خايمي بليدا: أشد أعداء الموريسكين تطرفًا
أخبار إسبانيا بالعربي – ولد خايمي بليدا في مدينة ألجيميسي (Algemesí) جنوب مملكة بلنسية عام 1550 في أسرة مسيحية متواضعة تتمد بعض جذورها إلى مدينة شلمنقة في شقتالة.
كان خايمي بليدا على علاقة وثيقة بالبطريرك ريبيرا أسقف فالنسيا، قام الراهب الدومينيكي بأداء وظيفته في إبراشية كورديرا، وهي قرية صغيرة في الشرق غالبية سكانها من الموريسكيين، وقد اضطلع بهذه المهمة متحليًا بروح تبشيرية، وكان يكن عداء خفيًا للمسيحيين الجدد “الموريسكيون” قبل تنصيبه كاهنًا، ولما لم تحقق مواعظه أثرًا في نفوسهم، تحولت مشاعر العداء لديه إلى كره غير عقلاني، كرّس القسيس الفالنسي سنوات حياته فيما بعد لإقناع المجتمع الأسباني في القرنين السادس عشر والسابع عشر بضرورة طرد هؤلاء الملحدين.
خايمي بليدا: ألد أعداء الموريسكيين
قام بالعديد من الزيارات لدوق ليرما وللعاهل الاسباني، وقدم العديد من الرسائل والتضرّعات كلها كانت تهدف إلى ضرورة طرد الموريسكيين.
دخل بليدا في تشكيل “الفريق” المعادي للموريسكيين الذي ترأسه البطريرك ريبيرا وقد تلقى معاملة مميزة نظرًا لانضمامه لهذا الإئتلاف.
ألف كتابه “الدفاع عن العقيدة” الذي قام فيه بالتبرير لمثله العليا فكان يقحم الروايات الأكثر دموية ووحشية عن المسلمين منذ عهد عبد الرحمن الأول إلى حرب البشرات، بغرض تشويه صورة الموريسكيين كما كان يصور الموريسكيين كقتلة للمسيحين أو أعضاء منظمة متآمرة تمتلك كتيبات ورسائل متطورة تنفذ من خلالها أعمالها الإجرامية.
هل حقّا طُرد كل أحفاد الأندلسيين من إسبانيا؟
بعد التعميد القسري للموريسكيين كان يتم إدراجهم ضمن رعايا الكنيسة الكاثوليكية ولكن بليدا يرى أن تواجدهم بين صفوف المسيحيين ليس أمرًا جيدًا فهم مارقون ولابد من معاقبتهم.
وكانت تهدف مؤلفات خايمي بليدا إلى إقناع القارئ بإلحاد الموريسكيين إذ يقول أنه من الخطأ ان يقوم القساوسة بإقامة شعائرهم الدينية فى حضرة تلك الحثالة.
وليتحقق مراد بليدا في طرد الموريسكيين كان يجب عليه أولًا أن يبدأ بزعزعة حماية نبلاء شرق اسبانيا لأفراد الأقلية إذ رأى أحدهم أن تنصر المسلمين كان أمرًا ملائمًا بينما ذهب آخرون إلى ضرورة القضاء عليهم وطردهم من هذه الممالك وكان بليدا يصف أصحاب الرأي الأول فيقول: “طائفة السياسيين الغادرة التي تناصر الإبقاء على الملحدين أعداء الشعب المسيحي الرب يدين رأيهم المارق ويشجبه”
وقد قام الراهب الدومينيكي بغية القضاء على تخوف أقرانه من قضية الطرد، بإحصاء كل الإجراءات المماثلة التي اتبعت على مدار تاريخ الإنسانية والفوائد التى نجمت عنها.
وكان يصف شخصية الموريسكي بإنها شخصية تتجسد فيها كل الشرور وبسبب وجودها خلق معين لا ينضب من المشكلات، حيث أن الموريسكي ينتهز أية فرصة لزعزعة الأمن، وأن هذه الأمة الفاسدة غير قابلة للإصلاح إلى الحد الذي جعلها لا تقوّم أخطاءها ولم يصلح من شأنها أي عقاب قط، كما أنهم شعب شهواني حاقد شرير تورطوا في جميع أنواع المعاصي، وتآمر هؤلاء على الملك وحكمه وكانوا يعبرون إلى إفريقيا لمقابلة سفراء الأتراك ويؤون القراصنة الجزائريين ويستضيفونهم وكل هذه الأعمال هي ضربًا من الإلحاد والهرطقة واستحداث البدع وذلك من العقيدة الخاطئة التى حافظوا عليها.
قصص رحيل المورسكيين من إسبانيا إلى شمال إفريقيا – وقصة الإسباني عبد الله كنفون الذي أسلم في معركة وادي المخازن
كان دوق ليرما متردد بشأن طرد الموريسكيين فقد كان سيد لعدد منهم ولم يكن في مصلحته طرد الأيدي العاملة الجيدة والرخيصة من أراضيه مما عرضه لإنتقادات لازعة من قبل بليدا.
وتم ترحيل 150.000 موريسكي من فالنسيا وحدها وقال بليدا: “إن السلام والصالح العام أفضل من الخسائر المادية التى يجب الصبر عليها بسعادة ورضا فأي شيء لا يجب ان يعكّر صفو طرد الموريسكيين” حتى أنه يأكد “أن أي خسائر محتملة ناجمة عن النفي يعوضها التواجد الكامل للمسيح في إسبانيا”.
وخصص خايمي بليدا آخر فقرة في كتابه للثناء على فليبي الثالث على طرد الموريسكيين وأن الصليب سيكافئ جلالته على ذلك.
المصدر: إسبانيا بالعربي.