إسبانيا تطلق القمر الصناعي الأكثر تطورا في أوروبا والناتو سيستخدمه للاتصالات العسكرية

إسبانيا بالعربي ـ القمر الصناعي العسكري الإسباني المبتكر SpainSat NG I، وهو أكبر مشروع فضائي إسباني سيوفر اتصالات أكثر أمانا للقوات المسلحة الإسبانية والدول الحليفة وحلف شمال الأطلسي، يسافر بالفعل إلى وجهته في مدار ثابت جغرافيا، على بعد 36000 كيلومتر من الأرض. وانطلقت المركبة الفضائية يوم الأربعاء 30 يناير من قاعدة كيب كانافيرال (فلوريدا، الولايات المتحدة) على متن صاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس، كما كان مخططا في الساعة 2:34 صباحا بتوقيت شبه الجزيرة الإسبانية. علاوة على ذلك، بعد نصف ساعة من إطلاقه، انفصل القمر الصناعي عن الصاروخ، وبدأ العمل بشكل مستقل، وبعد وقت قصير من ذلك أصبح من الممكن استقبال إشاراته من الأرض.

ومن المهم أن نذكر أن القمر الصناعي SpainSat NG I يستقبل ترددات النطاق X (العسكري) وKa وUHF للعمل كتكنولوجيا مزدوجة، حيث يتم دعم هذه النطاقات الترددية الثلاثة على هوائي قمر صناعي واحد.

هوائيات النطاق X التي تم تطويرها في إسبانيا

محمي ضد النبضات الكهرومغناطيسية التي قد تولدها انفجار نووي محتمل في الغلاف الجوي العلوي، وهو قادر على تحديد الموقع الجغرافي لجميع أنواع التداخل القادمة من أي نقطة على الأرض والدفاع عن نفسه ضدها.

ويبلغ ارتفاع هذا القمر الصناعي 6.7 متر وعرضه 2.7 متر، وأهم ابتكاراته هو هوائيات الإرسال والاستقبال النشطة ذات النطاق X، وهي فريدة من نوعها في أوروبا.

تم تطويرها من قبل شركة Airbus Defense&Space Spain، وهي قادرة على تحديد منطقة التغطية بدقة تامة، كما لو كانت مرسومة بقلم رصاص. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامها لتحديد الموقع الجغرافي لكل إشارات الأرض بدقة شديدة.

وسوف يحل القمر الصناعي محل القمر Xtar-EU، الذي لا يزال يعمل على الرغم من أنه تجاوز بالفعل عمره الإنتاجي، والذي سيتم إيقافه في مدار المقبرة بمجرد أن يأخذ القمر الصناعي SpainSat NG I مكانه في المدار الثابت بالنسبة للأرض.

نجاح وطني

وقالت وزيرة الدولة للدفاع، أمبارو فالكارسي، إن إطلاق القمر الصناعي “نجاح للبلاد” وسلطت الضوء على قرار إسبانيا بالالتزام بمثل هذا الهدف المهم في مجال الابتكار التكنولوجي.

وكانت كاتبة الدولة للدفاع على رأس الوفد الكبير الذي حضر حفل الإطلاق على الهواء مباشرة من كيب كانافيرال، والذي ضم أيضا الأمين العام للاتصالات، ماتياس غونزاليس مارتين؛ رئيس أركان البحرية، الأدميرال أنطونيو بينيرو؛ ورئيس أركان القوات الجوية والفضائية الجنرال فرانسيسكو براكو.

وكان حاضراً أيضاً في هذه المهمة المدير العام للمعهد الوطني لتكنولوجيا الفضاء خوليو أيوسو؛ قائد القيادة المشتركة للفضاء الإلكتروني، نائب الأدميرال فرانسيسكو خافيير روكا؛ وكذلك رئيس مجلس إدارة شركة Hisdesat والمدير العام لها، الأدميرال سانتياغو بوليبار وميغيل أنخيل جارسيا بريمو، على التوالي، من بين آخرين.

