
إسبانيا بالعربي ـ في واقعة صادمة، تمكن قراصنة تابعون لكوريا الشمالية من تنفيذ أكبر سرقة في تاريخ العملات المشفرة، حيث استولوا على أموال تقدر قيمتها بـ1.5 مليار دولار من منصة التداول “بايبت”. وبعد بضعة أسابيع فقط، توجت كوريا الشمالية كأغنى ثالث دولة في العالم بالبيتكوين، متجاوزة بذلك دولا مثل السلفادور، كما ذكرت صحيفة الكونفيدينثيال في تقرير لها.
كيف حدثت السرقة؟
استغل القراصنة الكوريون الشماليون ثغرة أمنية في منصة “بايبت”، المنصة الثانية الأكبر لتداول العملات المشفرة، لتحويل 401,000 عملة إيثريوم إلى حساباتهم. في البداية، اعتقدت “بايبت” أن العملية كانت تحويلا داخليا بين محافظها الرقمية، ولكن تبين لاحقا أن الأموال كانت تُرسل إلى كوريا الشمالية.
بعد ساعة من الاختراق، أعلن بن جو، مؤسس “بايبت”، عن السرقة على منصة “X”، وطلب المساعدة في تتبع الأموال المسروقة. وبعد أسبوع، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن نظام بيونغ يانغ كان وراء هذه السرقة.
دور مجموعة “لازاروس” الإلكترونية
تقف وراء هذه السرقة مجموعة “لازاروس”، وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لكوريا الشمالية. تُعرف هذه المجموعة بأساليبها المتطورة في اختراق الأنظمة المالية وسرقة العملات المشفرة لتمويل الأنشطة العسكرية للنظام الكوري الشمالي. وفقا لشركة “Chainalysis”، فإن قراصنة كوريا الشمالية سرقوا ما يقارب 1.3 مليار دولار في عام 2024 فقط، متجاوزين بذلك الرقم القياسي المسجل في العام السابق.
كيف يتم غسيل الأموال المسروقة؟
بعد السرقة، بدأت كوريا الشمالية في غسيل الأموال المسروقة باستخدام أدوات مالية لامركزية (DeFi) ومنصات التبادل اللامركزية (DEXs) مثل THORchain. كما استخدمت مزج العملات المشفرة (mixers) لإخفاء أثر المعاملات، مما يجعل تتبع الأموال أمرًا بالغ الصعوبة.
وفقا لشركة “TRM Labs”، فإن سرعة وكفاءة هذه العمليات تشير إلى أن كوريا الشمالية قد وسعت بنيتها التحتية لغسيل الأموال، أو أن الشبكات المالية السرية، خاصة في الصين، قد زادت من قدرتها على امتصاص ومعالجة الأموال غير المشروعة.
تأثير السرقة على أسواق العملات المشفرة
على الرغم من حجم السرقة، لم تتفاعل أسواق العملات المشفرة بشكل كبير مع الخبر. ويعزو المحللون ذلك إلى السرعة التي تعاملت بها “بايبت” مع الأزمة، حيث قامت بتأمين ودائع العملاء وإدارة الأزمة بشكل احترافي.
كوريا الشمالية: ثالث أغنى دولة بالبيتكوين
بفضل هذه السرقة وغيرها من الأنشطة الإجرامية، أصبحت كوريا الشمالية ثالث أكبر حكومة تمتلك البيتكوين في العالم، وفقا لبيانات “Arkham Intelligence”. وتقدر قيمة ما تمتلكه بيونغ يانغ من البيتكوين بأكثر من 1 مليار دولار، متجاوزة بذلك السلفادور، التي كانت تعتبر العملة المشفرة عملة قانونية حتى وقت قريب.
وتسلط هذه الواقعة الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها منصات العملات المشفرة، وكيف يمكن للدول استخدام هذه التكنولوجيا لتمويل أنشطتها غير المشروعة. مع تزايد الاعتماد على العملات المشفرة، يصبح من الضروري تعزيز الإجراءات الأمنية وتطوير أدوات أكثر فعالية لمكافحة الجرائم الإلكترونية.
المصدر: إسبانيا بالعربي.