في خطوة قد تثير حفيظة المغرب.. هل تستعين إسبانيا بقوات خفر السواحل الأوروبية في سبتة ومليلية؟
اخبار اسبانيا بالعربي/ منط سقوط جدار برلين، تم بناء 1200 كيلومتر من الجدران الحدودية في أوروبا؛ في حين يبلغ طول سور سبتة ثمانية كليومتر فقط. لكن الأزمة في تلك المدينة الصغيرة ذات الأسوار قد يكون لها عواقب على سياسة الهجرة الأوروبية. وحث الاتحاد الأوروبي إسبانيا على الاعتماد على عناصر شرطة فرونتكس (وكالة حرس الحدود الأوروبية) لحماية الحدود الإسبانية في مدينتي سبتة ومليلية، على الرغم من ترجج السلطة التنفيذية الإسبانية في الوقت الراهن على الأقل. في خطاب أرسل يوم الخميس الماضي إلى وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، ترى قوات فرونتكس الأوروبية أن “زيادة ضغط الهجرة على إسبانيا” يجب أن تدفع مدريد للسماح بمساعدة الوكالة “في مواجهة هذا الوضع الصعب”. ورفضت وزارة الداخلية الإسبانية هذا الخيار على الأقل في الظرف الحالي.
ما هي خيارات إسبانيا؟
وتملك حكومة إسبانيا في أزمة سبتة مع المغرب عدة خيارات لم يتم تحريكها إلى الآن. هناك أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا اندلعت بعد استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، للعلاج من فيروس كورونا، لكن الأزمة بين البلدين ليست وليدة اليوم، مع فقدان تدريجي للتواصل بين البلدين.
تعمّق الأزمة
ووصلت الأزمة ذروتها بعد سماح الرباط بدخول حوالي 9000 من مواطنيها إلى التراب الإسباني في غضون ساعات قليلة. وسبب ذلك أزمة اجتماعية في إسبانيا بدأت بعمليات الطرد السريع للمهاجرين المغاربة والقبض على من تمكن من الدخول ووضع مئات الأطفال الذين دخلوا في مأزق قانوني غريب.
وقوف أوروبا إلى جانب إسبانيا
ولا تخلو الأزمة من البعد السياسي الأوروبي من الدرجة الأولى: بروكسل أعلنت موقفا صارما مع إسبانيا، وحذرت الرباط من مراجعة المساعدات المتعلقة بالهجرة إذا تكرر هذا النوع من الابتزاز، لكن المؤسسات الأوروبية تريد الاستفادة من تلك الأزمة للعودة إلى اتفاقيات ومواثيق الهجرة، الذي يعطي قوات فرونتكس دورا أساسيا في حماية الحدود الأوروبية في مدينتي سبتو ومليلية.
ضغوط أوروبية
وضغطت بروكسل بالفعل بعد أزمة الهجرة في جزر الكناري، قبل بضعة أشهر، من أجل اعتماد إسبانيا على قوات فرونتكس في السيطرة على مياه تلك المنطقة.
ورفضت إسبانيا ذلك المقترح حينها. ولم تفوت قوات فرونتكس الفرصة للتذكير بواجبها لحماية الحدود الأوروبي، إذ أرسل المدير التنفيذي للوكالة، الفرنسي فابريس ليجيري، رسالة إلى وزير الداخلية الإسباني يوم الخميس الماضي، في خضم أزمة سبتة، لتقديم المساعدة. كتب ليجيري أن “فرونتكس تابعت عن كثب وقامت بتحليل الأحداث في سبتة”، الذي عرض على خفر السواحل الأوروبي فورا “في ظل هذا الوضع الصعب”، “بالنظر إلى زيادة ضغط الهجرة على إسبانيا تدخل القوات الأورويبة لحراسة الحدود مع المغرب”.
حساسية المغرب
ومن شأن قبول إسبانيا بتواجد القوات الأوروبية على الحدود الإسبانية المغربية إلى إغضاب الرباط التي ترفض ذلك، لما يعنيه من تدويل الحدود وإظهار مدينتي سبتة ومليلية كحدود أوروبية حقيقية تحرسها قوات أوروبية. وتزايدت الأصوات في إسبانيا للمطالبة بتنفيذ هذه الخطوة للرد على ما اعتبر استفزارا مغربيا بفتح الحدود لهجرة 9000 مغربي إلى إسبانيا.
المصدر: الباييس/ موقع إسبانيا بالعربي.