إسبانيا تقرر الاعتراف بدولة فلسطين.. كل ما يجب أن تعرفه
أخبار إسبانيا بالعربي – إنها خطوة تاريخية. من المقرر أن تعترف إسبانيا رسميا بدولة فلسطين في 28 مايو. هذا ما أكده رئيس الحكومة بيدرو سانتشيث، الأربعاء، خلال ظهوره أمام الكونغرس، حيث أبلغ المجلس بأكمله بالقرار الذي سيعتمده مجلس الوزراء رسميا يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل. وأوضح سانشيز أيضا أن بلادنا ستتخذ هذه الخطوة جنبا إلى جنب مع شركاء أوروبيين آخرين مثل النرويج وأيرلندا.
وقال سانتشيث: “أود أن أبلغكم أنه بعد الاتفاق على القرار بين طرفي الحكومة، وتكرارا لمشاعر أغلبية الشعب الإسباني، ستوافق إسبانيا يوم الثلاثاء المقبل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الوزراء”. أُعلن وسط تصفيق مقاعد الحزب الاشتراكي العمالي وحزب سومار. ولم ترحب بهذا الإعلان المعارضة من حزب الشعب وفوكس ولا الشركاء الآخرين في السلطة التنفيذية، مثل ERC أو بوديموس.
ودافع سانتشيث عن أن “الوقت قد حان للوفاء بالتفويض الديمقراطي الذي منحه لنا البرلمان قبل عشر سنوات والذي كرره قبل شهرين عندما وافق على مبادرة حثتنا على القيام بذلك على الفور”. وطالب بسياسة خارجية “متماسكة وتحترم القانون الدولي” في كل من أوكرانيا وفلسطين.
لقد حان الوقت للانتقال من الأقوال إلى الأفعال، لنقول للفلسطينيين إننا معهم، وأن هناك أمل. وأضاف أنه بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يتم قصفهم، فإن الأرض والهوية الفلسطينية ستظلان موجودتين في قلوبنا، في الشرعية الدولية وفي مشروع عالم متناغم.
وبرر الرئيس الخطوة التي اتخذتها إسبانيا بالحاجة إلى السعي إلى “السلام والعدالة والتماسك. هناك ضمانة واحدة فقط للسلام: وجود دولتين تتعايشان مع ضمانات أمنية متبادلة كما تفعل الدول الأخرى في العديد من الأماكن الأخرى في العالم. وأضاف: “للتوصل إلى حل الدولتين، من الضروري أن يجلس الطرفان ويتفاوضان على قدم المساواة”.
وأعرب رئيس الحكومة عن أسفه لأن المجتمع الدولي حمل على عاتق الشعب الفلسطيني دينا تاريخيا على مدى عقود. لقد سمحنا بتجاهل قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات أوسلو والتقارير عن الانتهاكات المرتكبة في الأراضي المحتلة. ويجب أن تنتهي تلك السلبية. إن مبادرتنا لن تعيد للفلسطينيين الوقت أو الأرواح التي فقدوها. لكننا على ثقة من أنه يمنحهم الأمل والكرامة. فليكن من المفيد أن نقول لهم: نحن معكم وهناك ضوء في نهاية النفق”.
كما أبلغ سانشيز الكونجرس أن إسبانيا لن تتخذ خطوة الاعتراف بدولة فلسطين بمفردها. “لقد تبادلنا هذه الحجج مع مختلف الزعماء الأوروبيين ويسعدني أن أقول إن هذا الجهد قد أتى بثماره وأن إسبانيا سترافقها دول أخرى.” وأضاف: “بالخطوة التاريخية التي سيتم اتخاذها في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، ستنضم بلادنا إلى أكثر من 140 دولة في العالم تعترف بالفعل بدولة فلسطين”.
كما وجه رئيس الحكومة رسالة إلى إسرائيل بعد أن هاجم بشدة المجزرة التي ارتكبتها حكومة نتنياهو في غزة. وحذر من أن “هذا الاعتراف ليس ضد أحد”. كما أنها ليست في صالح حماس، كما يقول دعاة نتنياهو ويكرر نواب حزب الشعب وفوكس في محاولة مخزية لاستغلال ميزة سياسية أو لشيطنة المظاهرات الطلابية الشجاعة والمشروعة والمثيرة للإعجاب”.
وخلال ظهوره في الكونغرس، قال رئيس الحكومة إنه «بعد فترة، عندما يتوقف القصف» وينقشع «غبار الدبابات»، «سندرك أننا شهدنا، ربما من دون أن ندري، كل ذلك» وقال: “إنها واحدة من أحلك حلقات القرن الحادي والعشرين”، فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية في غزة. وختم: “عندما يحدث هذا، أريد أن يكون الشعب الإسباني قادرا على القول برؤوس مرفوعة وضمير مرتاح أنهم كانوا على الجانب الصحيح من التاريخ”.
ما يجب أن تعرفه حول اعتراف إسبانيا بفلسطين
١. يوجد إجماع في أوساط الطبقة السياسية الإسبانية حول حل الدولتين وتأييد إقامة دولة فلسطينية، إذا استثنينا حزب اليمين المتطرف فوكس.
٢. سنة 2010 وافقت الحكومة على رفع مستوى تمثيلية السلطة الفلسطينية بمدريد إلى بعثة دبلوماسية. ومنذ أكثر من عشر سنوات وبرنامج الحزب الاشتراكي الإسباني يتضمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
٣. سنة 2011، دعمت الحكومة الإسبانية اليمينة (يمين الوسط) عضوية فلسطين في منظمة اليونسكو.
٤. في نوفمبر 2014، صوت البرلمان الإسباني بالإجماع على قرار يدعو الحكومة إلى الاعتراف بدولة فلسطين. كان حينها اليمين المحافظ هو المسيطر على البرلمان والحكومة يقودها ماريانو راخوي. صوتت جميع الأحزاب لصالح القرار.
٥. سنة 2018، اقترح وزير الخارجية الإسباني آنذاك، جوزيب بوريل (مفوض السياسة الخارجية الحالي للاتحاد الأوروبي) على منح الاتحاد مهلة للاعتراف الجماعي بالدولة الفلسطينية. وإذا لم يكن هناك اتفاق، تعترف كل دولة على حدى بشكل فردي في التوقيت المناسب لها.
٦. في اتفاق تولي بيدرو سانتشيث رئيسا للحكومة الإسبانية الحالية، اشترط حزب سومار (أقصى اليسار) الاعتراف بالدولة الفلسطينية لمنحه الثقة. وبعد تلكؤ سانتشيث وتأخره، شرع الحزب في الضغط عليه ومنحه مهلة لتطبيق الاتفاق.
٧. أثمرت ضغوط حزب سومار الحليف في الحكومة عن تحديد سانتشيث يوم 28 مايو للاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.
٨. في آخر استطلاع للرأي أجراه معهد إل كانو المرموق، عبر أكثر من 78% من الإسبان عن تأييدهم لحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
٩. تكالبت الهزائم القانونية والدبلوماسية على حكومة نتنياهو المتطرفة. فبعد تقديم المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية طلبا بدراسة إمكانية متابعة نتنياهو وغالانت، جاء الاعتراف الجماعي الأوروبي بفلسطين.
١٠. الاعتراف الجماعي له وقع خاص ونصر رمزي لفلسطين وهزيمة سياسية لإسرائيل.
١١. تعترف حاليا بفلسطين 8 بلدان من الاتحاد الأوروبي. وبعد اعتراف إسبانيا، إيرلندا والنرويج سيرتفع عدد البلدان إلى 11 دولة أوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية.
المصدر: إسبانيا بالعربي.