“جون أفريك”: إسبانيا تعدّ خطة لمواجهة “برميل البارود” في سبتة ومليلية
اخبار اسبانيا بالعربي/ كشف تقرير نشرته مجلة ”جون أفريك“ أنّ السلطات الإسبانية أعدت خطة إستراتيجية لمواجهة ”برميل البارود“ الذي تمثله مدينتا سبتة ومليلية. وقال التقرير إنه بعد أسابيع من الأزمة الدبلوماسية بين مدريد والرباط بسبب تدفق المهاجرين غير الشرعيين توشك الحكومة الإسبانية على وضع خطة لمواجهة الاختناق الاقتصادي والانفلات الأمني وإحكام إغلاق الحدود.
وأضاف التقرير ”في نهاية يونيو كشفت صحيفة ”الباييس“ الإسبانية في تقرير عن إعداد خطة إستراتيجية لمحاربة ”الاختناق الاقتصادي للمدينتين، لذلك تم وضع خطة إنقاذ اجتماعية اقتصادية، بتكليف مباشر من رئيس الحكومة بيدرو سانتشيث“.
وحذر التقرير من ”التدهور السريع للوضع الاجتماعي في المدينتين إضافة إلى أهمية الانفصال الاقتصادي عن منطقة الحدود المغربية، بعد إغلاق الحدود بين المغرب والمدينتين لأكثر من عام، ما أدى إلى توقف سوق التهريب حيث حقق حوالي 1.5 مليار يورو سنويا في سبتة ومليلية“.
وحذرت السلطة التنفيذية من ”تغير ديمغرافي“ بسبب تدفقات الهجرة وتزايد عدد السكان من أصل مغربي بشكل غير نظامي في المدينتين.
وتذهب الوثيقة إلى أبعد من ذلك من خلال إثارة ”التحدي الاجتماعي الديمغرافي“ الذي يؤدي إلى ”استقطاب متزايد“ و”انقسام اجتماعي“ وزيادة في ”مشاعر كره الأجانب“، ما يجعل من المنطقة ”برميل بارود“.
ويشير التقرير إلى أن السكان الإسبان يشعرون بأن الحكومة المركزية تخلت عنهم وأن مستوى الخدمات العامة منخفض لا سيما أنها ”تحت تصرف الأجانب“.
وتعد البيانات الاجتماعية والاقتصادية هناك من بين الأسوأ في إسبانيا، حيث يبلغ معدل البطالة نحو 30% في سبتة ونحو 20% في مليلية، بينما يبلغ دخل الفرد في المدينتين ستة أضعاف مثيله في المناطق المغربية المحيطة، ما يفسّر ضغوط الهجرة المستمرة.
ويتابع التقرير: ”هذا برميل بارود موجود منذ فترة طويلة بالفعل لكن إسبانيا فضلت أن تغلق أعينها من أجل الاستمرار في الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب بناء على الوضع الراهن لملف المدن المستقلة في إسبانيا وملف الصحراء الغربية، لكن الأزمة انفجرت من جديد بعد استقبال مدريد في الربيع الماضي وبعد استقبال إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو في إسبانيا، ثم جاءت أزمة الهجرة، واليوم لا يزال 800 قاصر يقيمون في مراكز مؤقتة بينما يعيش 2000 مهاجر في الشوارع“.
ويقدم التقرير خريطة طريق للنوايا الإسبانية، حيث تدرس مدريد بالفعل إدراج سبتة ومليلية في الاتحاد الجمركي وإصلاح النظام الاقتصادي والاجتماعي للمدينتين المستقلتين.
ويوصي التقرير أيضا بمضاعفة المزايا الضريبية ”للترويج لقطاعات أعمال جديدة“، لا سيما السياحة والمقامرة عبر الإنترنت.
وتقترح الوثيقة تحسين الروابط مع شبه الجزيرة وإنشاء منطقة ”الرخاء المشترك“، وهو مفهوم يستخدم في العلاقات مع جبل طارق.
وأخيرا يدعو التقرير إلى إحياء النشاط المينائي، لا سيما في مليلية التي عانت كثيرا من منافسة الميناء المغربي المجاور في الناظور.
وعلى المدى المتوسط يمكن لإسبانيا أن تمضي إلى أبعد من ذلك من خلال دمج المدينتين المستقلتين في منطقة ”شنغن“، ومن خلال ترك حرية الوصول إلى المناطق الداخلية من سبتة ومليلية لحراس وكالة فرونتكس ”لإبراز حقيقة أن حدودهما تتوافق مع الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي“.
المصدر: إرم نيوز/ موقع إسبانيا بالعربي.