القمر الصناعي الأكثر تقدما في أوروبا

وأكد مسؤولو شركة “هيسدسات” أن هذا القمر الصناعي هو الأكثر تقدما على الإطلاق الذي تم بناؤه في أوروبا، وهو على قدم المساواة مع الأقمار الصناعية الأكثر حداثة تطورا في العالم، أي تلك التي وضعتها الولايات المتحدة في المدار.

قام تحالف تقوده إسبانيا (بحصة تزيد عن 40%)، مع أقسام إسبانية وفرنسية لشركتي إيرباص وتاليس، بتطوير وتصنيع SpainSat NG I.

وبلغت التكلفة الإجمالية للبرنامج حوالي 2 مليار يورو، ساهمت وزارة الدفاع منها بنحو 1.3 مليار يورو. كما شاركت في المشروع وزارة الصناعة والسياحة من خلال قرض قابل للسداد، ووزارة العلوم والابتكار والجامعات.

الناتو: زبون القمر الصناعي

وسيخدم القمر الصناعي القوات المسلحة الإسبانية، ولكن أيضا حلف شمال الأطلسي بفضل التقدم التكنولوجي الذي يتضمنه، والذي سيضع إسبانيا، إلى جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا، في النادي المختار للدول التي تلبي متطلبات التحالف الصارمة ومعايير الأمان لتزويد الحلف باتصالات آمنة.

وقال غاريدو، الذي أقر بأن الحلف “ينتظر بفارغ الصبر” “ستكون هذه هي المرة الأولى التي نقدم فيها الخدمة لحلف شمال الأطلسي وسنفعل ذلك منذ اليوم الأول عندما يصبح القمر الصناعي جاهزا للتشغيل” لأن الاتفاق تم توقيعه بالفعل.

وسوف يغطي القمران، مع توأمه، SpainSat NG II، الذي من المتوقع إطلاقه إلى الفضاء في أكتوبر المقبل، ثلثي الأرض، من دنفر (الولايات المتحدة) إلى سنغافورة، في القارة الآسيوية.

وعلى الرغم من تأخر البرنامج عن التوقعات الأولية لمدة عام بسبب جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا التي تسببت في تعطيل سلاسل التوريد ومضاعفة أوقات التسليم، إن لم تكن تضاعفها ثلاث مرات، فإن مسؤولي Hisdesat يصنفون البرنامج على أنه “نجاح كامل”.

مراقبة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع

وسيكون مركز التحكم، الذي يقع في مدينة أويو دي مانثاناريس في مدريد، مسؤولا عن إدارة القمرين الصناعيين من الأرض. وسيتولى التشغيل 70 مهندسا، وسيرتفع هذا العدد إلى 120 مهندسا بحلول عام 2027، على مدار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع. وهم مستعدون للتعامل مع أي طارئ قد ينشأ.

الهدف النهائي هو أن تبقى الأقمار الصناعية ضمن المدار الذي ستتواجد فيه وتعمل بشكل طبيعي تماما.

يقع المركز على قطعة أرض قدمتها وزارة الدفاع في قلب الحديقة الإقليمية لحوض مانثاناريس العلوي، وهو موقع “مثالي” بسبب “نظافة الطيف الكهرومغناطيسي ورؤيته الجغرافية الثابتة الجيدة”، وفقا لـ الى المسؤولين عن Hisdesat.

وتحتل هذه المرافق، التي تغطي أكثر من 4300 متر مربع، موقع الصدارة في أوروبا وهي الأولى في إسبانيا ذات القدرة على تنفيذ مهام متعددة لتشغيل الأقمار الصناعية في أي مدار: منخفض (LEO)، ومتوسط ​​(MEO)، وثابت جغرافيًا (GEO).

المصدر: إسبانيا بالعربي.