أين كان العثمانيون عندما سقطت دولة الإسلام في الأندلس؟
أخبار إسبانيا بالعربي – بذلت الدولة العثمانية الكثير من المحاولات لنجدة الأندلس، وللتوضيح أكثر لا بد لنا من أن نفهم طبيعة الدولتين وأحوالهما في تلك المرحلة، ففي الوقت الذي كانت دولة بني عثمان تشق طريقها لتعلن عن نفسها وترفع الراية بعدما كادت أن تسقط في أواخر الحكم العباسي مع بدايات القرن الخامس عشر الميلادي كانت دولة الأندلس في الغرب تسارع نحو الانهيار.
طالع أيضا: من هو عبد الرحمن الغافقي بطل معركة بلاط الشهداء؟
وقد كان من المتوقع انتهاء حكم مسلمي الأندلس قبل هذا التاريخ بمئات الأعوام لولا المساعدات الخارجية التي كانت تأتيهم من الدول الإسلامية في شمالي إفريقيا، فقد قامت دولة “المرابطين” بنجدتهم ضد “ألفونصو” السادس ملك قشتالة، ثم جاءت مساعدات دولة “الموحدين” بعد ذلك، وبقيت أسرة الموحدين في الأندلس حتى انتصار ألفونصو الثامن عليها في معركة “نافاس دي طولوسا”.
- الدولة العثمانية كانت تبدأ مجدها وتحارب على عدة محاور لإثبات نفسها وتخوض معارك طاحنة ضد أوروبا في الغرب والدولة الصفوية الشيعية في الشرق.
- الطبيعة الجغرافية: حيث المسافة كبيرة جدا بين غرناطة والقسطنطينية، وهذا جعل وصول الجيش العثماني إلى الأندلس وعبوره كافة هذه الحواجز أمرا يشبه المستحيل، إضافة إلى التحالف الصليبي الأوروبي ضد العثمانيين وإغلاق الإسبان لمضيق جبل طارق.
طالع أيضا: معركة العقاب.. كيف قضى ملوك إسبانيا على دولة الموحدين بالأندلس؟
ولو صرفت الدولة العثمانية كل طاقتها وحاولت الوصول بَرًّا إلى الأندلس (وهذا ما لا يتوقعه عاقل) لكان عليها محاربة العديد من الدول الأوربية لعشرات الأعوام، هذا علمًا بأن الدول الأوربية كانت قد قطعت كل صلة لمسلمي الأندلس مع البحر الأبيض المتوسط، كما سدُّوا مضيق جبل طارق ليمنعوا وصول أي نجدة إليهم من الدول الإسلامية.
- الدولة العثمانية على الرغم من مشاكلها الكثيرة كانت الدولة الإسلامية الوحيدة التي مدت يد العون لمسلمي الأندلس على قدر طاقتها، ودخلت من أجلهم في حالة حرب مع دول عدة؛ بينما توقّفت عن ذلك الدول الإسلامية الموجودة في شمالي إفريقيا، كالدولة الحفصية في تونس، والدولة الوطاسية في المغرب.
- لسوء حظ مسلمي الأندلس فقد كانت الدولة العثمانية تمر بظروف قاسية جدًّا، كما كان بعد المسافة، وعدم وجود طريق برّي مباشر إليها يزيد من حدة المشكلة ويعقدها.
- تزامن سقوط الخلافة في الأندلس مع تولي السلطان (بايزيد) لأمر الدولة العثمانية، الذي كان يعاني في هذه الفترة من عدة صراعات، سواء مع أخيه (جم) الذي كان يريد الحكم لنفسه، أو مع المماليك والبنادقة والصفويين وغيرهم مما جعله يجد صعوبة في إرسال أيً من مجاهدي الدولة العثمانية إلى الأندلس، ومع ذلك بذل ما في وسعه فأرسل أسطولاً بحريًا بقيادة كمال رايس لنقل المسلمين التاركين بيوتهم، والهائمين على وجوههم من الأندلس إلى شمال إفريقيا حيث بدأت المقاومة حركة الجهاد البحري.
طالع أيضا: معركة الخندق.. الخليفة الناصر الأموي بين النصر والهزيمة!
الدولة الصفوية في إيران كانت بمثابة خنجر في ظهر الدولة العثمانية، فالعديد من المحاولات كادت أن تنجح لولا غدر الصفويين وطعنهم للعثمانيين من الخلف ومهاجمة عاصمتهم، وعندما تولى سليمان القانوني أعظم سلاطين الدولة العثمانية الحكم جهز جيش قوامه مئتا ألف، وحاول الوصول إلى الأندلس عن طريق فيينا، ولكنه لم يكمل المسير بسبب مهاجمة الصفويين الشيعة لعاصمة الخلافة العثمانية
موقع إسبانيا بالعربي