ترفع المناعة وتكافح مرض السكري.. كل ما تريد معرفته عن "البوليفينول" وفوائدها
تعد البوليفينول أكثر المكونات نشاطًا لتحسين متلازمة التمثيل الغذائي، مما جعلها مادة دسمة تتناولها الكثير من الأعمال البحثية والمراجعات العلمية لبيان تأثيرها وفاعليتها، خاصة في احتواء مرض السكري.
والبوليفينول ليس مادة واحدة، وإنما مجموعة من المغذيات تشمل ما يزيد على 8 آلاف نوع منها: الفلافونيدات، وأحماض الفينول. توجد هذه المغذيات بشكل طبيعي في العديد من الخضراوات والفواكه والحبوب والأعشاب، كما يمكن تضمينها في العديد من المكملات الغذائية. في السطور التالية نتعرف إليها وإلى أهم مصادرها، وفوائدها الصحية، وأخطارها أيضًا!
إليك أشهر الأطعمة التي تحتوي على البوليفينول
تحتوي معظم الأطعمة النباتية على البوليفينول، مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة؛ لذا من السهل الحصول على ما يكفي منها في نظامك الغذائي لتعزيز صحتك، لكن بعض المصادر مغذية أكثر من غيرها.
1- التوت أغنى الفواكه بالبوليفينول
يحتوي التوت بأنواعه على نسبة مرتفعة منها، وتتدرج من أعلاها إلى أقلها من التوت الأسود إلى الأزرق ثم الفراولة الحمراء، يليها التوت الأحمر.
ليس التوت فحسب، فهناك العديد من الفواكه الأخرى تحتوي على البوليفينول مثل: الكشمش الأسود، والكرز، والخوخ، والتفاح.
2- التوابل والأعشاب مصدر لها
تحتوي أغلب التوابل والأعشاب التي تستخدمها باستمرار على هذه المغذيات، ويأتي في مقدمتها القرنفل ثم النعناع المجفف والينسون النجمي.
3- الكاكاو والشوكولاتة الداكنة تحتوي عليها أيضًا
عندما نقول الكاكاو، فنحن نقصد هنا الكاكاو غير المعالج الذي يأتي مباشرة من نبات الكاكاو بدون إضافة سكر. كما تحتوي الشوكولاتة الداكنة على كمية من البوليفينول ولكن أقل من الكاكاو؛ نظرًا إلى مرورها بالمعالجة.
4- المكسرات غنية بها لكن لا تكثر منها
تحتوي معظم المكسرات على مادة البوليفينول، لكن الكستناء تأتي في المقدمة، ويليها البندق والجوز واللوز. ولأنها تحتوي نسبة عالية من السعرات الحرارية، فيجب الاعتدال في تناولها.
5- البذور والبقوليات غنية بها
تحتوي البذور على نسبة لا بأس بها من البوليفينول، وعلى رأسها بذور الكتان، ويمكن إضافتها إلى السلطة أو المعجنات.
تحتوي البقوليات بشكل طبيعي على جرعات كبيرة من مادة البوليفينول؛ إذ تحتوي الفاصوليا السوداء والفاصوليا البيضاء على وجه الخصوص على أكبر عدد من مادة البوليفينول.
6- والخضراوات أيضًا
هناك العديد من الخضراوات التي تحتوي على مادة البوليفينول، على الرغم من أنها عادة ما تحتوي على نسبة أقل من الفاكهة. تشمل الخضراوات التي تحتوي على نسبة عالية من مادة البوليفينول البصل الأحمر، والسبانخ، والأرض شوكي.
وهذه فوائد تناول المواد الغنية بمادة البوليفينول
يعود تناول الأطعمة الغنية بالبوليفينول على الجسم بالعديد من الفوائد، ربما أهمها التحكم في مستوى السكر في الدم، وتتضح الفوائد كالآتي:
1- خفض مستوى السكر في الدم والتحكم به
تُظهر بعض أنواع البوليفينول نشاطًا واعدًا في الجسم لخفض مستوى سكر الدم عن طريق خفض مستويات الجلوكوز في الدم، وتحفيز إفراز الإنسولين؛ مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وقد أدى العمل على المشتقات الطبيعية والاصطناعية للبوليفينول إلى اكتشاف عدد من مثبطات ألفا غلوكوسيديزات، التي قد تساعد على تطوير الأدوية المضادة لمرض السكري.
