شهدت أفغانستان خلال الأيام الماضية واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، بعدما ضرب زلزال قوي شرق البلاد ليل الأحد الماضي، مخلفًا مئات القتلى وآلاف الجرحى، فيما تتواصل جهود الإغاثة والبحث عن ناجين رغم الصعوبات الجغرافية والميدانية.
زلزال مدمّر يعصف بولاية كونر
وقع الزلزال الرئيسي مساء 31 أغسطس 2025 بقوة 6 درجات على مقياس ريختر في ولاية كونر شرقي أفغانستان، ما أدى إلى انهيار آلاف المنازل في القرى الجبلية. ووفقًا للسلطات المحلية ومنظمات الإغاثة، فقد تجاوز عدد الضحايا حتى الآن 1,400 قتيل وأكثر من 3,100 جريح، بينما لا يزال كثيرون تحت الأنقاض أو في عداد المفقودين.
هزة ارتدادية تزيد المعاناة
بعد أقل من يومين، ضربت المنطقة هزة ارتدادية قوية تراوحت شدتها بين 5.2 و5.5 درجات، الأمر الذي تسبب في انهيارات أرضية جديدة وزاد من صعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة.
تحديات في عمليات الإنقاذ
التضاريس الجبلية الوعرة والانهيارات الصخرية حالت دون وصول الآليات الثقيلة، ما أجبر فرق الإغاثة على السير عشرات الكيلومترات سيرًا على الأقدام لنقل المعدات. ومع دخول اليوم الثالث، خفت الآمال في العثور على ناجين، فيما حذرت منظمات إنسانية من تفشّي الأوبئة نتيجة نقص المياه النظيفة وتدهور الظروف المعيشية للناجين.
دعم محلي ودولي
دفعت السلطات الأفغانية بوحدات من القوات الخاصة (الكوماندوز) عبر إنزال جوي إلى القرى المتضررة للمساعدة في عمليات البحث ونقل الجرحى. كما بدأت المساعدات الدولية بالوصول، حيث:
- أعلنت بريطانيا عن تبرع يقارب 1.3 مليون دولار.
- أرسلت الهند ألف خيمة و15 طنًا من المواد الغذائية، إضافة إلى 21 طنًا من الإمدادات الإغاثية.
- قدّم الاتحاد الأوروبي مساعدات بقيمة 1.16 مليون دولار و130 طنًا من المواد الأساسية.
- كما شاركت الإمارات وتركيا والصين وسويسرا في إرسال فرق إنقاذ ومواد إغاثة.
أعداد المتضررين والخسائر
تقدّر حصيلة الخسائر حتى الآن بـ:
- 1,457 قتيلًا على الأقل.
- أكثر من 3,500 جريحًا.
- 8,000 منزل مدمّر.
- نحو 12,000 شخص متضرر بشكل مباشر.
نداءات عاجلة للمساعدة
المنظمات الإنسانية حثّت المجتمع الدولي على تكثيف الدعم، مشيرةً إلى أن أفغانستان تواجه أزمة إنسانية خانقة أصلًا، ما يزيد من خطورة الوضع بعد الزلزال.
المصدر: وكالات / إسبانيا بالعربي.
