ادعاء المثالية على فيسبوك يصيب بالتعاسة والأمراض
أظهر بحث جديد أن الكذب على النفس وعلى الآخرين عبر وسائط التواصل الاجتماعي، ربما يجعل الإنسان تعيسًا، ويؤثر سلبيًا على صحته.
ووفقا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، فقد توصلت دراسة أعدها باحثون من جامعة كولومبيا إلى أن الأشخاص الذين يتسمون بالصدق ويقدمون صورة دقيقة عن أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي هم أكثر سعادة.
وقالت الباحثة إيريكا بيلي، طالبة دكتوراه في جامعة كولومبيا بنيويورك: “ربما تكون هناك فوائد نفسية مرتبطة بكون الشخص يعبر عن نفسه بصدق”.
وتنطبق النتائج على جميع الأشخاص، بغض النظر عن كون المستخدم ذكراً أو أنثى.
الرضا عن النفس
تستند النتائج إلى تحليل بيانات من 10560 عضواً على فيسبوك على مدار ست سنوات بين عامي 2007 و2012. يستخدم ما يقرب من ثمانية من كل عشرة أميركيين واثنان من كل ثلاثة بريطانيين وسائل التواصل الاجتماعي، معظمهم على أساس يومي.
وأكمل المشاركون سلسلة من الاختبارات لقياس سمات شخصيتهم، بما في ذلك الانبساطية والقبول والضمير والعصابية والانفتاح. ثم قارن فريق الباحثين كل متطوع بتنبؤ حاسوبي بشخصيته بناءً على إعجاباتهم واللغة المستخدمة في تحديثات الحالة الخاصة بهم على فيسبوك.
وتبين أن أولئك الذين تتطابق سماتهم الشخصية الواقعية بشكل أفضل مع تلك التي عرضوها على صفحاتهم على فيسبوك كانت لديهم مستويات أعلى من الرضا عن الحياة.
عالم اصطناعي
قالت الباحثة بيلي: “يمكن أن تبدو وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها عالم اصطناعي تتكون فيه حياة الناس بالكامل من إجازات غريبة وصداقات مزدهرة ووجبات صحية جذابة”.
وفي الواقع، إن هناك صناعة كاملة مبنية على رغبة الناس في تقديم صور مثالية عن أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي. فعلى سبيل المثال، تتيح، التطبيقات الشائعة مثل فيستيون، للمستخدمين تعديل كل شيء عن أنفسهم، بداية من لون البشرة وتصفيف الشعر وغزارته إلى تضخيم حجم ميزاتهم المادية.
“المثالية الذاتية”
وتماشيًا مع “منظور المثالية الذاتية” هذا، أظهرت الأبحاث أن التعبير عن الذات على منصات التواصل الاجتماعي غالبًا ما يكون مثاليًا ومبالغًا فيه وغير واقعي، أو بكلمات أخرى كما تقول الباحثة بيلي: “إن مستخدمي الوسائط الاجتماعية غالبًا ما يعملون كمنسقين افتراضيين لأنفسهم عبر الإنترنت، حيث يقومون بإعادة تنظيم أو تحرير المحتوى الذي يقدمونه للآخرين”.
المصدر: العربية