سلايدرشؤون قانونية

سياسة اللجوء في أوروبا… “مطلب إنساني”!

“ليس الحل هو استقبال ألمانيا للمهاجرين هذا الطريق لم يعد مفتوحا” كانت هذه تصريحات المرشح المحتمل لخلافة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إذ عارض وبشدة استقبال المهاجرين من اليونان والبوسنة. تصريحات لاقت انتقادات واسعة من منظمات حقوقية ومن سياسيين من حزب الإئتلاف الشريك في الحكم.

على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي يزداد وضع المهاجرين سوءا بسبب الظروف المأساوية السائدة في المخيمات وبداية فصل الشتاء. في ألمانيا، يدور جدل واسع بين أعضاء التحالف الحاكم،الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، حول ما يمكن للحكومة الاتحادية والاتحاد الأوروبي القيام به حيال هذه الاوضاع المأساوية.

عارض المرشح لرئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي، المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، فريدريش ميرتس، قبول لاجئين من مخيمات اللجوء في اليونان أو البوسنة. وقال ميرتس في تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية :”الاتحاد الأوروبي بأكمله ملزم على وجه الخصوص بمساعدة اللاجئين في مواقعهم في البلقان أو في الجزر اليونانية، لكن لا يمكن حل هذه الكارثة الإنسانية بالقول: يأتي الجميع إلى ألمانيا. هذا الطريق لم يعد مفتوحاً”.

“الحقوق الإنسانية في خطر”

تصريحات نائب رئيس كتلة أحزاب الاتحاد المسيحي في البرلمان، تورستن فراي، لم تكن مختلفة. ففي حواره لوكالة الأنباء الألمانية قال السياسي في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إنه لا ينبغي أن تكون هناك حوافز للهجرة نحو أوروبا. وبدلا من استقبال المزيد من المهاجرين، فإن ألمانيا مستعدة لتقديم جميع الوسائل المطلوبة للمساعدة في الإغاثة من الكوارث محليا، في حال أرادت البوسنة ذلك.

أثارت تصريحات مسؤولين في الحزب المسيحي الديمقراطي، ردود فعل غاضبة في صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الإئتلاف. النائب البرلماني للحزب الديمقراطي الاشتراكي أخيم بوست، اتهم كلا من ميرتس وفراي بـ”القلب البارد”. مشيرا إلى أنه في حالات مثل اليونان والبوسنة، فإن المساعدة تكون أيضا من خلال الاستعداد لاستقبال اللاجئين والمهاجرين المحتاجين هي “مطلب إنساني”. وطالب بوست وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر من الحزب الاجتماعي المسيحي، السماح للمدن والبلديات بقبول المهاجرين في ألمانيا. مشيرا في الوقت ذاته إلى دور الاتحاد الأوروبي في زيادة الضغط على المسؤولين في البوسنة.

مبعوث الاتحاد الأوروبي في البوسنة، يوهان زالتر، التقى مع وزير الأمن البوسني، سيلمو سيكوتيتش، من أجل التشاور بشأن الوضع” غير المقبول على الإطلاق”. وقال زالتر إن إقامة الخيام تعد خطوة ضرورية، ولكن يتعين على السلطات حاليا تأمين الإمداد بالماء والطاقة في مخيم “ليبا”. وكان من بين المشاركين في اللقاء السفيرة الألمانية هناك مارغرت أوبر ودبلوماسيون آخرون.

فشل الاتحاد الأوروبي

اتهمت منظمة “برو أزول” الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين الاتحاد الأوروبي بالإخفاق التام بسبب المحنة التي يواجهها مئات المهاجرين في البوسنة والهرسك. وانتقدت أيضا تصريحات السياسيين ميرتس وفراي بخصوص استقبال المهاجرين. واستندت المنظمة في ذلك إلى الإقامة السيئة لهؤلاء الأشخاص في البوسنة وكذلك إلى تقارير عما ما يسمى بردود الفعل الصادرة من كرواتيا الواقعة على الحدود مع البوسنة والهرسك.

ودعا المدير التنفيذي للمنظمة الألمانية غونتر بوركهارت يوم الأحد (3 يناير) قائلا: “لابد من فتح الحدود واستقبال الأشخاص المتجمدين إلى الاتحاد الأوروبي”.

وما يثير استياء الناشط الحقوقي بوركهارت هو غياب نقاش جاد بخصوص الأوضاع في اليونان والبوسنة. ليس ذلك فحسب، بل إن تصريحات ميرتس الاستفزازية لم يتم الرد عليها. وطالب بوركهارت رؤساء الولايات الاتحادية والمستشارة ميركل ببحث أمر استقبال اللاجئين في اجتماعهم اليوم الثلاثاء (05 يناير).

قبيل فترة أعياد الميلاد، قامت المنظمة الدولية للهجرة بإخلاء مخيم “ليبا” الواقع في البوسنة والهرسك أمام الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في المنطقة الحدودية مع كرواتيا، وذلك لأن السلطات في البوسنة لم تجهزه بشكل مقاوم لفصل الشتاء.

وأضرم بعض الشباب النيران في خيام وحاويات خلال الإخلاء بسبب غضبهم. وفشلت الحكومة البوسنية بعد ذلك في نقل أشخاص إلى ثكنة قديمة بسبب احتجاجات محلية. وظل مئات الأشخاص في الشتاء بلا سقف يأويهم إلى أن قام الجيش البوسني ببناء خيام جديدة في قرية ليبا. ومنذ ذلك الحين، يقيم المهاجرون في خيام مؤقتة في درجات حرارة تحت الصفر ودون تدفئة.

مساعدات إنسانية إضافية!

في ضوء الوضع الراهن، وعد الاتحاد الأوروبي الآن بتقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 3.5 مليون يورو. وقالت المفوضية الأوروبية في بيان إن هذه الأموال الإضافية، التي تهدف إلى “مساعدة اللاجئين والمهاجرين المستضعفين الذين يواجهون كارثة إنسانية في البوسنة”، تضاف إلى 4.5 مليون يورو خصصتها بروكسل في أبريل 2020. وطالب ممثل الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دول البلقان إلى بناء مخيم جديد لهؤلاء المهاجرين “تأمين أماكن سكن في فصل الشتاء ويضمن ظروف معيشية إنسانية هو شرط أساسي يجب ضمانه في جميع الأوقات”.

ليس مخيم ليا في البوسنة وحده يفقتر للظروف الإنسانية، بل حتى في اليونان، فبعد حريق مخيم موريا في منتصف سبتمبر تم بناء مخيم كاراتيبي المؤقت. يتسع هذا المخيم لـ7000 شخص فقط. منذ منصف أكتوبر يشهد هذه المخيم تدهورا كبيرا في الأوضاع الإنسانية، تفاقمت بشكل ملحوظ منذ بادية الشتاء وسقوط الأمطار.

المصدر: مهاجر نيوز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *