شؤون إسبانيةمن عبق التاريخ

فيلم وثائقي يبحث عن جذور الهوية الأندلسية

“مكتوب هنا (في إشارة إلى القلب)، مكتوب هنا (في إشارة إلى الحنجرة)، ومكتوب هنا (في إشارة إلى أن النظر).. كل شيئ مدوّن، ولكن هناك مصدر لا يمكن المساس به هو اللغة، الكلمة.” هكذا يقول أستاذ القانون بجامعة قرطبة والكاتب الإسباني، أنطونيو مانويل رودريغيث.

قال رودريغيث تعليقا على وثائقي بعنوان مفاتيح الذاكرة “Las llaves de la memoria” للمخرج الإسباني، خيسوس أرمستا، أنه لا وجود لمعنى كلمة “خران” في المعاجم، في حين أن جذورها مستمدة من “الممنوع” أو “الحرام” في اللغة العربية.

في هذا الوثائقي، تعد طالبة أندلسية تدعى صوفيّا أطروحتها لتكشف الجوانب المخفية في التاريخ الأصلي لمنطقة الأندلس، متحدثة إلى أهل إختصاص، الذين من بينهم الكاتب أنطونيو مانويل رودريغيث.

“فرح” من العربية إلى الإسبانية

وأشار الكاتب أن المتداول عن كلمة “فارفالايس” Faralaes هو أنها من أصل فرنسي، وهو اعتقاد خاطئ، مؤكدا أنها كلمة مشتقة من “فرح” و”لبس” باللغة العربية، ويقصد به “لبس الفرح”.  وهو الزي الذي ترتديه راقصة الفلامينكو.

وليس ببعيد عن كلمة “فارفالايس”، ترجع كلمة “فيريا” Feria أيضا إلى “فرح” باللغة العربية.

طالع أيضا: 4000 كلمة عربية لا تزال متجذرة في اللغة الإسبانية

فلامينكو

تعد موسيقى ورقصة الفلامينكو من أشهر أنواع الرقص والموسيقى حول العالم، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة الإسبانية بصفة عامة والأندلسية خاصة. وبحسب رودريغيث، فإن كلمة فلامينكو مشتقة من “الفلاح المنكوب”.

وتقوم موسيقى الفلامينكو الإسبانية على الموسيقى الأندلسية الممزوجة بالموسيقى الغجرية والمختلطة بالعود والقيتارة، وهي أيضا تدخل ضمن ثقافة شمال المغرب وبعض المدن الجزائرية.

وجاءت هذه الموسيقى للتعبير عن الظلم الإجتماعي بعد طرد الموريسكيين -الذين كان أغلبهم من الفلاحين- من إسبانيا إلى شمال إفريقيا سنة 1609.

الهوية 

“ماذا يجب أن يبتروا منك لكي لا تكوني ما أنت عليه؟، إصبع؟، يد؟، رجل؟، قلب؟، عضو من جسمك؟، أي عضو؟. إن الجزء الوحيد الذي عندما تفقده لا يصبح بإمكانك أن تكون أنت هو الذاكرة.

أن تنظر إلى المرآة دون أن تتعرف على نفسك.. مريض الزهايمر يعرفه الجميع، ولكنه لم يعد هو لأنه لا يعرف نفسه عندما ينظر إلى المرآة. هكذا هي بعض الشعوب، تنظر إلى المرآة ولكنها لا تدرك من تكون رغم أن الجميع يعرفها”…

وختم أنطونيو مانويل قائلا: “هكذا هي الأندلس، لا تتعرف على نفسها حين تنظر إلى المرآة، لكن هذا لا يعني أنها ضائعة. الأندلس فريدة، رغم أنهم حاولوا بتر ذاكرتنا.. سنحافظ عليها في قلوبنا، فيما نقوله، فيما نسمعه، هذا هو دليل ما نحن عليه، وهو مكتوب”.

الفيلم الوثائقي “مفاتيح الذاكرة”، هو فيلم يؤكد على الحاجة إلى معرفة الثقافة الأندلسية الحقيقية والفريدة، والتي تعتبر نتاج مزاج ثمين يجمع بين الثقافات الإسلامية، المسيحية واليهودية.

وصرح مخرج الفيلم لموقع بوبليكو Público الإسباني، قائلا إن “الغزو القشتالي للأندلس لم يكن نزاعا دينيا كما قيل لنا، بل كان صراعا سياسيا واقصاديا، أدى إلى طرد المختلف وبناء مشروع وطني حول كراهية الأجانب وازدراء التنوع”. مضيفا: “يجب العثور على كل ما نحن عليه وما لا نعرفه”.

تابعونا على تويتر وفيسبوك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *