اشترك في قناتنا على الواتساب
انقر هنا
الرأيسلايدر

فرنسا تعطس.. إسبانيا تصاب بنزلة برد

تتراكم القضايا الاقتصادية والميزانية والتجارية مع بداية العام السياسي. أولًا، إطار ميزانية الاتحاد الأوروبي للفترة 2028-2034: ما هو الموقف الذي ستدافع عنه إسبانيا من خلال الحكومة التي يقودها زوج بيغونيا؟ يجب تحديد هذا الموقف الآن، لأن المفاوضات وشيكة، ومن الضروري معرفة ما إذا كانت بلادنا ترغب في المساهمة بمزيد من الأموال في خزائن الاتحاد الأوروبي، من جهة، وما هي خطط إنفاقها. فيما يتعلق بالأمر الأخير، تجدر الإشارة إلى أن 
إسبانيا هي ثاني دولة عضو، بعد فرنسا، تستفيد أكثر من غيرها من السياسة الزراعية المشتركة (CAP). قد يعتقد البعض أن مطالبة هذه الحكومة بتحديد أولوياتها الميزانية للاتحاد الأوروبي في حين تفشل عامًا بعد عام في تقديم مشروع ميزانيتها العامة للدولة هو بمثابة طلب المستحيل. وقد يكون من يفكر بهذه الطريقة محقًا، لكن العمليتين تتزامنان في الوقت الحالي. 
نحن على بُعد خمسة وعشرين يومًا من الموعد النهائي لتقديم هذا القانون إلى البرلمان بحلول عام 2026، وأنا أشك بشدة في أنه سيتوافق مع الدستور.

ماكرون
إيمانويل ماكرون

بصرف النظر عن جميع الإصلاحات التي يحتاجها الاقتصاد الإسباني، والتي يصعب تجاهلها، وبالعودة إلى بروكسل، فقد حان الوقت للنظر في اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع ميركوسوروقد قدمت المفوضية الأوروبية بالفعل الوثائق اللازمة لبدء عملية التصديق. وتؤيد إسبانيا بشدة إبرام هذه الإجراءات، بشكل نهائي وسريع، لما لها من مزايا وعيوب، لا سيما فيما يتعلق ببعض المنتجات الزراعية. في الوقت نفسه، تُعدّ فرنسا، إلى جانب بولندا، من أشد المعارضين لهذه الاتفاقية، التي تتجاوز كونها اتفاقية تجارية؛ إذ تسعى كلتاهما إلى تشكيل أقلية معوقة، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت ستنجح. وسواء أكان ذلك مصادفة أم لا، فقد قررت المفوضية الأوروبية تقديم الوثائق في وقت تشهد فيه فرنسا حالة من عدم الاستقرار السياسي الشديد، حيث توشك الحكومة على الانهيار بسبب عدة مشاكل، إحداها تتعلق بالميزانية. في هذا السياق، يجب ألا ننسى أهمية ما يحدث في باريس بالنسبة لإسبانيا. من الضروري والصحيح أن نتذكر أنه عندما تعطس فرنسا، سرعان ما نصاب نحن هنا بالزكام. وفي الختام، يجب علينا أن ننتبه جيدًا لما يحدث شمال جبال البرانس.

سيزار لومبريراس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *