالة التجنيس” للصحراويين المولودين في الصحراء الغربية قبل عام 1976، أثناء حقبة الاستعمار الإسباني، ولأحفادهم. وفقا لوكالة الأنباء الإسبانية، يعيد الحزب طرح مبادرة سبق أن قدمها ائتلاف “أونيداس بوديموس” في الفترة التشريعية الماضية، والتي تمت الموافقة على دراستها آنذاك في مجلس النواب بدعم جميع المجموعات البرلمانية باستثناء الحزب الاشتراكي (PSOE) الذي عارضها، وحزب فوكس الذي امتنع عن التصويت.

تلك المبادرة سقطت بسبب إجراء الانتخابات العامة المبكرة في 23 يوليو الماضي، لكن حزب سومار أعاد تقديم اقتراح قانون مماثل في هذه الفترة التشريعية، وسيناقش مجلس النواب دراسة هذا الاقتراح يوم الثلاثاء.

تفاصيل الاقتراح: شروط منح الجنسية

يطالب حزب سومار بإدراج الصحراويين المولودين في الصحراء الغربية قبل 26 فبراير 1976 ضمن الحالات الاستثنائية التي تسمح بالحصول على الجنسية الإسبانية بموجب رسالة التجنيس، حتى لو لم يكن لديهم إقامة قانونية في إسبانيا. ويقترح الحزب عدة طرق لإثبات هذه الحالة، مثل تقديم بطاقة هوية إسبانية (حتى لو كانت منتهية الصلاحية)، أو شهادة تسجيل في الإحصاء الإسباني لعام 1974، أو شهادة تسجيل في إحصاء استفتاء الصحراء الغربية الصادر عن الأمم المتحدة، أو شهادة ميلاد صادرة عن السلطات الصحراوية في مخيمات اللاجئين الصحراويين ومصدقة من قبل ممثلية جبهة البوليساريو في إسبانيا.

فترة التقديم والإجراءات

وفقا لاقتراح حزب سومار، يمكن تقديم طلبات الحصول على الجنسية الإسبانية خلال عامين من دخول القانون حيز التنفيذ، مع إمكانية تمديد هذه الفترة لمدة عام إضافي بقرار من وزارة العدل. كما يقترح الحزب أن يتمكن أحفاد الصحراويين الذين يحصلون على الجنسية الإسبانية بموجب هذه المبادرة من التقدم بطلب للحصول عليها أيضا خلال خمس سنوات من حصول آبائهم عليها.

هدف المبادرة

وفق ما ذكر الحزب يهدف هذا الاقتراح إلى “الاستجابة للعلاقة التاريخية بين إسبانيا والشعب الصحراوي” واتخاذ “خطوة ضرورية لتعزيز تماسك النظام القانوني الإسباني”. كانت الصحراء الغربية تعتبر مقاطعة إسبانية في السنوات الأخيرة من حكم فرانكو وحتى 26 فبراير 1976، عندما أعلن الممثل الدائم لإسبانيا لدى الأمم المتحدة إنهاء الوجود الإسباني في الإقليم.

انقسام داخل الحكومة الإسبانية

يواجه الحزب الاشتراكي (PSOE) خطر العزلة مرة أخرى في مجلس النواب، هذه المرة بسبب اقتراح قانون تقدم به شريكه في الحكومة، حزب سومار. بعد أن اتحدت المعارضة وشركاء بيدرو سانشيز ضد خطط وزارة المالية بفرض ضرائب على الحد الأدنى للأجور، يأتي اقتراح قانون تجنيس الصحراويين ليعيد الانقسام بين جناحي الحكومة، مما قد يترك الاشتراكيين وحدهم في معارضتهم للاقتراح.

تأثير الاقتراح على العلاقات مع المغرب

يأتي نقاش هذه المبادرة في وقت يسعى فيه حزب سومار إلى تعزيز هويته المستقلة أمام الحزب الاشتراكي، وفي ظل التوترات الأخيرة بين الشريكين في الحكومة. كما أن قضية الصحراء الغربية تعد موضوعا شائكا للحكومة الإسبانية، خاصة بعد التحول الذي قاده بيدرو سانشيز في عام 2022، عندما غيرت إسبانيا موقفها التاريخي الداعم لحق تقرير المصير للصحراء الغربية إلى الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

المصدر: إسبانيا بالعربي.