تعديل وزاري وشيك في إسبانيا.. هل يُضحي سانتشيث بوزيرة الخارجية لاستعادة العلاقات مع المغرب؟
اخبار اسبانيا بالعربي/ أعلن التلفزيون العمومي الإسباني أن رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، سيجري تغييرات “واسعة” على حكومته يُنتظر الإعلان عنها اليوم السبت. وأكدت مصادر حكومية أن التغييرات، التي تهدف إلى إعطاء دفعة جديدة مع نهاية الوباء وفي مواجهة التعافي، لن تؤثر من حيث المبدأ على الحقائب الخمس التي يشغلها وزارء حزب “بوديموس” في إطار الحكومة الائتلافية.
لذلك، ستشمل التعديلات فقط إلى الوزراء الاشتراكيين، على الرغم من تأكيد بقاء النائب الأول للرئيس، كارمن كالفو، وفق ما ينقل التلفزيون الإسباني.
وسيبلغ الرئيس سانتشيث عن التغييرات في حكومته على الأرجح اليوم السبت أو طوال نهاية هذا الأسبوع في خطاب من قصر لا مونكلوا.
أسابيع من التكهنات
وأصبح التعديل الحكومي وشيكا بعد أسابيع من التكهنات. وكان القرار مطروحا على طاولة الرئيس، لكن تاريخ إجراء هذا التغيير لم يكن معروفا.
وأكدت الإذاعة العامة الإسبانية أن أحد الاحتمالات كان انتظار انعقاد مؤتمر الحزب الاشتراكي في أكتوبر المقبل، لكن التغيير ستجرى أخيرا يوم السبت.
حكومة مستقرة
ومنذ تعيين الحكومة الائتلافية بين الحزب الاشتراكي وبوديموس في يناير 2020 – مع 17 وزارة للاشتراكيين وخمس وزارات لبوديموس – لم يكن هناك سوى عدد قليل من التعديلات، فرضتها العمليات الانتخابية.
في بداية هذا العام، واصلت كارولينا دارياس في الحكومة لتشغل حقيبة الصحة بعد رحيل، سلفادور إييا، الذي ترشح لانتخابات رئاسة إقليم كاتالونيا، كما انضم، ميكيل إيثيتا، للحكومة كوزير للسياسة الإقليمية والوظيفة العامة.
وجاء التعديل الثاني بعد رحيل، بابلو إغليسياس، نهاية مارس للترشح لرئاسة إقليم مدريد. وتولت، أيوني بيلارا، حقيبة الحقوق الاجتماعية وأجندة 2030، وأصبحت يولاندا دياث نائبة ثالثة للرئيس، وتمت ترقية ناديا كالفينو إلى نائبة ثانية للرئيس.
تعديل الحقائب “الوازنة”
واختار الرئيس سانتشيث يوم 10 يوليو لإعادة تشكيل “واسعة” لمجلس وزرائه. وستؤثر التغييرات على المحافظ الأساسية والهياكل التشغيلية للسلطة التنفيذية، وفق ما تنقل صحيفة “البيريوديكو”. ورغم أن الصحافة الإسبانية لم تطرح الأسماء المرشحة لمغادرة التشكيلة الوزارية، إلّا الجميع يترقب رسائل سانتشيث من خلال هذا التغيير.
ماذا عن وزيرة الخارجية؟
وإذا كان الهدف من هذا التعديل هو تعزيز الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي بعد الوباء، فإن التغيير قد تشمل الحقائب الوزارية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والشأن الداخلي بشكل عام، لكن حتى تعزيز الطابع الاقتصادي في توجه الحكومة يمكن أن يشمل وزارة الخارجية من خلال تعيين وزير ذا خلفية اقتصادية.
لكن تغيير وزيرة الخارجية، آرانتشا غونثاليث لايا، في هذا الظرف بالذات قد يُفهم على أنه رسالة إيجابية تجاه المغرب لمحاولة استعادة العلاقات الثناية المتدهورة منذ فترة. ورغم انسجام تصريحات ومواقف الوزيرة لايا، التي لا تنتمي للحزب الاشتراكي واختارها سانتشيث نفسه من خارج دوائر السلطة لشغل ذلك المنصب، تنسجم مع نظرة الرئيس في السياسة الخارجية، إلّا أن خروجها قد يُفهم في الرباط على أنه “انتصار” أو استجابة لمطلب تكرر مرارا في الصحافة المغربية بتحميل الوزيرة لايا المسؤولية المباشرة عن الأزمة.
وزير الداخلية، أبرز المدافعين عن المغرب
في الجهة المقابلة، نجد وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، الذي يعد أبرز المدافعين عن المغرب داخل الحكومة الإسبانية، لكن بمجرد حديث الرئيس سانتشيث عن “اعتداء” خلال خطابه قبل توجهه إلى سبتة ومليلية بعد أزمة دخول آلاف المهاجرين المغاربة شهر ماي الماضي، لم يعد الوزير يتحدث عن أهمية المغرب بالنسبة لإسبانيا. ومن شأن خروجه من الطاقم الحكومي أن يُفهم على أنه رسالة لكل مؤيدي المغرب في الحكومة الإسبانية.
المصدر: الصحافة الإسبانية/ موقع إسبانيا بالعربي.