ثقافة

دفائن مالية أندلسية عُثِرَ عليها بالفعل في الحقبة المعاصرة!

أخبار إسبانيا بالعربي – كثيرة هي الحكايا التي وردت في باب عثور إسبانيا على دفائن مالية إسلامية أندلسية؛ ولكن لحساسية الموضوع الذي يتأثر عادة بالخرافات والمعتقدات الشعبية الزائفة، وتحريًا للدقة والصدق في نقل المعلومة الموثقة والصحيحة والواقعية فقط؛ نعرض في هذا الجزء أحداثًا ووقائعَ لاكتشافات جاءت في وسائل الإعلام الرسمية ودُوِنت بقلم متخصصين في علم «النوميات»، وهو علم دراسة النقود القديمة، لاستنطاق معطياتها، وتحديد تواريخ ضربها ومجالات تداولها. مع إدراج بعض الصور والأدلة التي تؤرخ لكل اكتشاف.

في تمام الساعة الثانية عشرة من يوم الاثنين الخامس من نوفمبر (تشرين الأول) لسنة 2012، فتح متحف تاريخ بلنسية أبوابه على غير العادة أمام جمهورٍ عريض من ممثلي الهيئات الثقافية ووسائل الإعلام؛ وذلك لعرض «كنزٍ إسلاميٍّ» عُثر عليه سنة 2009 في شارع لاكونستيتوثيون ببلنسية.

الاكتشاف عبارة عن 1500 قطعة نقدية من الذهب والفِضَّة يعُودُ أقدمها لزمن عبد الرحمن الناصر لدين الله (891 – 961) ثامن حكام الدولة الأموية في الأندلس، أما أحدثها فضرب من قبل الظاهر لإعزاز دين الله (1021 – 1036) الخليفة الفاطمي السابع. يعود تاريخ إخفاء «الكنز» إلى بدايات طائفة بلنسية وبالضبط في زمن حكم المنصور أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن (1021-1061) ابن الحاجب المأمون وحفيد الحاجب المنصور، حاكم طائفة بلنسية في عهد ملوك الطوائف ومُشيِّد حائط بلنسية العربي.

تشغل النقود الفاطمية الحيِّز الأكبر من محتوى الاكتشاف من حيث الكمية والعدد. ولعل وجود العملة الفاطمية ضمن «الكنز» الأندلسي المكتشف قد يعكس وجود علاقات قوية بين مصر وبلنسية في تلك الحقبة. ولكن يبقى الأمر فرضية محتملة وظاهرة ما زالت لم تحظَ باهتمام واضح. عولجت القطع النقدية المكتشفة من حالة التضرر السطحي التي لحقتها بفعل الزمن وهي الآن معروضة في متحف تاريخ بلنسية.

بالتأكيد لم تكن تلك المرة الأولى أو الوحيدة التي عُثِرَ خلالها على هذا النوع من الاكتشافات في بلنسية؛ فلقد عثر على ألفي قطعة نقدية ذهبية إسلامية محفوظة بشكل جيد في الثاني عشر من مارس لسنة 2001, تعود للقرنين العاشر والحادي عشر.

إسبانيا بالعربي.

أخبار جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *