أصلها عربي.. تعابير وأمثال شعبية إسبانية لا تزال متداولة إلى اليوم
انتسب، فيديريكو كوريينتي قرطبة، (الملود في غرناطة سنة 1940) إلى الأكاديمية الملكية للغة بخطاب انتقد فيه “الافتقار الخطير للتعاطف” مع جيران “شرق أو شمال إفريقيا” وتداعيات ذلك على الدراسات اللغوية لا سيما العربية وصلتها باللغة الأسبانية.
ونال المستعرب الإسباني، فيديريكو كوريينتي، يوم شهر ماي 2018 مرتبة كرسي “K” في الأكاديمية الملكية الإسبانية للغة، وهو مكانة جد مرموقة، ويرمز إلى الكرسي الذي كانت الكاتبة ،آنا ماريا ماتوت، تحتفظ به حتى وفاتها في 25 يونيو 2014، والتي خصص لها فيديريكو الجزء الأول من خطابه حول “استقصاء العربية في اللغة القشتالية في السجلات العادية والفلكلورية والمنخفضة”.
أكد كورينتي أن هناك “جهلا طوعيا بالجار الشرقي لإسبانيا”، الذي غالبا ما يكون محبوبا، أو في بعض الأحيان يكاد يعتبر عدوا، مشيرا إلى العواقب المأساوية “التي كان لهذا الموقف ولا يزال يسببها” في إدارة القوى الغربية المهيمنة لأهم مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط”.
الأكاديمي الذي عاش في مصر والمغرب، أجرى مراجعة تاريخية لتأخر الدراسات الشرقية في إسبانيا وأكد أن “المستعربين الجامعيين والنخبة” يفتقرون منذ عقود “إلى الاتصال بواقع العالم العربي والإسلامي”.
سمى كوريينتي “بعض أعراض الانفصال التقليدي” للمستعربين عن التخصصات اللغوية في إسبانيا، مثل كون أول عمل مهم حول علاقة الإسبان بالعرب كتبه دوزي وإنجلمان الهولنديين، أو عدم وجود قاموس عربي-إسباني جيد حتى عام 1997.
من الدراسات الحديثة حول أصل الأصل العربي للكثير من الأمثال والحكم القشتالية، والتي قُدرت بحوالي ألفي مثل أو تعبير، يميز كوريينتي بين تلك التي لديها سجل مرتفع أو متوسط أو منخفض، وفقا لقبولها الاجتماعي.
من بين الأمثال والتعابير الموجودة في السجل المتوسط، أشار كوريينتي إلى عبارات معينة تكررت في مآثر أو أقوال قشتالية معروفة، على الرغم من كونها غير مفهومة حاليا أو سخيفة لغويا، مثل ‘a troche moche’ و’a trancas y barrancas’ و’dormir la mona’ أو “anda la osa”.
“نجد أيضا العديد من التعابير، التي لم يلاحظها أحد بشكل عام، بسبب طابعها الفلكلوري، في الأغاني الشعبية وأغاني الأطفال، بدءا من اسم النانا والعبارة الأولى “nana، nanita” (من العربية الأندلسية nám، nám، nám inta “وهي تعني بالعربية صيغة أمر للصبي كي ينام نم، نم، أنت)، وهي بعض العبارات التي يمكن أن تعلمها العديد من المربيات الأندلسيات اللائي عملن في منازل النبلاء المسيحيين والنبلاء بعد استرداد الأندلس من المسلمين.
في السجل المنخفض، أشار المستعرب الإسباني كوريينتي إلى تأثير اللغة اليومية لعمال البغال الأندلسيين في اللغة الإسبانية القشتالية الحديثة، مثل الشتائم والكلام النابي.
في هذه الفئة، ذكر المستعرب الإسباني، هناك العديد من الأمثال والتعابير التي تعتبر اليوم مقبولة اجتماعيا مثل “caramba” و”arrumiaco” و “gilí” أو “herre que herre”، بالإضافة إلى تعابير أخرى تطورت من خلال المثل أو التعبير العربي إلى كلمات شعبية بأشكال وقحة للغاية في القشتالية الحالية.
من بين الاصطلاحات الشرقية للعديد من الكلمات والانعطافات في الإسبانية، سلط كوريينتي الضوء أيضا على بعض التعابير الإيرانية مثل “talibán” و”chador” أو turquismos مثل “tiburón” أو “birlibirloque” (ربما تم اختصاره من beylerbeyilik buyuruklar) (Yla) “بأمر من الحكومة”).
كل هذا يظهر، كما خلص الأكاديمي، أن بقايا اللغة العربية في النظام اللغوي والموروث الثقافي الإسباني “ليس جزءا صغيرا من اللغة معرض طريق الانقراض أو حتى الركود، بل هو حاضر وسيظل كذلك في اللغة الإسبانية”.