إسبانيا ترد على المغرب: “نرفض الهجوم على حدودنا بسبب الخلافات في السياسة الخارجية”
اخبار اسبانيا بالعربي/ قالت صحيفة “الباييس” أن الحكومة الإسبانية قد عبّرت عن استيائها الشديد من المغرب، الذي حاولت معه الحفاظ على علاقة جيدة حتى الأزمة الأخيرة في سبتة. ورفض رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، علانية، هذا الإثنين، بيان وزارة الخارجية المغربية الذي أقر فيه بأن جذور الأزمة مع إسبانيا تعود لمسألة الصحراء الغربية، بالإضافة إلى اعتراف المغرب بأن الخلاف الدبلوماسي لم يبدأ مع وصول زعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا وبالتالي لن ينتهي بمغادرته.
وقال رئيس الحكومة الإسبانية أنه “إذا كان ما قاله وزير الخارجية المغربي هو أنه استخدم الهجرة، أي الاعتداء على الحدود الإسبانية من قبل أكثر من 10000 مغربي في 48 ساعة، بسبب الخلافات في السياسة الخارجية، بالنسبة لنا ذلك غير مقبول، وبالتالي نحن نرفض هذا البيان”، وفق ما ذهب إليه سانتشيث الذي تحدث بنبرة غاضبة في المؤتمر الصحفي بعد القمة الثنائية بين بولندا وإسبانيا في الكالا دي إيناريس (مدريد).
وأضاف رئيس الحكومة الإسبانية أنه “من غير المقبول أن يلجأ بلد ما إلى الهجوم على حدود البلد الآخر، بحيث يدخل 10000 مهاجر في أقل من 48 ساعة في مدينة إسبانية مثل سبتة، بسبب خلافات واختلافات وتناقضات في السياسة الخارجية”.
وتذكر صحيفة “الباييس” أن الحكومة الإسبانية كانت واضحة جدا منذ اللحظة الأولى بالتأكيد على أن الأزمة مع المغرب ستستمر وأن المشكلة الأساسية هي الموقف الإسباني بشأن الصحراء الغربية. وبدأ التوتر يطفو على السطح عندما اعترف دونالد ترامب، بسيادة المغرب على هذه المستعمرة الإسبانية السابقة مقابل موافقة الرباط على التطبيع مع إسرائيل. منذ ذلك الحين، وفق ما ترى إسبانيا أن المغرب يريد من دول الاتحاد الأوروبي الكبيرة الحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية. ولهذا قطعت العلاقات في مارس مع ألمانيا، والآن اصطدمت بإسبانيا. كلا البلدين مازالا حازمين في فكرة عدم الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية والمراهنة على الحل التفاوضي للنزاع الذي تدافع عنه الأمم المتحدة. وهكذا تفترض إسبانيا أن الأمور ستكون صعبة مع المغرب لفترة طويلة، وأطلق سانتشيث رسالة مزدوجة: من ناحية السعي لإعادة الدفء للعلاقات مع عدم التلويح بفرض أية عقوبات أو الصيغ العدوانية، ولكن من ناحية أخرى الحزم في الدفاع عن الحدود الإسبانية، ورفض استعمال الأطفال ورميهم في البحر للضغط على إسبانيا، وفق صحيفة “الباييس”.
وفيما يتعلق بهذه النقطة الأخيرة، تحظى إسبانيا بدعم الاتحاد الأوروبي بأكمله، بما في ذلك فرنسا، القريبة دائما من المغرب. هذا هو السبب في أن سانتشيث يشعر بقوة لرفض هذا البيان الأخير بشكل قاطع، خاصة وأن المغرب يعترف علنا بما كان معروفا للجميع، أي أنه فتح الحدود للضغط من أجل تغيير موقف إسبانيا بشأن الصحراء الغربية، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لمدريد.
المصدر: الباييس/ موقع إسبانيا بالعربي.