صادر الحرس المدني 1.5 طن من الكوكايين في ألميريا، في أكبر عملية أمنية تُنفذها الشرطة على الإطلاق لمكافحة هذه المادة في هذه المقاطعة الأندلسية. كانت المادة مخبأة في منزل في لا بويبلا دي فيكار، وهي بلدة تابعة لبلدية فيكار (يبلغ عدد سكانها 28,835 نسمة)، وهو أحد العقارات التي فُتشت في عملية أسفرت عن اعتقال 16 شخصًا ومصادرة خمسة أسلحة وعدة مركبات ومبلغ نقدي قدره 22,000 يورو، من بين أشياء أخرى. وصرح نائب مندوب الحكومة في ألميريا، خوسيه ماريا مارتن، بأن هذه العملية “تاريخية” في إطار خطة كامبو دي جبل طارق الأمنية الخاصة لمكافحة الجريمة المنظمة.
بدأ التحقيق في 21 مايو/أيار، حسبما أفاد خيسوس ميراس، قائد الحرس المدني في مقاطعة ألميريا، يوم الجمعة. في ذلك اليوم، كشفت عملية نفذتها مجموعة “إل إيخيدو روكا” – وهي وحدة متخصصة في منع ومكافحة السرقات في المناطق الريفية، وكذلك في المزارع ومنشآت تربية الماشية – عن مزرعة داخلية للماريجوانا تضم ما يقرب من 500 نبتة في قرية لوساينينا التابعة لبلدية ألكوليا.
سمحت الوثائق التي عُثر عليها للمحققين بالتعرف على عدد من أعضاء عصابة إجرامية متخصصة في الاتجار بالمخدرات، وصفتها مصادر مقربة من التحقيق بأنها “منظمة بشكل مثالي”. وكان من بينهم زعيم العصابة، الذي أطلق عليه المجرمون الآخرون لقب “الزعيم” أو “الملك”، وهو ما تأكده المحققون خلال التحقيق.
قدم التحليل أيضًا أدلةً على نشاطٍ في عقارين آخرين. أحدهما في بيتشينا، حيث يُشتبه في وجود عملية زراعة غير قانونية أخرى نظرًا لوجود العديد من مكيفات الهواء واستهلاك الكهرباء المفرط. أما العقار الآخر، فهو منزل في لا موهونيرا تُباع منه المخدرات.
بمجرد أن تمكن عناصر الحرس المدني من تحديد هيكلية وطريقة عمل المنظمة – التي ينتمي معظم أفرادها إلى عائلة واحدة ويحملون الجنسية الإسبانية – شنّ الحرس المدني عمليةً لتنفيذ مداهمات متزامنة على منازل وشقق مختلفة في بلديات بيتشينا، وفياتور، وروكويتاس دي مار، ولا موهونيرا، وفيكار، وإل إيخيدو، شارك فيها نحو 120 عنصرًا. وأسفرت العملية عن اعتقال 16 شخصًا. وعُثر في الممتلكات على خمسة أسلحة نارية، وذخيرة عيار 9 ملم، ومبلغ نقدي قدره 22 ألف يورو، و24 ساعة فاخرة، وهواتف محمولة مشفرة، وموازين دقيقة، وجهاز تشويش لتحديد المواقع الجغرافية.
لكن المفاجأة الكبرى كانت اكتشاف المحققين مئات عبوات الكوكايين في أحد العقارات في لا بويبلا دي فيكار، يحمل العديد منها ملصقات مختلفة تُعرّف عادةً المشتري. بلغ وزنها الإجمالي حوالي 1500 كيلوغرام،
مما يُمثل أكبر عملية ضبط لهذا المخدر في ألميريا على الإطلاق. ولا يزال مصدر هذا المخدر – الذي يجري تحليله لتحديد نقائه – غير معروف حاليًا، وكذلك ما إذا كان مخصصًا للبيع بالتجزئة أو للتوزيع الدولي. وتُقدر قيمته في السوق السوداء بما يتراوح بين 45 و90 مليون يورو، اعتمادًا على ما إذا كان قد بِيعَ بالجملة أو بالتجزئة، بناءً على حسابات باستخدام السعر الذي حدده المرصد الإسباني للمخدرات والإدمان (OEDA) للكوكايين.
أوضح رئيس قيادة ألميريا، خوسيه أنطونيو كارفاخال، أن العملية، التي أطلق عليها إسم لوكينان (Lukenan) ونسقها قسم التحقيق في محكمة بيرخا الابتدائية رقم 2، هي جزء من خطة كامبو دي جبل طارق الأمنية الخاصة لمكافحة الجريمة المنظمة. وذكر أنه حتى الآن هذا العام، أدى هذا العمل إلى اعتقال 261 شخصًا والتحقيق معهم للاشتباه في تورطهم في الاتجار بالمخدرات أو تهريبها خلال 50 عملية. وقد أسفرت هذه العمليات عن مصادرة 132 سلاحًا ناريًا وما يقرب من نصف مليون نبتة ماريجوانا – تحديدًا 414307 – بالإضافة إلى 1420 كيلوغرامًا من الحشيش و1500 كيلوغرام من الكوكايين. كما أوضح كارفاخال أنه في العمل على تفكيك المنظمات الإجرامية المخصصة للاتجار بالمخدرات، تمت أيضًا مصادرة 86348 لترًا من البنزين و65 قاربًا و51 مركبة، بما في ذلك ثلاث حافلات.
إسبانيا بالعربي.
