المكيفات الهوائية.. بين تلطيف الجو ونقل عدوى فيروس كورونا
في زمن كورونا اللعين، أصبح هاجس انتقال العدوى يلازم الجميع، التخوف هذه المرة ازداد مع ارتفاع درجات الحرارة. فالاعتقاد بأن فصل الصيف قد يكون بداية تراجع تفشي الفيروس لم يأت أكله. ومع الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة حمل الكثيرين لتشغيل المكيفات الهوائية قصد تحسين وتلطيف درجة حرارة الجو.
إن الاستعمال المكثف للمكيفات الهوائي تزامن مع الأصوات التي تتعالى هنا وهناك متحدثة عن إمكانية انتشار عدوى كوفيد 19 جراء تطاير القطرات الحاملة للفيروس خاصة إذا كان أحد المتواجدين داخل الغرفة التي تتوفر على المكيف الهوائي مصاب بالوباء.
التهوية في زمن تفشي كورونا
أتى فصل الصيف هذه السنة في ظل ظروف صحية استثنائية ومع ارتفاع درجات الحرارة قد يلجأ الكثيرون إلى استخدام المكيفات والمراوح حتى يستمتعون بجو منعش.
ويقوم المكيف سواء بوجود فيروس كورونا أو غيره بتدوير الهواء داخل الغرفة وسحبه ثم إعادة ضخه من جديد وهذا ماتقوم به التكييفات المركزية.
وبهذه الطريقة تنتقل قطرات الماء في جميع أنحاء الغرفة وبدل أن يكون المكيف وسيلة للراحة يصبح مهددا للصحة. لهذا ينصح بتهوية المكان لتفادي إمكانية انتشار العدوى.
فإذا كان هناك شخص مريض في المنزل، فإن فتح النافذة يصبح أمرا ضروريا لأن الهواء الخارجي وحده قادر على تخفيف القطرات الحاملة للفيروس داخل المنزل.
وأثار العديد من خبراء الصحة مخاوف بشأن استخدام أجهزة التكييف والمبردات خلال هذه المرحلة التي تعرف ارتفاعا شديدا لدرجات الحرارة، خاصة بعد أن استنتج باحثون أن المكيف الهوائي قد يساهم في نقل الرذاذ من المصاب إلى غيره.
إن أفضل طريقة لتفادي انتقال العدوى في الأماكن المغلقة هي فتح النوافذ لتجديد الهواء، يقول الطبيب، مسلم شعشوع، رئيس قسم الإنعاش والعناية المركزة بالمستشفى الأكاديمي غايسلسنغن بألمانيا، وهو مسؤول عن قسم علاج المصابين بكورونا أن “أي شيء يساعد على انتشار الهواء الذي
قد يخرج من رئة المصاب بإمكانه أن يعرض من هو موجود معه في نفس الغرفة إلى الإصابة بالعدوى، لذا
وجب ترك النافذة مفتوحة قليلا حتى يتجدد الهواء فقد يكون الحامل للفيروس قادم من منطقة تعتبر بؤرة للوباء وهنا احتمال انتقال الفيروس وراد جدا”.
لكن كيف يمكن أن نضمن استمتاعا آمنا بالمكيف في زمن كورونا؟
للإجابة عن هذا السؤال قصدنا تقني سامي في التبريد، سمير باسعيد، صاحب مؤسسة مصغرة بإسبانيا، والذي دخل عالم التبريد من خلال مزاولته تكوينا في أحد المعاهد الجزائرية سنوات التسعينيات قبل أن يغادر الجزائر نحو إسبانيا.
كيف كانت بدايتك؟
في الحقيقة تحصلت على شهادة تقني سامي في التبريد سنة 2009، وفي سنة 2014 اتصل بنا المعهد لإجراء تخصص آخر في التبريد الصناعي، وحصلت بعدها على شهادة تعادل مهندس تطبيقي في التبريد الصناعي.. اليوم نقوم بتركيب كل انواع المكيفات الهوائية تصليحها وصيانتها.
مع من يتعامل سمير؟
عملنا يقوم على التعاقد مع الشركات، الصفقات يتم توزيعها على المؤسسات الناشئة والمتوسطة، الجميع له الحق في الظفر بمشاريع وتبقى المنافسة سيدة الموقف، وطبعا التسعيرة تصنع الفارق.
عملنا مع المستشفيات، مخازن تبريد الفواكه، مكاتب المحامين والأطباء وطبعا المواطنين.
هل أثرت الجائحة على سير العمل؟
العمل أصبح صعبا نوعا ما، فنحن مطالبون باحترام التباعد الاجتماعي إذ لا يمكن تركيب المكيف والعائلة موجودة في المنزل، الإجراءات الاحترازية تستدعي تواجد شخص واحد ضمانا لسلامتهم وسلامتنا نحن أيضا.
في الحقيقة العمل لم يتوقف وإنما الظروف والمناخ الذي نعمل فيهما هما اللذان تغيرا.
تخيلي لو كان المكيف شغالا سنتنفس جميعنا هواءا واحدا واحتمال انتقال العدوى ممكن جدا لصعوبة المرحلة.
ويبقى أفضل أنواع المكيفات هو الذي يعتمد جزء منه على سحب الهواء من الخارج ودمجه مع الهواء في الداخل ،لكن في حال عدم توفر هذا النوع من المكيف الأفضل الاعتماد على التهوية الطبيعية.
وتكون تهوية المكان عن طريق فتح النافذة قليلا حتى يسمح بتجدد الهواء دون الإغفال عن تنظيف فلتر المكيف.
ونفس الشيئ بالنسبة لمكيف السيارة إذا كان الشخص الذي تصطحبه معك حاملا للفيروس دون أعراض واضحة وكانت النوافذ مغلقة إمكانية انتقال العدوى تكون كبيرة جدا.
أما في حال استعمال التكييف داخل السيارة، فمن الأحسن توقيف تشغيل زر إعادة تدوير الهواء خاصة إن كان هناك شخص في السيارة لا يمكن التحقق من إصابته بالفيروس من عدمه.
كلمة أخيرة لسمير
الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات هو السبيل الوحيد لاستمتاع آمن بالمكيف الهوائي خاصة إذا كان أحد الحضور غريبا ونجهل إن كان حاملا للفيروس أم لا، دون إغفال أهمية الصيانة الدورية للمكيف الهوائي مع تغيير الفلتر باستمرار وغسله للمحافظة على كفاءته ونجاعته صحيا في ظل هذه الجائحة
نادية دراجي/ إسبانيا بالعربي