الملك فيليبي السادس يرافع عن إقامة دولة فلسطينية لوقف دائرة العنف في الشرق الأوسط
اخبار اسبانيا ـ في موقف من المواقف النادرة التي يتحدث فيها ملك إسبانيا في السياسة الخارجية للبلاد، دافع الملك فيليبي السادس عن الاعتراف بدولة فلسطينية تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل باعتباره السبيل الوحيد لوقف دائرة العنف التي يعيشها الشرق الأوسط ومنع تكرارها في المستقبل. جاء ذلك خلال كلمته هذا الخميس في ختام مؤتمر السفراء بوزارة الخارجية، حيث أقر بأن “المأساة التي تعيشها غزة تهز الضمير الإنساني، كما هزها الهجوم الإرهابي” الذي نفذته حركة حماس ضد المدنيين في إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي اعتبره “الأسوأ في تاريخها”.
الانسجام مع موقف الحكومة
وجاءت تصريحات الملك فيليبي السادس متماشية مع موقف الحكومة الإسبانية، التي حذرت في العديد من المناسبات وعلى ألسنة العديد من كبار وزرائها من أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يلحق الضرر بالسكان المدنيين. وقد أصر الملك فيليبي السادس على أنه “يجب علينا إدانة ما حدث والعمل على الإفراج عن جميع الرهائن”، وكذلك المطالبة “باحترام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”، حسب تعبيره.
وأضاف الملك فيليبي السادس: “علينا أن نستمر في الإصرار على أنه بدون حل سياسي، يتضمن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، لن يكون من الممكن وقف دورة العنف هذه أو منع تكرارها”. وأشار الملك إلى أن “هذا هو الوعد الذي قطعه مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لمساعدة الأطراف على تحقيقه”.
الدبلوماسية من أجل السلام
وقد رحب الملك فيليبي السادس بكون شعار المؤتمر الثامن للسفراء هو على وجه التحديد “الدبلوماسية من أجل السلام”، مؤكدا أنه في سياق “تواجه فيه أوروبا والعالم مستقبلا غامضا حيث تتعرض قيم ومبادئ ديمقراطياتنا للتهديد” من خلال أعمال عدوانية مثل تلك التي قامت بها روسيا ضد أوكرانيا أو من خلال ظواهر مثل الإرهاب”، يجب أن يكون السلام هو “إحدى أولويات العمل الخارجي الإسباني” في عام 2024.
وخلال كلمته، أكد الملك فليبي السادس أن عمل السفراء “هو المفتاح لعكس الوضع في مواجهة اعتداءات مثل تلك التي عانت منها أوكرانيا، أو في مواجهة أزمات مثل تلك الموجودة في الشرق الأوسط، أو في مواجهة الصراعات وعدم الاستقرار في العديد من الأماكن في أفريقيا مثل منطقة الساحل، كما يشير.
وأضاف الملك فيليبي السادس “إن الدفاع عن الديمقراطية وسيادة القانون هي السمات المميزة لهذا المجتمع الذي نبنيه معا” ويشكل “صفات ضرورية للغاية وفي الوقت المناسب في هذه الأوقات التي يدور فيها نقاش دولي حول صحة القيم وأهميتها في العالم”، على حد وصفه.
وأشار الملك فيليبي السادس إلى أن الرحلات التي قام بها إلى الخارج في السنوات الأخيرة مكنته من التأكيد على أن إسبانيا “تتمتع بسمعة ممتازة وتحظى بالاحترام بسبب خلفيتها التاريخية والثقافية الغنية، ولكن قبل كل شيء، لأنها تمكنت من إيجاد طرق لتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والحفاظ على ثقل خاص في مختلف المناطق، دون الإغفال عن مراعاة احتياجات البلدان الأكثر هشاشة أو تلك التي تعاني من صعوبات خطيرة، كما ذكر العاهل الإسباني.
إحراج اليمين المتطرف
وتكتسب تصريحات الملك فيليبي السادس أهميتها من كونها تأتي من مؤسسة العرش المحسوبة تقليديا وسياسيا على اليمين ليس فقط في إسبانيا، بل في جميع أنحاء الغرب. ولم يسبق لأي مؤسسة ملكية في جميع أنحاء أوروبا التعبير عن موقف مؤيد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وبعد إعلان الملك فليبي السادس عن موقف يتماشى مع مواقف الحكومة اليسارية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحل الدولتين، سيجد اليمين المتطرف الإسباني ـ الذي زار زعيمه إسرائيل وأعلن تأييده اللامشروط لها ـ في موقف شبه معزول إعلاميا وسياسيا في الداخل الإسباني، مع المفارقة أن اليمين المتطرف ممثلا في حزب “فوكس” هو أشد المدافعين عن النظام الملكي والمؤسسة الملكية في البلاد.
المصدر: الصحافة الإسبانية/ إسبانيا بالعربي.