ما لا تعرفونه عن مدينة سرقسطة الأندلسية

أخبار إسبانيا بالعربي – كانت سرقسطة عاصمة الثغر الأعلى، والحاجز الدفاعي الأول في شبه الجزيرة الإيبيرية، ضد الملوك الكاثوليك في الشمال، ثم صارت في القرنين الثاني والثالث للهجرة قاعدة للثوار والخوارج على حكومة قرطبة.
وكان موسى بن نصير هو الذي فتحها بنفسه سنة 714م أي بعد ثلاثة أعوام من عبور المسلمين لمضيق جبل طارق. ودخلها الملك الناصر بجيشه في عام 326هـ/937م وشهد منعتها وحصانة أسوارها فأمر بهدم الأسوار حتى لاتشجع الخوارج على الثورة.
طالع أيضا: صحيفة إسبانية: “الخط العربي هو تراث غير مادي للبشرية جمعاء”
وكان غالبية من دخلوها فاتحين ثم أقاموا فيها من عرب اليمن ولهذا نجد حتى اليوم بعض العمارات مكحَّـلة النوافذ والأبواب والأسطح بالجص الأبيض على طراز المعمار اليمني، وقد رافق هؤلاء أقلية من البربر المسلمين ممن كونوا عوائلهم المعروفة لاحقاً.
لقد ازدهرت سرقسطة أيام الحكم الإسلامي لها في كل الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث كان العرب بارعين في استخدام المياه وشق القنوات والزراعة والتنظيم الإداري وأقاموا القلاع والمساجد ومدارس العلم وعمروا الأسواق. وكان التسامح فيها نموذجياً من حيث تعايش المسلمين والمسيحين واليهود معاً بحيث وصل بعض أبناء الديانات الأخرى إلى مناصب مرموقة في الميدان الثقافي وحتى في إدارة الحكم.
طالع أيضا: المصحف الأول في تاريخ الإسلام ورحلته إلى الأندلس
وكان المثقفون يلجأون إلى سرقسطة هرباً من تحارب الطوائف والفتن التي راحت تدب في الجنوب الأندلسي، ويلجأ إليها النصارى واليهود والقوط من الشمال فيجدون فيها مستقراً آمناً للعيش فقد كان لها نوع من الاستقلالية. هذا وقد انتشرت الكثير من القرى الجديدة والبلدات العربية الإسلامية حول المدينة بفضل حسن التخطيط الإداري وشق قنوات المياه.
صارت سرقسطة في أوائل القرن الرابع مركزاً لسلاطين بني تجيب الذين حكموها إلى مابعد انهيار الخلافة. وقيام دول الطوائف بقليل حتى سنة 430هـ/1039م، ثم خلفهم في حكمها بنو هود .غدت سرقسطة في ظلهم قاعدة لمملكة قوية من ممالك الطوائف نحو ثمانين عاماً، حتى سقوطها في يد الفونسو الأول ملك اراغون عام 512هـ/1118م.
طالع أيضا: أين يمكن أن تجد المنتجات العربية واللحوم الحلال في إسبانيا؟
كان لموقع سرقسطة في الشمال الشرقي بعيداً عن قلب المملكة الإسلامية وقربها من المناطق المسيحية وسقوطها المبكر في ايدي القوات المسيحية تاثير واضح في اختفاء معالمها العربية الإسلامية.
تابعو آخر أخبار إسبانيا على جوجل أخبار
موقع إسبانيا بالعربي