كما أفادت إحدى المراجعات العلمية التي نُشرت في عام 2017 أن مركبات الفلافونويدات (أحد أنواع بوليفينول)، ترتبط بخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
فقد أظهرت إحدى الدراسات، أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أعلى من الأطعمة الغنية بهذه المغذيات لديهم خطر أقل بنسبة 57% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنةً بأولئك الذين يتناولون كميات أقل.
2- تحتوي على مضادات أكسدة طبيعية
تشير الدراسات إلى أن هذه المغذيات من مضادات الأكسدة القوية، أي إنه يمنع أو يعكس الضرر في الخلايا الناتج من الشيخوخة والبيئة ونمط الحياة. وبمرور الوقت، ترتبط تلك الأضرار في الخلايا بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. كما أن الفينولات الموجودة في الكاكاو قد تحمي من الأمراض التي يكون فيها الإجهاد التأكسدي عاملًا مسببًا أو مساهمًا، مثل السرطان.
3- تحسن من صحة القلب
تظهر الأبحاث أن البوليفينول يمكن أن تساعد في إدارة مستويات ضغط الدم والحفاظ على الأوعية الدموية صحية ومرنة، وتعزيز الدورة الدموية الجيدة. كما أنها تساعد في تقليل الالتهاب المزمن، وهو عامل خطر آخر لأمراض القلب.
ووفقًا لإحدى الدراسات المنشورة في عام 2012، فإن الفينولات الموجودة في الكاكاو تعدل الاستجابة لنسبة السكر في الدم ومظهر الدهون، مما يقلل من وظيفة الصفائح الدموية والالتهابات جنبًا إلى جنب مع الضغط الشرياني الانبساطي والانقباضي، والتي قد تقلل، مجتمعة، من خطر الوفيات القلبية الوعائية.
وقد ربطت مراجعة علمية مكملات البوليفينول بخفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول الضار (LDL)، بالإضافة إلى ارتفاع الكوليسترول الجيد (HDL).
4- تساعد في تحسين صحة الأمعاء ورفع مستوى المناعة
تظهر الأبحاث أنه من الممكن أن تنشط الجهاز المناعي لمحاربة العدوى والأمراض، كما تعزز البوليفينول أيضًا نمو البكتيريا الجيدة في الأمعاء وتحد من البكتيريا الضارة. وتساعد مادة البوليفينول الموجودة في الشاي الأخضر في محاربة البكتيريا الضارة، وتساعد في تحسين أعراض مرض القرحة الهضمية ومرض التهاب الأمعاء.
5- تقلل من مستوى الالتهابات في الجسم
كما ذكرنا، فالشاي الأخضر أحد المصادر الطبيعية للبوليفينول، ولذا استخدمه بعض الباحثين لدراسة تأثيره في انتشار الالتهابات في الجسم. ففي دراسة نُشرت في عام 2013، ركَّز الباحثون مجهودهم حول التأثيرات الوقائية لبوليفينول الشاي في التعب الشديد الناتج من التمارين والالتهابات وتلف الأنسجة.
أعطى الباحثون الشاي الغني بالبوليفينول لمجموعة من الفئران، ثم أخضعوهم لتمارين شاقة، وبعد الانتهاء على الفور اختبروا وجود المواد الكيميائية التي تشير إلى الالتهابات. وجد الباحثون أن الفئران التي تلقت بوليفينول الشاي قد تمكنت من الحفاظ على نشاطها لفترة أطول من الفئران التي لم تتلقه، وكان لديهم أيضًا مستويات أقل بكثير من المواد الكيميائية التي تشير إلى الالتهاب وتلف العضلات في دمائهم.
ولكن.. هذه بعض الأضرار التي قد يسببها الإفراط في تناول البوليفينول
على الرغم من أن البوليفينول تقدم العديد من الفوائد، فقد يكون للكميات الزائدة آثار ضارة، وتحدث غالبًا عند تناول المكملات المحتوية عليها بكميات أعلى من تلك التي يمكن تناولها في نظام غذائي صحي.
هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم الخطر الفعلي للمضاعفات الناتجة من زيادة جرعات بوليفينول على الإنسان. فوفقًا للدراسات الأولية، فإن للجرعات المرتفعة منها تأثيرات مسرطنة، وقد تتداخل مع التخليق الحيوي لهرمون الغدة الدرقية، كما قد يحدث تفاعل مع الأدوية.
إسبانيا بالعربي.