خوفا من ندرة الغاز.. تهافت الإسبان على الحطب لتدفئة المنازل يرفع أسعاره بنسبة 30 بالمئة + فيديو
اخبار اسبانيا بالعربي/ أدت المخاوف من انقطاع القطاز أو ندرته وارتفاع أسعار الكهرباء والديزل بسبب التضخم إلى زيادة الطلب على الحطب في إسبانيا. ويرى الإسبان اليوم في الحطب منتجا رخيصا يمكن أن يضمن لهم شتاءً دافئا، لكن سعره آخذ في الازدياد أيضا بسبب كثرة الطلب عليه في كل مناطق البلاد.
والسبب يرجع إلى أن استخدام الحطب أرخص من الكهرباء أو الغاز، لكن سعره يتزايد كل يوم ويتوقع أن يستمر في الزيادة. “مع زعزعة الاستقرار الموجودة في الأسعار، كل شيء يرتفع. الأزمة تتعلق بالطاقة والحطب هو الطاقة، كما يعلق الحطاب الإسباني إميليو أندريس، الذي يبيع الحطب في منطقة مدريد وشهد تزايد الطلب بكثرة على هذه المادة رغم أن فصل لا يزال يضرب بحرارته المرتفعة.
مضاعفة الأسعار
وزادت مبيعات الحطب هذا العام في إسبانيا بنسبة 30٪ مقارنة بالعام الماضي. تجلب الزيادة في سعر الغاز نوعا جديدا من العملاء إلى السوق: أولئك الذين يبحثون عن طريقة أرخص لتدفئة منازلهم.
وعرض تلفزيون مدريد تقريرا يتطرق فيه إلى ظاهرة اقتناء الحطب للتدفئة. ويشتري روبرتو الحطب منذ 5 سنوات. وقد طلب هذا العام 4 آلاف كيلوغرام من خشب البلوط. إنه الحطب الذي يسخن بشكل أفضل وله متانة أكبر.
قبل وصول الشتاء
على الرغم من أن الشتاء لم يحل بعد ولا زلنا في فصل الصيف، إلا أن المزيد من الإسبان يشترون بالفعل حطبا للاستعداد لفصل الشتاء الصعب. ويرجع هذا الشراء المتوقع للحطب أيضا إلى الخوف من أن هذه الزيادة في الطلب لن تترك ما يكفي من المواد لتزويد الجميع بالحطب، لذلك سارعوا إلى اقتنائه.
“يريد الناس التأكد من السعر بشكل أساسي، لكنهم يريدون أيضا التأكد من أن لديهم حطبا لفصل الشتاء” نظرا للنقص المحتمل في الغاز وحتى في الحطب إذا ارتفع الطلب عليه.
البيانات الرسمية
وفقا لبيانات الرابطة الإسبانية لمصنعي المواقد والمدافئ والمطابخ للوقود الصلب، فقد زاد بيع مواقد الخشب بنسبة 30٪ هذا العام. من بين الأسباب الرئيسية رغبة المستهلكين في إيجاد بديل لفواتير الكهرباء الغالية التي أنهكت جيوبهم وارتفاع أسعار الغاز.
لا يستبعد حتى وجود مشاكل نقص في الحطب بسبب الكمية الكبيرة التي تم تصديرها هذا العام إلى دول مثل فرنسا وإيطاليا التي تعاني هي الأخرى من ارتفاع رهيب في أسعار الكهرباء.
ندرة الغاز
وارتفعت أسعار الغاز في إسبانيا بشكل مضاعف بسبب غلاء الغاز الطبيعي الذي يصل إلى البلاد من الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه غاز منتج بطريقة التكسير الصخري وتكاليف إنتاجه مرتفعة إضافة إلى نقله في السفن ثم تمييعه وتحويله مجددا للحالة الغازية بعد وصوله إلى إسبانيا. وذلك بخلاف الغاز الجزائري الذي يصل عن طريق الأنابيب في الحالة الغازية ما يجعل سعره منخفضا مقارنة بغيره. وفضلت الجزائر إيطاليا لبيعها كميات أكبر من الغاز، بعد تغيير حكومة سانشيز موقفها من قضية الصحراء الغربية.
المصدر: إسبانيا بالعربي.