قبل يوم واحد من الانتخابات العامة في ألمانيا، حدد ثلاثة من المرشحين الأربعة البارزين مواقفهم بشأن الهجرة غير النظامية والعنصرية في حدث متلفز، حيث أجابوا على أسئلة الناخبين.
دافع أولاف شولتز، المستشار الحالي وزعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي، عن إجراءات حكومته للحد من الهجرة غير الشرعية، فيما اقترحت مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف أليس فايدل إغلاق الحدود والتفاوض مع طالبان لترحيل المواطنين الأفغان. كما أعرب وزير الاقتصاد والمرشح عن حزب الخضر روبرت هابيك إلى تشديد الضوابط دون إغلاق الحدود بشكل كامل.
وقال شولتز إن الضوابط المؤقتة على الحدود أدت إلى تقليص وصول المهاجرين غير النظاميين بنحو 100 ألف شخص في عام 2024، وإن هدفه هو تقليص هذا العدد بنفس العدد في عام 2025. كما أكد على الحاجة إلى تسريع عمليات ترحيل الأجانب ذوي السجلات الإجرامية ودعم الاتفاق الأوروبي بشأن الهجرة واللجوء.
من جانبه، وصفت فايدل منطقة شنغن بأنها فاشلة، وقالت إن حزبها سيوقف الهجرة غير الشرعية بإجراءات أكثر صرامة. وقالت “سنوقف الهجرة غير الشرعية، وسنؤمن الحدود”، على الرغم من أن موقفها أثار الشكوك بين بعض الناخبين الحاضرين في الحدث.
ودعا هابيك إلى اتباع نهج أكثر توازناً، واقترح تسجيل جميع طالبي اللجوء على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي للتخلص من أولئك الذين ليس لديهم فرصة للقبول. وشدد أيضاً على ضرورة محاربة العنصرية في المنظومة التعليمية.
وقد حدد النقاش حول الهجرة والعنصرية نبرة الحملة، حيث زعم شولتز أن الإدارة الفعالة للهجرة غير النظامية تشكل مفتاحا لضمان القبول الاجتماعي للهجرة الماهرة. لكن فايدل تجنب الرد بشكل مباشر على اتهامات كراهية الأجانب الموجهة ضد حزبه.
ميرز يتوقع الفوز ويرفض الاتفاقات مع حزب البديل من أجل ألمانيا
وبينما كان المرشحون الثلاثة الآخرون يتناقشون على شاشات التلفزيون، كان زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والمفضل في استطلاعات الرأي، فريدريش ميرز، يحتفل في ميونيخ بما يعتبره انتصارا مؤكدا. وفي آخر تجمع انتخابي له، قال إن “ائتلاف أولاف شولتز سيصبح في غضون ساعات قليلة شيئا من الماضي” واستبعد إمكانية تشكيل أغلبية يسارية جديدة في ألمانيا.
وبحسب استطلاعات الرأي، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميرز قد يشكل حكومة مع الديمقراطيين الاجتماعيين أو الخضر، بحصوله على ما يقرب من 30 % من الأصوات. لكن السياسي المحافظ انتقد هابيك بشدة بسبب الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد، وأكد رفضه للتحالف مع دعاة حماية البيئة. كما استبعد شريكه في ولاية بافاريا ماركوس سودر، زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU)، أي اتفاق مع حزب الخضر وأعرب عن معارضته لليبراليين.
وأكد ميرز أيضا على ضرورة تعزيز موقف ألمانيا في الاتحاد الأوروبي وعلى الساحة الدولية في مواجهة روسيا والصين والولايات المتحدة. وفيما يتعلق بسياسة الهجرة، وعد بتشديد القواعد وقال إن حزبه لن يعقد اتفاقا مع أي جهة غير مستعدة لتغيير النظام الحالي. ومع ذلك، استبعد أي نوع من المفاوضات مع حزب البديل من أجل ألمانيا.
احتجاجات ضد اليمين المتطرف في برلين عشية الانتخابات
وبالتوازي مع فعاليات الحملة، شهدت برلين مظاهرة مضادة ضد التطرف اليميني، شارك فيها أكثر من ألف شخص، بحسب الشرطة. وتجمع المتظاهرون ردا على مسيرة للنازيين الجدد جمعت نحو 100 مشارك.
وامتدت الاحتجاجات أيضًا إلى هامبورغ، حيث كان من المتوقع أن يشارك ما يصل إلى 65 ألف شخص في مسيرة ضد اليمين المتطرف. حاملين لافتات تحمل شعارات مثل “الكراهية ليست بديلاً!” ورفعت لافتات كتب عليها “لا نتسامح مع التعصب” في كلتا المدينتين.
ومن المتوقع أن يصبح حزب البديل من أجل ألمانيا ثاني أكبر قوة بنسبة تتراوح بين 20 و21% من الأصوات، وهو ما يعني أن الحزب اليميني المتطرف من الممكن أن يضاعف نتيجته في عام 2021 (10.3%). إذا تمكن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي من تشكيل حكومة بدونهم، فإن حزب البديل لألمانيا سوف يصبح أكبر قوة معارضة في البوندستاغ.
ستحدد انتخابات الأحد المقبل مستقبل ألمانيا السياسي، مع احتمال تشكيل حكومة محافظة جديدة بعد ثلاث سنوات من حكم ائتلاف يسار الوسط عقب نهاية عهد المستشارة المحافظة أنجيلا ميركل التي ظلت في السلطة لمدة 16 عاما.
إسبانيا بالعربي.
