الموحدون و معركة الأرك..
أخبار إسبانيا بالعربي – أرﺳﻞ ﺃﻟﻔﻮﻧﺴﻮ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻄﺎﻥ المغرب ﺃﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﻳﺴﺘﻬﺰﺉ ﺑﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺘﻪ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ، ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺤﻤﻠﺔٍ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻭﻗﺘﻞ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻏﻨﻢ أموالها، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ للسلطان ﺃﻣﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ:
” ﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻠﻨﺄﺗﻴﻨﻬﻢ ﺑﺠﻨﻮﺩٍ ﻻ ﻗِﺒَﻞَ ﻟﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻨﺨﺮﺟﻨﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺫﻟﺔً ﻭﻫﻢ ﺻﺎﻏﺮﻭﻥ، ﺍﻟﺠﻮﺍﺏُ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻻ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ “
طالع أيضا: قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط..
ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ، بينما أعد ﺍﻟﻘﺸﺘﺎﻟﻴﻮﻥ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﻟﻔﻮﻧﺴﻮ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺧﻄﺔ ﺫﻛﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻣﻮﻗﻌﺎً ﻣﻤﻴﺰﺍً ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻮﺓ، ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ بعد وصوله و ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺃﺑﻮﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻔﺺ، ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺪّ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻣﺮﺗﻴﻦ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻔﺺ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻇﻦّ ﺍﻟﻘﺸﺘﺎﻟﻴﻮﻥ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗُﺘﻞ فظنوا ﺃﻧّﻬﻢ ﻓﺎﺯﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﺗﻘﺪُّﻣﻬﻢ، ﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺤﻨّﻚ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺻﻨﺎﺩﻳﺪ ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺠﻴﺶ، ﺍﻟﺘﻒّ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻘﺸﺘﺎﻟﻲّ ﻭﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ بقيته، ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳُﻌﻤِﻞَ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺘﻞ.
طالع أيضا: 7 من العظماء الذين صنعوا تاريخ الأندلس
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﻜﺮّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻘﺸﺘﺎﻟﻴﻴﻦ، الذي ﻳﻨﺴﺤﺐ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﻟﻔﻮﻧﺴﻮ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ، ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﺘﺸﺎﻟﻴﻮﻥ ﺣﺼﻦ ﺍﻷﺭﻙ، ﻓﺤﺎﺻﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻇﻨﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥّ ﺃﻟﻔﻮﻧﺴﻮ ﻳﺨﺘﺒﺊ ﺑﺎﻟﺤﺼﻦ، ﻟﻜﻦّ ﺃﻟﻔﻮﻧﺴﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﺎﺏٍ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺤﺼﻦ، ﻫﺎﺭﺑﺎً ﺇﻟﻰ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ فأكمل ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪّﺓ ﻗﻼﻉ ﻭﺣﺼﻮﻥ ﻭﺃﺭﺍﺽٍ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻘﺸﺘﺎﻟﻴﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻏﻨﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻏﻨﺎﺋﻢ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻓﻮﻓﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﻘﺮﻱ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ” ﻧﻔﺢ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻦ ﻏﺼﻦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺍﻟﺮﻃﻴﺐ ” ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻘﺸﺘﺎﻟﻴﻴﻦ 146 ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ وﺃﺳﺮ 30 ﺃﻟﻔﺎً ﻭﻏﻨﻢ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻭﻥ 165 ﺃﻟﻒ ﺧﻴﻤﺔ ﻭ 80 ﺃﻟﻔﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭ100 ﺃﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻐﺎﻝ ﻭ400 ﺃﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ، ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺼﻰ من ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻷﺭﻙ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ، ﺑﻤﺤﻮﺭﻳّﺔ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺰﻻﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ أمير المرابطين ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ.
المصدر: خزانة الأندلس / موقع إسبانيا بالعربي