بين الاستهتار واللامبالاة.. بؤر جديدة للوباء تطفو في إسبانيا
قد يطول أمد الجائحة، فاليوم ندخل الشهر الثامن ولا زال العالم يحصي ضحايا جدد، القائمة تبقى مفتوحة طالما البؤر النشطة في ارتفاع متواصل. إلى غاية 31 يوليو/ تموز، تم إحصاء 483 بؤرة جديدة على مستوى إسبانيا، مما دفع السلطات الإقليمية إلى فرض قيود محلية. ولتفادي اتساع نطاق الإصابات المتزايدة، كان لزاما تطبيق إجراءات احترازية فجاء قرار الغلق في إقليم كتالونيا ومقاطعة ليريدا بعد أن عرفت موجة جديدة لتفشي الفيروس. التعايش مع هذا الوباء أضحى واقعا لا يمكن الهروب منه، فارتفاع عدد الحالات الجديدة الحاملة للفيروس قد يعيد إسبانيا إلى نقطة البداية. لكن الغريب في هذا كله هو أن المواطن الإسباني، كما الجالية أيا كانت جنسيتها، يعلمون أن الوباء قاتل ولا يرحم الصغير كما الكبير، ومع ذلك توجد نسبة كبيرة تستخف به، وخير دليل هو آخر الإحصاءات التي تشير إلى أن عدد الإصابات الجديدة قد ارتفع إلى 1525 حالة، حسب أرقام وزارة الصحة التي نشرت يوم أمس 31 يوليو/ تموز.
الفيروس يتطلب وعيا ومسؤولية
وعلى مستوى مقاطعة ليريدا (كاتالونيا)، أطلقت البلدية برنامجا لمساعدة المحتاجين من العمال الموسميين الذين يقصدون المنطقة بحثا عن العمل بحكم طابعها الفلاحي.
ومعلوم أن مقاطعة ليريدا كانت قد استقبلت شهر ماي/ أيار الفارط عشرات العمال الموسميين الذين كانوا يبيتون في العراء، رغم تكفل السلطات بهم صحيا.
وبحكم طابعها الفلاحي، تستقطب ليريدا المئات من العمال الموسميين للعمل في حملة جني الفواكه، لكن مجيئهم هذه المرة تزامن مع الجائحة.
ولأن غاية البرنامج هي منح العمال الكرامة الإنسانية التي يستحقونها كيد عاملة تساهم في تنمية وتطوير الاقتصاد المحلي، فقد تم تخصيص جناح خاص لإيوائهم.
جمعيات المهاجرين
وفي هذا السياق، تساهم الجمعية الجزائرية الكتالانية في التوعية من خلال أعضائها الذين يشاركون في مختلف البرامج وعيا منهم بضرورة وأهمية العمل الجمعوي والمشاركة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وعن هذا البرنامج حدثتنا إكرام (20 سنة) طالبة جزائرية في السنة الثانية قانون. وتقول إكرام أن “البرنامج بحد ذاته هو جهد جماعي تكاملي. عملنا بدأ مع انطلاق موسم جني الفواكه شهر يونيو/ حزيران ويستمر إلى غاية سبتمبر/ أيلول.
مساعدة العمال الموسميين
وتضيف إكرام: “مهمتنا هي تأطير 200 شخص من جنسيات مختلفة (مالي، النيجر، الكاميرون، السنغال، الجزائر والمغرب). نعمل وفق برنامج محكم ونسعى إلى توفير الإيواء ونحرص على توفير شروط الوقاية للحد من إمكانية انتشار العدوى، خاصة وأن الوافدين يغادرون صباحا المقر بحثا عن العمل”.
الحد من انتشار العدوى
حسان متطوع آخر يقول عن مشاركته: “دورنا هو الإسهام في الحد من انتشار العدوى من خلال السهر على تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي وكذا توفير الأكل والشرب وقبل ذلك النظافة (الاستحمام)”.
يقول حسان أن ابنه محمد أمين يعد أصغر متطوع، فعمره لا يتعدى 17 سنة، وأصر على المشاركة في هذا البرنامج كله إدراكا منه بضرورة الوقوف سدا مانعا لمجابهة الوباء، ويتمحور دوره حول الترجمة.
أما سمير رئيس الجمعية، فيقول: “في كل يوم نقوم بقياس درجة حرارة الوافدين، بعدها نمنح كل واحد منهم كمامة ومعقم الأيدي”.
ويشير سمير إلى أنه “من أصل 200 عامل موسمي، بقي في الجناح 120 بعد أن تمكن 80 من الحصول على العمل .نعمل على تطبيق إجراءات الوقاية فالوضع حرج خاصة بعد أن تدحرجت كتالونيا إلى المرحلة الثانية عقب ارتفاع جديد لحالات الإصابة بالفيروس”.
صاحبة العشرين السنة إكرام تتدخل: “لا يمكن الاستهانة والاستخفاف بالفيروس فهو يباغت كل متهاون ومستهتر، بالوعي فقط يمكن التغلب عليه وهذه مسؤوليتنا جميعا”.
إعداد: الإعلامية نادية دراجي
تابعونا على
إنستغرام