العلاقات الأردنية الإسبانية
تُعد العلاقات الأردنية الإسبانية نموذجاً متميزاً من العلاقات الدولية التي تجمع بين الاحترام المتبادل والتعاون المثمر على مختلف الأصعدة. تمتد هذه العلاقة إلى الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، وتعكس مدى الانفتاح الذي يتمتع به كلا البلدين، وسعيهما لتعزيز الحوار الحضاري والشراكة المستدامة. في هذا السياق، برز الحضور الأردني في إسبانيا بشكل ملحوظ، سواء من خلال العاملات الأردنيات في مختلف المدن الإسبانية، أو من خلال الطلبة الأردنيين الذين يتابعون دراساتهم في أرقى الجامعات الإسبانية.
العلاقات السياسية والاقتصادية
تعود العلاقات الدبلوماسية بين المملكة الأردنية الهاشمية ومملكة إسبانيا إلى عقود طويلة من التعاون المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويحرص الجانبان على تبادل الزيارات الرسمية والتنسيق في المحافل الدولية، لا سيما في قضايا الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، ودعم جهود السلام في الشرق الأوسط.
اقتصادياً، تطورت الشراكة بين البلدين في مجالات عدة، من أبرزها الطاقة المتجددة، والسياحة، والتعليم، والاستثمار. كما أسهمت اتفاقيات التعاون الثنائي في تسهيل التبادل التجاري ودعم المشاريع المشتركة، خاصة في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة.
الوجود الأردني في المدن الإسبانية
يعيش في إسبانيا عدد متزايد من الأردنيين، ويتركزون في مدن رئيسية تتيح فرص عمل مناسبة، خاصة في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والخدمات. وتُعد العاملات الأردنيات من النماذج التي تعكس كفاءة المرأة الأردنية ومهنيتها العالية، حيث يعملن في مجالات متعددة، أبرزها:
مدريد: تضم العاصمة الإسبانية عدداً كبيراً من الأردنيين، خاصة في مجال التعليم والخدمات الصحية والمنزلية.
برشلونة: مركز اقتصادي وثقافي جذب العديد من العاملات الأردنيات، لا سيما في مجال الضيافة والرعاية المنزلية.
فالنسيا: مدينة ساحلية تتميز بنمو القطاع السياحي، مما فتح المجال أمام العديد من الأردنيين للعمل في الفنادق والمطاعم.
ملقا وإشبيلية: تحتضنان أيضاً أعداداً من العاملات الأردنيات، بالإضافة إلى طلاب جامعيين.
الطلبة الأردنيون في الجامعات الإسبانية
تحظى إسبانيا بجاذبية متزايدة للطلبة الأردنيين بفضل جودة نظامها التعليمي وتوفر البرامج الدراسية باللغة الإنجليزية في العديد من الجامعات، إضافة إلى المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة الإسبانية ومؤسسات التعليم العالي. من أبرز الجامعات التي يدرس بها طلبة أردنيون:
- جامعة مدريد المستقلة (Universidad Autónoma de Madrid)
- جامعة برشلونة (Universitat de Barcelona)
- جامعة غرناطة (Universidad de Granada)
- جامعة سرقسطة (Universidad de Zaragoza)
- جامعة فالنسيا (Universitat de València)
- جامعة كمبلوتنسي في مدريد (Universidad Complutense de Madrid)
- جامعة بومبيو فابرا في برشلونة (Universitat Pompeu Fabra
التبادل الثقافي والتعليمي
لعبت السفارة الأردنية في مدريد، والمراكز الثقافية الأردنية، دوراً كبيراً في تعزيز الروابط الثقافية بين الشعبين. كما تنظم الجامعات الإسبانية فعاليات ثقافية مخصصة للتعريف بالثقافة العربية والأردنية، مثل الأسابيع الثقافية وورش العمل والمهرجانات الفنية.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الجامعات الإسبانية بدأت بتدريس اللغة العربية، مما يدل على اهتمام أكاديمي وثقافي متبادل.
العلاقات الأردنية الإسبانية ليست مجرد شراكة دبلوماسية، بل هي علاقات إنسانية وثقافية واقتصادية راسخة تعززها حركة الأفراد والتبادل الأكاديمي والعمل. وقد استطاع الأردنيون المقيمون في إسبانيا، سواء طلبة أو عاملات، أن يكونوا جسراً حقيقياً للتواصل الحضاري بين المملكتين، مما يسهم في ترسيخ الصداقة التاريخية والمستقبلية بين الأردن وإسبانيا.
اعداد: عاطف أبوحجر- الأردن


