المنطقة العربية التي مازال اسمها ضمن أناشيد البحرية الأمريكية
أخبار إسبانيا بالعربي – أنشودة البحرية الأمريكية، و أسر سفينة فيلاديلفيا في ليبيا 1801م!!
باشا طرابلس يلقن أمريكا درسا، و يأسر سفينتها و بحارتها لأنها اعترضت على دفع الجزية في البحر المتوسط.
يوسف باشا القره مانلي (القره ماللي) (1766 – 1838) :
يعرف ب يوسف باشا أو باشا طرابلس (1795 -1832) و هو أشهر شخصية في سلالة القره ماللي التي حكمت (طرابلس) في ليبيا الحالية (1711 – 1835)، و عرف بأنه أول رئيس دولة يعلن الحرب على الولايات المتحدة المستقلة حديثا.
سبب الحرب بين الولايات المتحدة و الدولة العثمانية عام 1801م:
هو مخالفة البحرية الأمريكية أوامر والي طرابلس (القرمانلي) و عدم دفع الجزية كما كان وقتها، و قيام السفن الأمريكية بالدخول إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، بدون أخذ الإذن اللازم من البحرية العثمانية.
وقعت الحرب سنة 1801م و استمرت حتى عام 1805م و هي أول حرب تخوضها أمريكا خارج حدودها حين رفض الأمريكيون دفع الجزية للحاكم العثماني “يوسف باشا القرمانلي” نظير دخول الاسطول الأمريكي إلى البحر المتوسط …أدى ذلك إلى غضب الوالى الذي أمر بتكسير سارية العلم الأمريكي في السفارة الأمريكية في طرابلس ليبيا و إهانة السفير الأمريكى و طرده.
و قد قام القنصل الأمريكي في طرابلس بمقابلة الباشا عارضا احتجاج دولته الرسمي على الإهانة التي لحقت بالعلم الأمريكي، طلب اعادة البضائع التي سلبت من السفن الأمريكية، فقال له الباشا : «أيها القنصل لا توجد أمة أريد معها الصلح مثل أمتكم، و كل دول العالم تدفع لي ويجب أن تدفع لي أمتكم، «فقال القنصل : «لقد دفعنا لك كل ما تعهدنا به اليك و لسنا مدينين بشيء، فرد الباشا متهكما : «في ما يتعلق بالسلام قُمتم فعلا بدفع اللازم، أما في ما يتعلق بالمحافظة على السلام فلم تدفعوا شيئا».
.فأرسل الرئيس الأمريكي”توماس جيفرسون” -ثالث رئيس أمريكي- الأسطول الأمريكي لتأديب والي طرابلس يوسف قرمنلي على إهانته لأمريكا.
بدأت الحرب البحرية و لكنها سرعان ما انتهت بكارثة على أمريكا حيث تم محاصرة الأسطول الأمريكى وأسر أكبر سفنها و هي “السفينة فيلادلفيا” و إستسلام أكثر من 301 بحار على متنها….و حين عجزت أمريكا على إستعادتها أرسلت جواسيس و أحرقوها إلا أن الأمريكيين لم يستسلموا فعمدوا إلى بث الخلافات بين والي طرابلس و شقيقه “أحمد باشا القرمنلي” في مصر و تم رشوته بالمال و النساء الجميلات اللاتي اُحضرن خصيصا له من أمريكا من أجل أن يتحالف معهم ضد والي طرابلس و تغيير نظام حكمه و وعدوه بالسلطة على طرابلس( ليبيا حاليا).
غزو أمريكا لمدينة درنة الواقعة شرق ليبيا بالتواطئ مع الأخ الأكبر للباشا :
كان أحمد باشا، المقيم في مصر، يعتبر نفسه أحق بالعرش من أخيه الأصغر الذي انقلب عليه و أقصاه عن الحكم، لينفرد به لوحده.
فخطط الأمريكيون من خلال سفيرهم في تونس “وليم ايتون” لتغيير نظام طرابلس عبر إقناع “أحمد باشا القراملي” بأنهم قادرون على تتويجه على عرش طرابلس بعد التخلص من أخيه يوسف، فقبل!
و جهزت قوة من المرتزقة بقيادة ضابط الجيش الأميركي وليام ايتون و تعتبر هذه الفرقة هي أول فرقة مشاة بحرية أمريكية (مارينز).
و هاجمت شرق ليبيا و غزت مدينة درنة النائية و هى مدينة صغيرة على البحر المتوسط و تبعد عن طرابلس العاصمة أكثر من ألف كم، و رفع علم الولايات المتحدة على قلعة درنة، و بذلك اعتبرت أول قطعة أرض تحتلها الولايات المتحدة في تاريخها.
انتهاء الحرب:
عقب معركة درنة فرضت القوات العثمانية و البربرية حصارا على القوة الغازية الموجودة فيها فعمدت الولايات المتحدة إلى المفاوضات و تم توقيع معاهدة إنهاء الحرب في 10 يونيو 1805م عرفت ب إتفاقية طرابلس، مع ولاة طرابلس و تونس و الجزائر و المغرب، تدفع بموجبها أمريكا تعويضا للدول الإسلامية عن كل جندي قتل و تدفع أيضا الجزية مُضَاعَفَة عن السابق و الإعتذار للدول الاسلامية الثلاث.
و طلب باشا ليبيا “يوسف باشا” من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، و ضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار سنويا، و ظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتى سنة 1812م، حيث سدد القنصل الأمريكي في تركيا 62 ألف دولار ذهبا، و كانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.
و إلى هذا اليوم نجد نشيد البحرية الامريكية الذي لم يتغير منذ ذلك الوقت يقولون في مطلعه:
(من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب معارك بلادنا في الجو و الأرض و البحر).
النشيد بالإنجليزية:
From the Halls of Montezuma,
To the Shores of Tripoli,
We fight our country’s battles,
In the air, on land and sea;
First to fight for right and freedom
And to keep our honor clean;
We are proud to claim the title
of United States Marine.
الترجمة:
من قاعات مونتيزوما
إلى شواطئ طرابلس،
نحارب معارك بلادنا،
في الجو والبر والبحر؛
أول من يناضل من أجل الحق والحرية
ولكي نحافظ على كرامتنا طاهرة.
نحن فخورون بالمطالبة باللقب
البحرية الأمريكية.
هذه القصة توضح لنا مدى جهلنا بالتاريخ القديم و خاصة الاسلامى منه الذى تعمد أعداؤنا إخفاءه أو تشويهه.
المصدر:
يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية.
موقع إسبانيا بالعربي